الحكومة الإسرائيلية الـ 35 .. حكومة التناوب المكتظة

محمد عبد الدايم
كتب – د محمد عبدالدايم
خمس سنوات مرت منذ أدت حكومة نتنياهو الرابعة اليمين القانونية، وهذا الأسبوع، بعد عام ونصف من التراشق السياسي دون نتيجة، وثلاث معارك انتخابية، أدت حكومة نتنياهو الخامسة اليمين القانونية.
حكومة الطوارئ، حكومة الوحدة، حكومة التناوب، حكومة التبذير، هذه بعض من المسميات التي أًطلقت على حكومة بنيامين – بنيامين، بنيامين نتنياهو وبيني (بنيامين) جانتس، وهي الحكومة الخامسة والثلاثون في تاريخ إسرائيل، والأكبر عددًا بـ 34 وزيرًا إضافة إلى 16 نائب وزير.
منعًا للانتخابات الرابعة:

بعد دورتين انتخابيتين في إبريل 2019 وسبتمبر من العام نفسه، اتفق أخيرًا الفرقاء السياسيون في إسرائيل على تشكيل الحكومة بعد انتخابات مارس الماضي، وجاء اتفاقهم بضغط من ظروف وباء كورونا على حد قول نتنياهو وجانتس، ومنعًا للانزلاق إلى انتخابات رابعة.
جاء إعلان بيني جانتس بدء المفاوضات مع نتنياهو لتشكيل الحكومة مفاجئًا، وأدى إلى تفكك تحالف كاحول لافان إلى ثلاث كتل: يش عاتيد وتيلم بقيادة يائير لابيد وموشيه يعلون، وقد رفض كلاهما الاشتراك في الحكومة، وانشق عضوان عن حزب تيلم وأسسا حزبًا جديدا باسم ديرِخ إيرتس (طريق الأرض)، فيما عاد حزب جانتس لاسمه الذي تأسس به وهو حوسن ليسرائيل (مناعة لإسرائيل) لكن الحزب تمسك باسم كاحول لافان.

في 20 إبريل أعلن كل من جانتس ونتنياهو عن توقيعهما اتفاق الحكومة الائتلافية الجديدة، وأخيرا في 17 مايو أدت الحكومة اليمين القانونية، بعد 76 يومًا مرت منذ الانتخابات الأخيرة في مارس، وهي الفترة الزمنية الأطول التي تطلبها الأمر لتشكيل حكومة جديدة منذ عام 1961، حيث طالت مدة التفاوض حينها إلى 79 يومًا حتى تشكيل حكومة، وهذا يرجع في المقام الأول لانعدام الثقة بين الثنائي بنيامين، فنتنياهو يواجه تهمًا بالرشى والاحتيال، وحتى الآن ليس من السهولة التكهن بمصيره أمام القضاء، وجانتس جديد في العمل السياسي بعد أن أنهى خدمته العسكرية وانتهت مدة عمله في رئاسة أركان الجيش، وبحساب المدة التي مرت منذ 9 إبريل 2019 حيث جرت انتخابات الكنيست الـ21، فإن المجموع هو 404 أيام كاملة استغرقتها الأحزاب والتكتلات السياسية كي تخرج الحكومة الجديدة للنور أخيرًا على أن يكون نتنياهو رئيسا للوزراء لمدة عام ونصف، ثم يتسلم جانتس بدلا منه رئاسة الوزراء ابتداء من نوفمبر 2021.

الكتل السياسية بالحكومة الجديدة: –

تقوم الحكومة الـ35 على اتفاق بين الكتلتين الرئيستين: هاليكود وكاحول لافان، وكل كتلة يتبعها مجموعة من الأحزاب والتكتلات وفقًا للاتفاق بين نتنياهو وجانتس وثقل كل كتلة بالكنيست الجديد، على النحو التالي:

الكتل السياسية بالحكومة الجديدة: –
تقوم الحكومة الـ35 على اتفاق بين الكتلتين الرئيستين: هاليكود وكاحول لافان، وكل كتلة يتبعها مجموعة من الأحزاب والتكتلات وفقًا للاتفاق بين نتنياهو وجانتس وثقل كل كتلة بالكنيست الجديد، على النحو التالي:
بالأسماء: تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة

    بنيامين نتنياهو (بيبي) 70 عامًا: رئيس الوزراء، رئيس حزب هاليكود.

�    بنيامين جانتس (بيني) 60 عامًا: وزير الدفاع ورئيس الوزراء البديل، رئيس كاحول لافان (حوسن ليسرائيل).
�    جابريئل أشكنازي (جابي) 66 عامًا: وزير الخارجية، عضو كاحول لافان.
�    أرييه درعي 61 عامًا: وزير الداخلية، رئيس حزب شاس.
�    أمير أوحانا 44 عامًا: وزير الأمن الداخلي، عضو هاليكود.
�    دافيد أمسالم 59 عامًا: وزير الاتصال بين الكنيست والحكومة، عضو هاليكود.
�    جلعاد إردان 49 عامًا: وزير التعاون الإقليمي، عضو هاليكود.
�    يوآف جالانت 61 عامًا: وزير التعليم، عضو هاليكود.
�    يحيئيل طروفور (حيلي) 42 عامًا: وزير الثقافة والرياضة، عضو كاحول لافان.
�    إلياهو كوهين (إيلي)  47 عامًا: وزير الاستخبارات، وعضو هاليكود.
�    يسرائيل كاتس 65 عامًا: وزير المالية، عضو هاليكود.
�    يولي إدلشطاين 61 عامًا: وزير الصحة، عضو هاليكود.
�    يعقوف ليتسمان 71 عامًا: وزير البناء والإسكان، رئيس يهدوت هاتوراه.
�    أفراهام نيسنقورن (آفي) 53 عامًا: وزير القضاء، عضو كاحول لافان.
�    عمير بيرتس 68 عامًا: وزير الاقتصاد، رئيس حزب هاعفودا.
�    ميري ريجف 54 عامًا: وزيرة المواصلات، عضو هاليكود.
�    ألون شوستر 63 عامًا: وزير الزراعة، عضو كاحول لافان.
�    إيتسيك شمولي 40 عامًا: وزير الرفاه، عضو هاعفودا.
�    يوفال شتاينتس 62 عامًا: وزير الطاقة، عضو هاليكود.
�    زئيف ألقين 49 عامًا: وزير التعليم العالي والموارد المائية، عضو هاليكود.
�    ميخائيل بيطون 50 عامًا: وزير بوزارة الدفاع، عضو كاحول لافان.
�    جيلا جمليئيل 46 عامًا: وزيرة حماية البيئة، عضو هاليكود.
�    تساحي هانجفي 63 عامًا: وزير بمكتب رئيس الوزراء، عضو هاليكود.
�    يوعاز هندل 44 عامًا: وزير الإعلام، مؤسس حزب ديرخ إيرتس.
�    يعقوف أفيطان 50 عامًا: وزير الأديان، عضو شاس.
�    أساف زامير 39 عامًا: وزير السياحة، عضو كاحول لافان.
�    تسيبي حوتوبيلي 41 عامًا: وزيرة الاستيطان، عضو هاليكود.
�    عومِر ينقليفيتش 41 عامًا: وزيرة الشتات، عضو كاحول لافان.
�    ميراف كوهين 63 عامًا: وزيرة المساواة الاجتماعية، عضو كاحول لافان.
�    أورلي ليفي أفيقاسيس 46 عامًا: وزيرة التقدم والتمكين المجتمعي، رئيسة حزب جيشر.
�    رافي بيرتس 64 عامًا: وزير شئون القدس والتخطيط، رئيس حزب هاإيحود هالئومي.
�    أوريت فاركاش هاكوهين 49 عامًا: وزيرة الشئون الاستراتيجية، عضو كاحول لافان.
�    يزهار شاي 56 عامًا: وزير العلوم، عضو كاحول لافان.

�    بنينا تامنو شاطا 38 عامًا: وزيرة الهجرة والاستيعاب، عضو كاحول لافان.
بيانات وأرقام: –
من بين 34 وزيرًا ووزيرة، وصل عدد السيدات اللاتي يحملن حقائب وزارية إلى 8، وهو العدد الأكبر على مستوى الحكومات الإسرائيلية،  وهذا يرجع أيضًا إلى ارتفاع نسبة التمثيل النسائي بالكنيست الحالي إلى 24% من مجموع الأعضاء الـ 120.
فيما وصل متوسط عمر الوزراء إلى 54 سنة، ويعتبر الحاخام يعقوف ليتسمان أكبر الوزراء سنًا حيث يبلغ 71 عامًا، يليه نتنياهو (70)، ثم عمير بيرتس (68)، وفي المقابل هناك وزراء صغار السن، ميراف كوهين (36)، بنينا تامنو شاطا (38)، وأساف زامير (39)، وهؤلاء أصغر الوزراء حيث لم يتعد أي منهم سن الـ 40.
يوجد بالحكومة 5 من بين الوزراء أصحاب خلفيات عسكرية، على رأسهم بيني جانتس، بالإضافة إلى جابي أشكنازي، وكل منهما شغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش، ويوآف جالانت الذي كان آخر مناصبه بالجيش هو قيادة المنطقة الجنوبية، وميري ريجيف (عملت متحدثة باسم الجيش)، واثنان تقلدا سابقًا رئاسة اتحاد العمال الإسرائيلي (الهستدروت) هما عمير بيرتس وآفي نيسنقورن.
على مستوى العمل الوزاري والخبرات السياسية اشتملت الحكومة على عدد 16 عضو كنيست يحملون حقائب وزارية للمرة الأولى، فيم يعتبر نتنياهو أقدم من بالحكومة، حيث أمضى 17 عامًا بحكومات إسرائيل، يليه يسرائيل كاتس بـ 14 عامًا.
خلت الحكومة الحالية من أية شخصية غير يهودية، كما أن جميع الوزراء وُلدوا بإسرائيل، باستثناء كل من: أريه درعي وعمير بيرتس (المغرب)، يولي إدلشطاين وزئيف ألقين (أوكرانيا)، يعقوب ليتسمان (ألمانيا)، وبنينا تامنو شاطا (إثيوبيا).
تداخل الصلاحيات وعدم الصلاحية
هذا العدد الكبير من الوزراء في الحكومة يفرض تساؤلا رئيسيًّا حول توزيع صلاحيات العمل وتنفيذها على الوزارات المعنية، خصوصًا في حالات تقارب المسئولية، وما يمكن أن ينتج عنه من خلافات بين الوزارات، أو إرباكًا للعمل السياسي، ناهيك عن الحمل الكبير على الموازنة الإسرائيلية العامة.
ليس هذا فحسب، ولكن يتضح كذلك من توزيع الحقائب، خصوصا نصيب حزب هاليكود أن العديد من الوزراء قد أُسندت لهم حقائب وزارية بعيدة تمامًا عن اختصاصهم، مع التسليم بأن العمل الوزاري هو سياسي في المقام الأول، لكن على يبدو أن نتنياهو تحديدًا تعمد أن يعطي لوزرائه في هاليكود وزارات بعيدة تمامًا عما يتخصصون فيه، على سبيل المثال يولي إدلشطاين كان رئيسًا للكنيست، وقبل ذلك كان وزيرًا لما يُسمى بالشتات، باعتباره يهوديا مولدًا في أوكرانيا ورُفضت هجرته إلى إسرائيل عام 1979، وكان ناشطًا صهيونيًا في الاتحاد السوفيتي خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات، حتى هاجر إلى إسرائيل عام 1987، ومع سيرته الذاتية الصهيونية هذه يتقلد منصب وزير الصحة، كذلك يوآف جالانت الرجل العسكري، الذي تولى سابقا وزارة الإسكان، لم يعطه نتنياهو وزارة ذات طبيعة عسكرية، بما أن وزارة الدفاع نالها جانتس، كان من الممكن أن يتولى جالانت وزارة الاستخبارات، لكن بدلا من هذا تحمل مسئولية وزارة التعليم، بينما إيلي كوهين الذي يحمل درجة جامعية في المحاسبة وأخرى في الإدارة والاقتصاد قد منحه نتنياهو حقيبة الاستخبارات.
تفتيت الوزرات الكبيرة لتقسيم الحقائب:
34 وزارة، منها وزارات مستحدثة دون صلاحيات مؤكدة أو برنامج عمل مطلوب تنفيذه أدت إلى موجة هجوم من المعارضين والإعلام في إسرائيل، حيث سماها البعض بالحكومة المكتظة، وحكومة التبذير، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الإسرائيلي من تداعيات تفشي الكورونا، لكن جانتس رد على هذه الانتقادات بقوله إن “حكومة موسعة أكثر توفيرًا من انتخابات رابعة”.
توجد عدة وزارات مستحدثة، وهي في الحقيقة تعتبر أجزاء من مسئوليات الوزرات الأساسية، ولكن جرى إنشاؤها من أجل استكمال الاتفاق، وإرضاء الأطراف المنضمة للحكومة، مثل الفصل بين وزارتي المالية والاقتصاد، أو الفصل بين وزارتي التعليم والتعليم العالي (التنوير)، وكذلك إعادة وزارة الشئون الاستراتيجية وهي التي كانت معنية بمواجهة حملات مقاطعة إسرائيل في الخارج، ثم انضمت مسئوليتها لوزارة الخارجية قبل أن تعود من جديد، إضافة إلى وزارة جديدة لشئون القدس، ووزارة للتمكين المجتمعي، وحقيبة وزير تابعة لوزارة الدفاع، وحقيبة وزارية لترضية تساحي هانجفي بتعيينه وزير دون حقيبة، وكذلك استحداث وزارة للاستخبارات رغم وجود وزارة للدفاع وأخرى للأمن الداخلي وثالثة للداخلية.

في خطابه أمام الكنيست بعد المصادقة على الحكومة؛ هاجم يائير لابيد التشكيل الجديد،  وسخر من العدد الكبير للوزرات بقوله: “يمكن وضع وزير بجانب كل مريض بالكورونا تحت جهاز التنفس الصناعي”.

ربما يعجبك أيضا