حرق المحاصيل و”الابتزاز” و”الاستيلاء”.. نهج مليشيا أنقرة في الشمال السوري

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

حالة من الغضب والاحتقان تسود مناطق سيطرة ميليشيا تركيا في الشمال السوري، نتيجة الانتهاكات المستمرة ضد المدنيين، من سحب الشباب للتجنيد الإجباري وإذلالهم، إلى حرق المحاصيل الزراعية وممارسة التعذيب في سجونها.

وكانت ميليشيا الحماية قد أحرقت آلاف الدونمات من المحاصيل الزراعية للمدنيين في مناطق واسعة شرقي الفرات خلال الشهرين الماضيين بهدف التضييق على الأهالي ومحاربتهم في لقمة عيشهم.

انتهاكات مستمرة

تتواصل انتهاكات الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في سوريا من سرقة محاصيل زراعية إلى اعتقال مدنيين وابتزاز عائلاتهم، وافتعال حرائق بالمحاصيل الزراعية.

نشبت حرائق كبيرة في المحاصيل الزراعية ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا في ريف تل تمر بريف الحسكة و”عين عيسىط بريف الرقة، حيث احترقت محاصيل القمح والشعير في قرية “العزيزية” وامتدت إلى الريحانية، بالقرب من مناطق نفوذ “قسد”، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتسعى الفصائل الموالية لتركيا لانتقال الحرائق إلى مناطق “قسد” القريبة من تل تمر، بسبب استحالة حصادها بالقرب من نقاط “قسد” هناك التي تبعد أقل من 3 كيلومترات عنها.

ولا تزال فصائل “أحرار الشرقية” و”فيلق الرحمن” و”السلطان مراد” و”فرقة المعتصم” تختلف على طريقة تقاسم تلك المحاصيل فيما بينها، مما يرجح أن تكون الخلافات والعداء فيما بينها سبباً لنشوب هذه الحرائق.

محاولات استيلاء

وفي 10 مايو الحالي، أعلن المرصد عن مواصلة الفصائل الموالية لأنقرة استيلاءها على المحاصيل الزراعية للمواطنين في ريف الحسكة، حيث جرى الاستيلاء على المحاصيل في قرى “بعيرير وقاسمية ومحمودية” الواقعة ضمن المنطقة بين “أبو رأسين” وتل تمر، وذلك في إطار استمرار الانتهاكات بأشكالها المتعددة سواء بحق من تبقى من أهالي تلك المناطق، أو بسلب ونهب والاستيلاء على أملاك وأرزاق الذين أجبروا على التهجير.

إلى ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، دورية عسكرية تابعة للقوات الأميركية، تجولت في منطقة “المالكية” بريف الحسكة الشمالي الشرقي، وذلك في إطار النشاط اليومي للقوات الأميركية في تلك المنطقة. ونشر المرصد في الرابع من الشهر الجاري، أن القوات الأمريكية تمركزت عند مدخل تل تمر من الجهة الشرقية، وذلك بهدف قطع الطريق أمام دورية روسية انطلقت من قاعدتها جنوب تل تمر، وسط تحليق لمروحيات أمريكية في أجواء المنطقة، فيما اتجهت الدورية الروسية إلى بلدة “عالية” مستخدمةً الطريق الدولي “حلب – الحسكة”.

اتهامات مباشرة

قال “مصطفى بالي” المتحدث الرسمي باسم قسد، “لا أحد يصدق هذه المحاولة الدعائية الطفولية التي يقوم بها الموالون لتركيا و المعارضين للإدارة الذاتية، ونسعى جاهدين لإخماد الحرائق التي تلتهم المحاصيل الزراعية جنباً إلى جنب مع المزارعين والأهالي”.

وأشار إلى أنه “ليس من الصعب التكهن من المستفيد من كل من هذه الأكاذيب والأخبار المضللة”، ووجّه بالي اتهامًا مباشرًا لـ فصائل (درع الفرات)، معتبرًا أنَّ الفيديو تم تصويره بالقرب من مدينة جرابلس.

بدوره، قال “سليمان بارودو” رئيس هيئة الاقتصاد والزراعة إنَّ “للدولة التركية دور في افتعال الحرائق، وهي تسببت في حرق جزء من المحصول الزراعي هذا العام، فقد احترق جزء من المحصول في المناطق الحدودية مع تركيا، وأدى إطلاق النار في تلك المناطق إلى نشوب حرائق”.

وأضاف “حتى إن جنود الجيش التركي على الحدود قاموا بإطلاق النار على المدنيين الذين توجهوا إلى المناطق الحدودية في محاولة لإخماد الحريق.”  

وبتاريخ الـ 11 من يونيو الحالي، انتشر مقطع مصوّر قيل إنه صوّر بالقرب من قرية “عين العروس” بريف مدينة تل أبيض، يُظهر قيام بعض العناصر بإحراق أحد الأراضي الزراعية.

ربما يعجبك أيضا