وسط “جرائم” ميليشيا الحوثي.. حراك دولي لوقف إطلاق النار

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

رغم مساعي وقف إطلاق النار في اليمن والجهود الدولية والإقليمية، التي لم تتوقف للتصدي لجائحة كورونا التي تعصف باليمن، إلا أن ميليشيات الحوثي مستمرة في تنفيذ مخططات إيران الخبيثة والتي تهدف لتقسيم اليمن، وتماطل كل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار،  بل وحاولت شن هجمات على السعودية وعلى عدة محافظات يمنية في الأيام الماضية، كان منها إطلاق صاروخ باليستي على منازل المدنيين الأبرياء في وسط مدينة مأرب.  

رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك أكد أن مليشيات الحوثي ترفض كافة المبادرات لمواجهة جائحة كورونا، وقال إن ثلثي اليمنيين محتاجون للمساعدة، لافتاً إلى أن معركتهم هي معركة البقاء اليوم، وأشار إلى أن المليشيات الحوثية تمارس فسادًا وتلاعبًا على منظمات الإغاثة، متهماً إياها بنهب أموال الدولة، وحذر رئيس الوزراء اليمني من أن الكارثة تفوق قدرة الحكومة وتستدعي تدخلا عاجلا.

مخطط إيراني لتقسيم اليمن

وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن مخططًا إيرانيًا لتقسيم بلاده بالاعتماد على ميليشيا الحوثي بدأ “فور احتلالها العاصمة صنعاء وانقلابها على السلطة الشرعية في البلاد”، ‏وعزز وزير الإعلام اليمني، ما طرحه بالإشارة إلى أن الميليشيا الحوثية أقامت نقاط الجمارك على مداخل المحافظات الشمالية، ومنعت تداول الطبعة الجديدة للعملة الوطنية، وسعت لترسيخ سيطرة مكون داخل الأجهزة الحكومية التي تسيطر عليها، وعبثت بالسجل الوظيفي والمدني وسممت الحياة السياسية والعامة بتقاليد شطرية بالية تجاوزها اليمنيون في 22 مايو/ أيار 1990، على حد تعبيره.

وساطة الأمم المتحدة

بدوره قال مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفثس، إن المفاوضات مستمرة مع أطراف الصراع للاتفاق حول وقف إطلاق النار في البلاد، وتابع : “بينما تستمر المفاوضات للاتفاق حول وقف إطلاق النار، وعدة إجراءات إنسانية واقتصادية لدعم قدرة اليمن على مكافحة انتشار وباء كورونا المستجد والاستئناف العاجل للعملية السياسية، تستمر جهود اليمنيين والمجتمع المدني، وبالأخص المجموعات النسوية، في مناصرة السلام مما يمنحنا الإلهام والتشجيع”.

ويأتي هذا التصريح وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار في اليمن، لتوحيد الجهود في مكافحة وباء كورونا الذي أدى إلى وفاة أكثر من 80 شخصاً وإصابة المئات في اليمن، وفق تقارير رسمية.

وقالت ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، في بيان: “إذا لم نحصل على التمويل الذي نحتاجه وإذا لم تُبذل المزيد من الجهود لكبح جماح الفيروس، فإن وباء كوفيد-19 قد يجتاح اليمن بأكمله”.

العراقيل الحوثية

من جهتها ، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن “على الحوثيين وقف عرقلة مهام الأمم المتحدة”، وقالت الخارجية، إن “الحوثيين منعوا دخول خبراء الأمم المتحدة”.

وجاء نقص الأموال للبرامج الإغاثية في اليمن نتيجة لعدة عوامل، ومن بين الأسباب الرئيسية العراقيل التي يضعها الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى. وقد خفضت الولايات المتحدة، وهي أحد أكبر الجهات المانحة، مساعدتها لليمن في وقت سابق من هذا العام، مشيرةً إلى تدخل الحوثيين في توزيع مواد الإغاثة.

يذكر أن منظمات الإغاثة كانت وجهت نداءً عاجلاً للحصول على تمويل لدعم عملياتها في اليمن، قائلة إنها أجبرت بالفعل على إيقاف بعض عملها حتى مع انتشار كورونا عبر البلاد، واضطرت نحو 75% من برامج الأمم المتحدة في اليمن إلى التوقف عن العمل أو الحد من عملياتها، وفي هذا السياق، اضطر “برنامج الأغذية العالمي” إلى خفض حصص الإعاشة إلى النصف، بينما انخفضت الخدمات الصحية الممولة من الأمم المتحدة في 189 من أصل 369 مستشفى على مستوى اليمن.

انتهاكات الحوثي

فيما تصدت قوات الجيش اليمني، هجومًا لميليشيات الحوثي الانقلابية في نجد العتق وجبال بحرة وسلسلة جبال صلب جنوبي غرب مديرية نهم شرقي صنعاء، وألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة، مصرع أكثر من 30 عنصراً من الميليشيات وإصابة آخرين، فيما استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها إلى الجبهة وأسفرت الغارات عن تدمير قرابة 10 أطقم ومصرع جميع من كانوا على متنها، في سياق متصل، استهدفت مقاتلات التحالف بغارات أخرى مواقع متفرقة للميليشيات بمديرية نهم.

وأسقط الجيش الوطني اليمني السبت، طائرة مسيرة “درون” أطلقتها ميليشيا الحوثي باتجاه مدينة مأرب، وبحسب مصادر عسكرية فإن الدفاعات الجوية أسقطت الطائرة، وتعتبر هذه هي الطائرة الثانية خلال شهر التي يسقطها الجيش الوطني في محافظة مأرب.

وجددت ميليشيات الحوثي الانقلابية، قصفها للأحياء السكنية في مناطق متفرقة بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، ضمن انتهاكاتها المستمرة للهدنة الأممية، وتأتي التطورات الأخيرة غداة سلسلة من أعمال التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي في كافة مناطق جنوب الحديدة، حيث تصدت القوات المشتركة لهجوم في الدريهمي بينما تعرضت الجبلية بالتحيتا لقصف مدفعي وصاروخي وطال الاستهداف أحياء مدينة حيس، وذكرت مصادر عسكرية أن القوات المشتركة تصدت للهجوم، بعد أن خاضت اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وتكبدت الميليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، فيما لاذ بقية العناصر بالفرار.

في السياق، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أن قوات التحالف المشتركة اعترضت وأسقطت طائرتين بدون طيار أطلقتهما المليشيات الحوثية المدعومة من إيران باتجاه المملكة، كما أضاف أن المليشيات الحوثية مستمرة بانتهاك القانون الدولي الإنساني عبر إطلاق الطائرات بدون طيار واستهدافها المتعمد للمدنيين وكذلك التجمعات السكانية، ما يهدد حياة المئات من المدنيين، كما شدد على أن التحالف مستمر في اتخاذ وتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد المليشيات من أجل تحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

 

ربما يعجبك أيضا