خوفًا من “كورونا”.. الروبوتات تعود للواجهة وتقدم الحلول

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

بات التعامل مع البشر فكرة “مثيرة للقلق”، خصوصًا في المطاعم والأماكن العامة خوفًا من الإصابة، ولكن ماذا لو قدم لك الطعام رجل آلي بالتأكيد الإجابة ستكون نعم، على الرغم من أن الاستعانة بالعاملين الآليين بدأت في الصين قبل عدة أعوام وأصبحت منذ ذلك الحين صيحة جديدة في مطاعم حول العالم، إلا أنها لم تحقق الانتشار الملحوظ قبل جائحة كورونا.

ومنذ عدة سنوات كان لدولة الإمارات العربية السابقة في إطلاق أول روبوت من نوعه لمكافحة الحرائق في المراكز التجارية والمطارات.

تقديم المشروبات

مرحبًا.. ها هو الطلب. خذه من على الصينية، سأعود تلقائيًا بعد 20 ثانية”.. بهذا الكلمات يتعامل الروبوت مع الزبائن حيث استعان مطعم “دادوان” في جنوب هولندا بمجموعة غير معتادة من العاملين الجدد بعد استئناف المطعم نشاطه مع تخفيف البلاد للقيود التي فرضت لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد، وهذه المجموعة الجديدة هي روبوتات.

الثلاثي الآلي “أيمي – آكر – جيمس” يتحركون في المطعم الآسيوي وهم يقدمون المشروبات بما يقلل تحركات الموظفين البشر في أنحاء المكان، وتتخذ كل من هذه الروبوتات شكل إنسان بما في ذلك ذراعين للإمساك بصواني التقديم وتظهر على وجوهها ابتسامة أو عبوس أحيانًا.

وعلى الرغم من أن الاستعانة بالعاملين الآليين بدأت في الصين قبل عدة أعوام وأصبحت منذ ذلك الحين صيحة جديدة في مطاعم حول العالم، فلم يدخل سوى عدد ضئيل من الروبوتات إلى مطاعم هولندية.

وفي الوقت الحالي الخدمات الآلية في “دادوان” مقتصرة على تسليم المشروبات لكن مالكه يأمل في توسيع نطاق مساهمة الروبوت في قوة العمل سريعًا.

ويقوم الموظفون الذين يستخدمون كمامات بوضع المشروبات على صواني التقديم ثم يضغطون رقم الطاولة ثم يتراجعون لإفساح المجال أمام الروبوتات.

وفي بلدة رينيسه الساحلية بهولندا أيضا نفذ صاحب مطعم “رويال بالاس” فكرة الروبوت ولكن قبل جائحة كورونا.

يقول “شاو سون هو”  صاحب مطعم :”رأيت الروبوت في الصين الخريف الماضي ونفذتها هنا”.

في مطعم “هو” يوجد زوج من الروبوتات ينزلقان بنعومة بلونيهما الأحمر والأبيض عبر صالة الطعام، حيث سيقدم المطعم – بمجرد أن يفتح أبوابه مجددًا – وجبات صينية وإندونيسية مختلفة.

هذا ويستقبلك الروبوت قائلًا بصوته الآلي: “أهلًا ومرحبًا”، وتشمل مهامهما الترحيب بالعملاء وتقديم المشروبات والأطباق وجمع الأكواب والأواني الفخارية المستعملة، وتعتبر إحدى المهام الأساسية للروبوت في المطعم الحرص على اتباع قواعد التباعد الاجتماعي.

ترتيب وتخزين

صممت شركة “سيمبي” الأمريكية للتكنولوجيا روبوتات تقوم بعمليات الجرد والترتيب والتخزين؛ حيث يقول “براد بوغوليا”، المدير التنفيذي للشركة: “إن وباء كورونا عزز الحاجة إليه وتنظيم عملية إدخال البيانات داخل متاجر البيع بالتجزئة، وهو ما يستلزم الاعتماد بشكل أكبر على الروبوتات، خاصة مع تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي في المتاجر.

وأوضح أن مهمة الروبوتات تتلخص في ضمان تخزين البضائع والسلع في مكانها المناسب وضمان إضافة السعر إلى كل وحدة.

وقد بدأت متاجر ضخمة في عدة دول الاعتماد على الروبوت، مثل متاجر سانت لويرز وجيانت إيجل وديكاتلون.

توصيل الطلبات

تستعين متاجر أمريكية بروبوتات لتوصيل البضائع للزبائن، حيث أودى وباء كورونا المستجد بحياة أكثر من 40 موظفًا في متاجر المواد الغذائية الأمريكية، بحسب إحصائية أجرتها صحيفة “واشنطن بوست.

وفي مواجهة تزايد الحرص لدى المستهلكين على ملازمة المنازل وتعريض عمال التوصيل لخطر الإصابة بفيروس كورونا، سجلت شركة “ستارشيب تكنولوجيز” التي تتخذ مقرًا لها في سان فرانسيسكو ازديادًا في طلبات التوصيل عبر الروبوتات في عشرات المدن حول العالم.

وقد بدأت الشركة التي أنشأها اثنان من مؤسسي “سكايب”، العمل مع “برود برانش ماركت” في شهر أبريل لتلبية حاجات المتجر الذي يحول صغر مساحته دون تنفيذه تدابير التباعد الاجتماعي المفروضة من السلطات المحلية، وفي كل يوم تؤمّن عشرة روبوتات بنشاط مستمر توصيل الطلبيات من المتجر، حسب ما توضح مديرة الموقع ترايسي ستانارد٬ وتقول “من اللطيف رؤية هذه الروبوتات وهي تتجول في الحي، هذا يسعد الناس”.

مسحة كورونا

طور باحثون من جامعة جنوب الدنمارك أول روبوت آلي يجرى مسحة الحلق في العالم لاختبار فيروس كورونا، وذلك باستخدام ذراع مطبوع ثلاثي الأبعاد، ولعل أول اختبار لمرضى COVID-19 سيكون من جانب الروبوت في أواخر شهر يونيو.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإنه باستخدام أجزاء مطبوعة ثلاثية الأبعاد يمكن التخلص منها، يمسك الروبوت مسحة ويسحبها من الحلق حيث يجب جمع عينة في كل مرة.

وتضع المسحة في كوب وتثبت الغطاء لإغلاق العينة دون تدخل من البشر إطلاقًا خلال العملية، مما يقلل من خطر تعريض العاملين في مجال الرعاية الصحية للفيروس القاتل.

كما عمل فريق من عشرة باحثين لمعمل الصناعة 4.0 في جامعة جنوب الدنمارك لإنتاج النموذج الأولي للروبوت، حيث قالوا إن الهدف هو إنشاء شيء من شأنه أن يقلل من خطر العدوى لموظفي الرعاية الصحية عند إجراء مسحات الحلق.

طور البروفيسور تيوسيوس راجيث سافاريموثو من SDU Robotics الروبوت بعد التحدث إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، وكان هذا أول مشروع له بعد ظهور COVID-19، وكذلك هو أول شخص يختبر الروبوت، قائلاً “لقد سارت الأمور على ما يرام.. ما زلت جالسًا هنا”.

 يقضي على كورونا

في مارس الماضي كشفت شركة صينية عن روبوت بقيمة 40 ألف دولار يستخدم مزيجًا من ضوء الأشعة فوق البنفسجية ورذاذ مطهر سائل لقتل مسببات فيروس كورونا، فإن الروبوت الآلي بالكامل مزود بأربع مجموعات من مصابيح قتل الجراثيم قصيرة الموجة فوق البنفسجية وخمس فوهات رش سائلة مطهرة على رأسه.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، صممت شركة Keenon Robotics جهاز تطهير الروبوت، ومقرها شانجهاي في الصين، والتي تنتج أيضًا الروبوتات لتوصيل المواد الغذائية والإعلان.

ويبلغ ارتفاع الروبوت 4.4 قدمًا أي 1.4 مترًا، ويمكنه حمل 1500 مل من السائل المطهر ويستغرق ست ساعات للشحن الكامل.

وقالت سيمي وانج، مديرة تطوير الأعمال الدولية في شركة Keenon Robotics، إنه مصمم خصيصًا للوقاية من فيروس كورونا.

وأضافت وانج: “بعد تفشي الفيروس التاجي، تلقينا الكثير من الطلبات من المستشفيات لاستخدام الروبوتات الخاصة بنا لتقديم الوجبات والأدوية والوثائق، لهذا السبب توصلنا إلى فكرة الجمع بين الأشعة فوق البنفسجية والبخاخات الطبية للقيام بالتطهير”.

تجارب ناجحة

هناك تجارب ناجحة لاستخدام الروبوتات في خدمة نزلاء الفنادق، حيث اعتمدت سلسة فنادق “هين نا” اليابانية في منتصف 2018 على فريق من الروبوتات في عمل وظائف مكتب الاستقبال، وهو ما ساهم في خفض تكاليف العمالة.

كما استعان أحد فنادق مدينة بيسكيرا ديل غاردا الإيطالية في نفس العام بإنسان آلي يدعى روبي بيبر، تم تطويره بواسطة شركة سوفت بنك روبوتيكس اليابانية، للعمل بقسم الإرشاد والاستقبال.

ربما يعجبك أيضا