فيها حاجة حلوة.. مصريون يتنافسون على تقديم الطعام والمساعدات لمصابي كورونا

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بالتزامن مع انتشار وباء كوفيد 19 “كورونا” المستجد في مصر، ومع إعلان وزارة الصحة المصرية عن بروتوكول العلاج منزليًا لبعض الحالات البسيطة والمستقرة، مع اتباع التعليمات وتوصيل الأدوية والعلاج اللازم حتى منازل المرضى ومتابعة حالتهم باستمرار، تنافس عدد من الشباب المصري على مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم حتى يتم الله شفاءهم.

المبادرة الإنسانية جاءت تحت مسمى “وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين في المنزل”، وتفاعل معها الآلاف متنافسين على تقديم المساعدات أحدهم بطبخ الطعام، وآخر بتوصيله، وذلك من خلال استمارة بيانات بتفاصيل الحالات المصابة وعناوينها، واستمارة أخرى عن المساعد ونوعية المساعدة التي يستطيع تقديمها، وكل في نطاقه الجغرافي.

من جانب آخر، أوضحت رضوى شلش – إحدى القائمات على المبادرة- نوعية المساعدات المقدمة ومحتويات الوجبات، قائلة: “إحنا مش مجموعة معينة إحنا أي حد يقدر يساعد بحاجة يساعد بيها”.

وعن نوعية المساعدات المقدمة، أضافت شلش: “لو حد يعرف حالات كورونا ومعزولة في بيتها ياريت يبلغنا أو يبلغ حد من الأدمن اللي في الجروب، ودي أهم حاجة عشان نقدر نعمل حصر لأكبر عدد من الحالات المصابة والمعزولة في بيتها، ممكن تساعد بوجبات أكل يكون فيها نشويات “رز أو مكرونة”، بروتين “لحمة فراخ أسماك”، وخضار، وسلطة خضراء ودي مهمة جدا، وطبعا الفاكهة كمان مهمة قوي للحالات دي”.

وتابعت: “تقدر تساعد بتوصيل الوجبات دي في محيط المنطقة بتاعتك أو المناطق اللي أنت تحددها، بتبقى عامل احتياطات كاملة ليك زي الكمامة والجوانتي وبتيجي تستلم الأكل من المكان وتوصله للأسر أو الأفراد المعزولة من خلال أنك بتحط الأكل على باب الشقة وبتنزل وبتكلم الأسر حد يفتح الباب يستلمهم من غير أي تعامل مع الحالات المصابة ولازم تاخد كل الاحتياطات اللي تحمي سلامتك وسلامة بيتك بالكامل”، مضيفة: “تقدر تساعد أنك تشتري الطلبات زي أنك تشتري فراخ أو لحمة أو خضار وتنسق مع الحد اللي قرر يطبخ وتديله الحاجات اللي هتتطبخ، طيب إزاي دة يحصل، في فورم معمول تقدر تملاه اسمك ورقم تليفونك والحاجة اللي تقدر تساعد بيها ودة لينك الفورم تقدر تملاه ” https://forms.gle/oZbVurL454YEuy6h8، ولو حد عاوز يطلب من الأكل دة سواء من الحالات المصابة أو لحد يعرفه يملى الاستمارة دي https://forms.gle/57jVvRRySLsFh8Ah6″.

المبادرة التي أطلقت أول يونيو الجاري على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تقارب عدد مشاركيها إلى 6 آلاف مشترك.
تقول رباب كمال: “أنا بطبخ طبخات صحية من خضراوات أو لحوم، وأحرص على أن تكون نشوياتها قليلة لمرضى السكر بشكل عام وحتى من غير مرض السكر، ارتفاع الأنسولين يضعف المناعة.. بعمل أكل ينفع كبار السن وسهل الهضم والمذاق طيب، مستعدة أجهز أشياء النهاردة وتكوز جاهزة صباح الغد.. أنا في منطقة مصر الجديدة، هل فيه مندوب متطوع للتوصيل”، وبالفعل تواصل معها أحد المتطوعين بالتوصيل في المنطقة السالف ذكرها.

فيما قالت حسناء، إنها مستعدة للمساعدة بتوصيل الطعام أو تقديم المساعدات في إعداد الوجبات في منطقة الشيخ زايد.

أما جيجي جمال فقد لفتت إلى أن لديها قائمة بأسماء بعض الحالات، وتقوم بالفعل بتقديم مساعدات لهم وتوفير الطعام ومستعدة للتعاون مع بسمة في مبادرتها الإنسانية.

أماني قالت إنها مستعدة لتقديم الوجبات والمساعدة في منطقة 6 أكتوبر.

المبادرة ليست قاصرة على مساعدات الفتيات والسيدات فقط، إذ قال عادل، إنه مستعد للمساعدة في الطبخ وتجهيز وتغليف وجبات مفيدة لأي شخص في نطاق مصر الجديدة ومدينة نصر والتجمع”.

أما عمر طاهر، فقال: “بداية من يوم الإثنين القادم أنا متطوع بالتوصيل في نطاق 6 أكتوبر والشيخ زايد، بالإضافة إلى شراء الطلبات”.

من جانب آخر، نشرت بسمة صور لبعض الوجبات التي قام الفريق المتطوع بتوصيلها إلى منازل المصابين أمس، موضحه أنه تم ترك الطعام على باب المنزل وإبلاغهم بالهاتف للخروج لأخذها، مقدمة الشكر لكافة المتطوعين، وداعية بالشفاء لكافة المرضى وحفظ مصر وشعبها.

تهدف المبادرة إلى إعداد وتجهيز وجبات الطعام الصحي للمعزولين في المنازل، والذين ليس لديهم المقدرة الصحية على إعداد الطعام لأنفسهم، وفقا لما صرحت به بسمة مصطفى مؤسسة المبادرة.

وأوضحت بسمة أنه “بحسب منظمة الصحة فالمريض في الحالة دي بيحتاج تغذية كويسة وراحة تامة، والمبادرة دي هدفها تحقيق الحاجتين دول واللي هيساهموا في تعافي المصاب ورجوعه لممارسة حياته تاني بشكل طبيعي في أقصر وقت”.

جاءت الفكرة لـ”بسمة” مع تزايد حالات العزل المنزلي لمصابي كورونا، وامتناع عدد كبير من المطاعم توصيل الوجبات إلى العمارات التي يقطن بها المصابون خوفا من الإصابة بالعدوى: “بقالي فترة بقرأ بوستات على الفيسبوك عن المشكلة دي وفكرت الناس دي هتاكل منين وهيعملوا إيه وكنت عايزة أساعدهم بأي طريقة”.

تقول بسمة إنّ هناك أسبابًا أخرى دفعتها إلى إطلاق المبادرة: “تخيلت نفسي مكان الناس دي لأن الفيروس ممكن يصيب أي حد فينا في أي لحظة وقعدت أفكر إن الكل هيكون خايف مني ومش عايزين يتعاملوا معايا طيب مين هيعملي الأكل وحالتي هتكون عاملة ازاي”، وتشير “بسمة” إلى أنّها تمر في الفترة الأخيرة بظروف صعبة بسبب الأخبار السلبية والوفيات الناجمة عن الفيروس إلاّ أنها قررت تحويل مخاوفها ومشاعرها السلبية إلى طاقة إيجابية لمساعدة المصابين: “من بداية الأزمة كنت بفكر ازاي ممكن أشتبك معاها بشكل إيجابي، واللي ساعدني في المبادرة وشجعني عليها إني بحب المطبخ ولما بكون مضايقة بعمل أكل وقررت أواجه أخبار الوفيات بإني أعمل حاجة تديني أمل في الحياة”.

وتقول “بسمة” إنّ أساس المبادرة قائم على تطوعها بشكل شخصي بالوقت والمجهود للقيام بعملية الطبخ بينما ناشدت من لديه القدرة على التكفل بثمن الوجبات بالتواصل معها: “عملت صفحة على الفيس بوك وأعلنت عن المبادرة لأني محتاجة ناس تتبرع بفلوس مكونات الوجبات وعايزة كمان متطوعين لخدمة التوصيل لمنزل المصاب”.

وتشير السيدة الثلاثينية إلى أنّ هناك حالات مستهدفة بناء على ظروفها الاجتماعية: “أنا حطيت بشكل مبدئي معايير خاصة بالناس اللي هيستفادوا من المبادرة والأولوية هتكون للحالات اللي عايشة لوحدها أو لو أسرة كلهم مصابين ومعزولين في البيت ومفيش حد يساعدهم”.

وأشارت إلى أنّه منذ إعلانها عن المبادرة تلقت رسائل ببيانات عدد من الحالات التي بحاجة شديدة إلى الوجبات: “من الحاجات المبهجة والمبشرة إن عدد من السيدات تفاعلوا مع المبادرة وقرروا يساعدوني في الطبخ عشان نقدر نغطي أكبر عدد من المحتاجين، ونعمل التلات وجبات الرئيسية لكل فرد على مدار اليوم”.

وتتابع: “هدفي إن الوجبات كلها تكون صحية ومتوفر فيها جميع العناصر الغذائية المهمة للمريض في الفترة دي، وهتتضمن نوع بروتين ونشويات وخضروات وفاكهة وعصائر فريش”.

 

ربما يعجبك أيضا