“رسالة بخط اليد” سارة حجازي تنهي حياتها.. والإفتاء المصرية: الانتحار من الكبائر

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

رسالة بخط اليد تفيد انتحار الناشطة المصرية سارة حجازي المقيمة في كندا، تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن حقوقيون انتحار الناشطة سارة حجازي، لتنهي حياتها في عمر الـ30، تاركة رسالة وراءها إلى أخوتها وأصدقائها عن قسوة تجربتها الحياتية التي لم تتحمل مقاومتها.

التجربة الحياتية التي عاشتها الحقوقية المصرية يبدو أنها دفعتها للإقدام على قرار الانتحار، ووجهت سارة كلمات بسيطة بخط يدها، ودعت العالم برسالتها التي كتبت فيها: (“إلى أخوتي.. حاولت النجاة وفشلت.. سامحوني”.. وهي الرسالة التي انتشرت بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، منذ أمس الأحد.

رسالة الموت

وتعد سارة حجازي الشقيقة الكبرى بين إخوتها الأربعة، وتنتمي لعائلة مصرية محافظة من الطبقة المتوسطة وبعد وفاة والدها، أستاذ العلوم، ساعدت والدتها في رعاية أشقائها الصغار، وعملت كأخصائية في تكنولوجيا المعلومات مع إحدى الشركات، قبل تعرضها للمساءلة القانونية إثر تورطها في تهم مرتبطة بالمثلية الجنسية، وذلك بعد إعلانها مثليتها الجنسية عام 2016، الأمر الذي أثار الجدل حولها كثيرًا حتى غادرت مصر لتقيم في كندا منذ عامين.

سارة حجازي، المقيمة في كندا منذ العام 2018، ودعت العالم برسالتها التي كتبت فيها: (“إلى إخوتي.. حاولت النجاة وفشلت.. سامحوني”.. “إلى أصدقائي.. التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها.. سامحوني”.. “إلى العالم.. كنت قاسيًا إلى حد عظيم.. ولكني أسامح”)، وأشار مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الذين تداولوا رسالة سارة إلى أنها انتحرت.

وكانت نيابة أمن الدولة العليا في مصر، حبست سارة حجازي، في وقت سابق، بتهمة الترويج للمثليين ورفع علم “الرينبو” في حفل التجمع الخامس الشهير إعلاميًا بـ”ليلى”.

الانتحار من الكبائر

تعليقًا على الحادث وموجة اللغط المثارة حوله، قالت دار الإفتاء المصرية إن “‏الانتحار كبيرة من الكبائر وجريمة في حق النفس والشرع، والمنتحر ليس بكافر”.

وقالت الدار، في حسابها على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس الأحد: “ولا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم وكذلك عدم إيجاد مبررات وخلق حالة من التعاطف مع هذا الأمر، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين”.

الطب النفسي

يقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، سارة حجازي كانت شخصية تنظر للأمور بشكل حاد وتريد من الجميع أن يتبنى نفس موقفها من كل شئ.

وأشار فرويز في تصريحات أوردها موقع “اليوم السابع”، إلى أن سارة كانت تتخذ من قضية دعم المثلية الجنسية هدفًا لها وسافرت من مصر بسببها، وكانت تعتبر أن الوضع سيختلف كثيرًا هناك لكنها وجدت أن شيئًا لم يتغير ولم تتحمل الضغوط وانتحرت.

وتوقع فرويز أن تكون سارة قد أقدمت على الانتحار في وقت سابق، ولكنها فشلت، مضيفًا: “في الخارج لم تجد حتى من يدعمها أو يبدي اهتمامًا بها كما كان الوضع في مصر”.

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة إيمان دويدار، أستاذة الطب النفسي، أن هذه الفتاة لم تجد دعمًا نفسيًا، وهذا سبب لها حالة من القلق ثم اكتئاب وانتهى الأمر بالانتحار.

وأشارت الدكتورة إيمان إلى أنه من المهم معرفة ظروفها وأوضاعها قبل هذه الواقعة، هل كانت مثلًا مضطربة نفسيًا وما هي دوافع السلوك التي دفعتها إلى رفع شارة المثلية في بلد محافظ مثل مصر له عاداته وتقاليده، مؤكدة أنه من المهم متابعة الأسباب التي تدفع الشباب إلى الانتحار لمنعها قبل أن تتمكن منهم.

ربما يعجبك أيضا