بعد إعادة تموضعها.. الميليشيات العراقية الموالية لإيران تواصل هجماتها الصاروخية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران في شن هجمات صاروخية على محيط السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء، وعلى مقر الجيش الأمريكي في مطار بغداد، فضلا عن استهداف بعض القواعد الأمريكية في عموم العراق منذ أشهر، علما أن وتيرة القصف تزايدت منذ اغتيال كل من قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، والقيادي بهيئة “الحشد الشعبي” العراقية، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية ببغداد، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي.

يأتي ذلك رغم تعهد الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي بحماية جميع القواعد العسكرية للتحالف الدولي، وفقا لاتفاق ضمن مفاوضات الحوار الاستراتيجي الذي جرى بين بغداد وواشنطن، الخميس الماضي.

ورغم انسحاب القوات الأمريكية إلى جانب قوات التحالف التي تقودها واشنطن من 6 قواعد عسكرية في العراق منذ مقتل سليماني والمهندس، وإعادة التموضع في قواعد تضم عدداً قليلاً من الجنود محمية بأنظمة دفاع جوي إلا أن القصف الميليشاوي مستمر.

تهديدات مستمرة وإعادة التموضع

وقبل أيام طالب زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر، الولايات المتحدة، بسحب قواتها “المحتلة” من بلاده، فيما جددت كتائب “حزب الله” العراقي، وهي ميليشيا عراقية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، تهديدها باستهداف القوات الأمريكية داخل أراضي البلاد إذا لم تنسحب منها.

وقالت الكتائب، في بيان، إن “أمريكا معروفة بنقضها للمعاهدات والمواثيق، وهي ليست أهلا للثقة مطلقا، ولذا عليها أن تدرك جيدا أنها إذا حاولت الالتفاف على قرار البرلمان العراقي فإن ذلك سيكلفها الكثير”.

بدوره قال كاظم الفرطوسي المتحدث باسم “كتائب سيد الشهداء” التابعة للحرس الثوري الإيراني، إنه “لا تنازل عن موضوع سحب آخر الجنود الأمريكيين وليس التقليص كما ورد بالبيان الأمريكي العراقي”، وأضاف أن “المطلب الوحيد الذي يجب التفاوض عليه هو خروج القوات الأمريكية من العراق، وفق قرار مجلس النواب، وطلب الحكومة العراقية السابقة”.

فصائل مثل كتائب حزب الله العراقي والعصائب وبدر وكتائب سيد الشهداء وسرايا الخراساني وكتائب الإمام علي والنجباء وبأوامر مباشرة من قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني قررت إغلاق مقراتها الرئيسية وسط وجنوب العراق، حيث نقلت أسلحتها ومقراتها إلى مقرات بديلة داخل المناطق السكنية وفي المصانع المتوقفة عن العمل فضلا المخابئ الواقعة تحت الأرض العائدة للجيش العراقي سابقا.

الموقف الأمريكي

فيما قال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد إن على العراق منع عمليات قصف السفارة الأمريكية في بغداد، لافتا إلى أن الخطر الأكبر الذي يقف حائلا أمام تقدم العراق هو الميليشيات الموالية لإيران، وأضاف شنكر أن “إطلاق الصواريخ على سفارتنا يعكس مدى أهمية الحوار الاستراتيجي مع الحكومة العراقية في الوقت الراهن.

وأكد أن المليشيات الموالية لإيران والتي تعمل خارج سيطرة الحكومة العراقية لا تزال تشكل مشكلة وخطرًا على العراق وعلى سيادته واستقراره وعلى تشجيع الاستثمار فيه، لافتًا إلى أن هذه المليشيات تبقى تحديًا جديًا أمام تقدم العراق اقتصاديا، وأكد أن هناك تعهدات من الحكومة العراقية بضبط هذه العناصر وفرض السيادة، وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أكد أن “الحوار الاستراتيجي” بين الولايات المتحدة والعراق سيبدأ الخميس.

استهداف مقر القوات الأمريكية بمطار بغداد

وبعد هذه التهديدات استهدف صاروخان، فجر اليوم الثلاثاء، مقرا للقوات الأمريكية في “مطار بغداد الدولي”، وفق مصدر بالشرطة العراقية.
الصاروخان استهدفا فجر اليوم مطار بغداد الدولي؛ حيث يوجد مقر للقوات الأمريكية في الجزء العسكري من المطار، ولم لم يسجل وقوع قتلى أو خسائر مادية جراء القصف الصاروخي؛ حيث سقط الصاروخان قرب المطار، وعثرت قوات الأمن لاحقا على منصة إطلاق الصاروخين في حي الفرات غربي بغداد”.

هجمات سابقة

وهذا الهجوم جاء بعد أيام من قصف مماثل استهدف المطار (في 8 يونيو ، وآخر استهدف “قاعدة التاجي العسكرية” شمال بغداد التي تضم قوات أمريكية في 13 يونيو.

ويأتي الهجوم بعد يومين من تعهد الحكومة العراقية بحماية جميع القواعد العسكرية للتحالف الدولي، وفقا لاتفاق ضمن مفاوضات الحوار الاستراتيجي الذي جرى بين بغداد وواشنطن، الخميس الماضي.

وانتشر نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قواعد عسكرية بأرجاء العراق، ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”، ولا إحصائية حديثة بشأن القوات حاليًا.

ضبط صواريخ

بدوره أعلن الجيش العراقي، ضبط صواريخ كاتيوشا جاهزة للإطلاق في منطقة تقع بالقرب من قاعدة عسكرية تضم جنود أمريكيين قرب العاصمة بغداد.

وقالت قيادة العمليات المشتركة بالجيش في بيان: “تمكنت قواتنا اليوم من رصد سيارة تحمل منصات إطلاق صواريخ كاتيوشا وتحديداً في منطقة الراشدية على تخوم بغداد من جهة الشمال الشرقي”، وأضافت: “أثناء الاقتراب منها (السيارة) انطلق صاروخان بشكل تلقائي وسقطا في منطقة نائية دون خسائر تذكر وتمت السيطرة عليها وإبطال جميع الصواريخ المتبقية”.

ربما يعجبك أيضا