صحة ترامب تثير التكهنات.. وعيون بايدن على البيت الأبيض

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

 تزامنًا مع احتفاله بعيد ميلاده الـ74 عامًا، ثارت الشكوك حيال صحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال إلقائه خطابًا في أكاديمية ويست بوينت العسكرية، بعد ظهور علامات مرضية دفعت مواقع التواصل للتكهن حيال صحة ترامب في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة جائحة كورونا المستجد، وهو ما استغله خصومه في محاولة لتقويض فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة والدفع بمنافسه الديمقراطي جو بايدن مستغلًا خبراته والأزمات التي يواجهها ترامب على خلفية جائحة كورونا ومقتل فلويد.

شكوك حول صحة ترامب

دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي احتفل بعيد ميلاده الـ 74 أول أمس الأحد، عن سلامة وضعه الصحي عقب انتشار فيديو له داخل أكاديمية ويست بوينت العسكرية وهو يغادر المنصة بخطوات حذرة.

وقال الرئيس إن ممر الوصول “طويل جدًا وحاد، ليس لديها سور جانبي، والأهم أنه كان زلقًا جدًا”، مشيرًا إلى أنه كان حذرًا جدًا حتى لا يسقط ويعطي الإعلام فرصة للسخرية منه، ، مشدداً على أنه قطع الأمتار الثلاثة الأخيرة من الممر “راكضاً”.

وبحسب وسائل الإعلام أيضًا، فإن ترامب استعمل كلتا يديه لحمل كأس من المياه خلال إلقائه خطابًا بالأكاديمية العسكرية، كما واجه صعوبة في نطق اسم بطل الحرب العالمية الثانية الجنرال دوغلاس ماكارثر.

واعتبرت “وكالة الأنباء الفرنسية” أن مسألة صحة ترامب حساسة، ولا سيما أن الملياردير الأمريكي البالغ 74 عامًا وظّف موضوع الصحة في حملته ضد منافسه جو بايدن البالغ 77 عامًا في انتخابات نوفمبر المقبل، حيث اعتاد الأول مهاجمة الثاني الذي يُعرف بزلات لسانه ومعاناته من ثغرات في ذاكرته، بحسب الوكالة الفرنسية التي ألقت الضوء على أهم المحطات التي أثيرت فيها الشكوك حول صحة ترامب، ومنها:

قيامه في نوفمبر الماضي بزيارة مجهولة الأسباب لمستشفى عسكري قرب واشنطن خارج جدول أعماله. وسرت حينها شائعات قالت إن سبب الزيارة آلام في الصدر، قد تكون إشارة إلى مشاكل في القلب، لكن البيت الأبيض عزا تقديم موعد الفحص السنوي الروتيني إلى اكتظاظ جدول أعمال 2020، وأكد طبيب ترامب أنه لم يتم “تشخيصه أو معالجته من مشاكل طارئة أو حادّة”.

وعند زيارة الرئيس نهاية مايو مقبرة أرلينغتون العسكرية التي تضم رفات جنود قتلوا في الميدان، حيث بدا ترامب أنه يواجه صعوبات في الوقوف بدون حركة.

وأثار ترامب مؤخرًا جدلاً بكشفه تلقيه علاجًا وقائيًا من كوفيد-19 بعقار هيدروكسي كلوروكين لأسبوعين. ووفق طبيب البيت الأبيض، لم تظهر على الرئيس أي أعراض ثانوية نتيجة تناوله العقار الذي لم تثبت حتى الآن فعاليته في علاج فيروس كورونا المستجد.

بايدن في السباق الرئاسي

تأتي التكهنات بشأن صحة ترامب تزامنًا مع خوض الملياردير الجمهوري حملته للانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر 2020، والتي سيواجه فيها مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن البالغ 77 عامًا.

ويأتي جو بايدن الذي قد يحول دون بقاء ترامب في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أخرى، بعد أن تم اختياره مرشحًا للرئاسة عن الحزب الديمقراطي لانتخابات نوفمبر المقبلة.

بالنسبة إلى مؤيديه هو خبير في السياسة الخارجية وصاحب عقود من الخبرة في واشنطن وهو متحدث مقتدر صاحب لسان فصيح بمقدوره الوصول إلى الناس العاديين ورجل واجه بشجاعة مآس شخصية كبيرة عديدة.

بالنسبة لمناوئيه هو ابن مؤسسة الحكم في واشنطن وصاحب زلات لا تصدق (لديه أيضاً ميل غريب إلى شم شعر النساء) فهل يملك ما يلزم لطرد ترامب من البيت الأبيض؟

بايدن بدأ مسيرته المهنية في واشنطن بمجلس الشيوخ عام 1973، وقاد أول حملة لانتخابات الرئاسة في 1987، ومن ثم فلديه القدرة على جذب الناخبين بسبب خطابات الحماسية، لكنه يرتكب بعض الهفوات التي قد تتصدر عناوين وسائل الإعلام.

وبصفته نائباً للرئيس أوباما في عام 2009، فقد حظي بشعبية كبيرة بين الناخبين السود خلال حملة الانتخابات الرئاسية الحالية.

قال عنه وزير الخارجية الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي جون كيري لمجلة نيويوركر: “إنه يجذبهم ويحتضنهم معنوياً وجسدياً أحياناً”. “إنه سياسي قريب من القلب وكل ذلك حقيقي وبلا تمثيل أو تصنع”.

استطلاعات الرأي

وفقًا لاستطلاعات الرأي، فهي تضع بايدن في مقدمة الرئيس ترامب بنحو خمس إلى عشر نقاط في السباق إلى البيت الأبيض لكن الانتخابات لا تزال بعيدة وستكون هناك بالتأكيد العديد من المعارك المريرة.

وقد يواجه المرشحان بالفعل حول الاحتجاجات التي تشهدها البلاد تنديداً بعنف الشرطة ضد الأمريكيين السود ومعالجة البيت الابيض لأزمة تفشي فيروس كورونا.

وحتى أقنعة الوجه أصبحت قضية سياسية حيث يبدو بايدن غالبًا مرتديا قناعاً للوجه في الخارج، بينما اتخذ ترامب الموقف المعاكس.

يضاف إلى ذلك ما أثاره ترامب من توترات خلال فترة حكمه والتي أدت في نهاية المطاف إلى محاولة عزله في الكونجرس، ولا زالت تصريحاته تتصدر وسائل الإعلام وسط اتهامات البعض له بالفشل في إدارة أزمة كورونا التي أودت بحياة مئات الآلاف، وتهديداته التي أججت الاحتجاجات عقب مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد فلويد على يد الشرطة، فهل تنهي قضية العرق مسيرة ترامب لصالح بايدن؟
 

ربما يعجبك أيضا