قصف بالمدرعات والراجمات.. السودان وإثيوبيا على خط المواجهة الحدودية

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

شهدت الحدود السودانية الإثيوبية في الآونة الأخيرة توترا متصاعدا، حيث قامت القوات الإثيوبيةـ أمس الأحد، بشن قصف مدفعي بالمدرعات والراجمات استهدف معسكر الأنفال التابع للجيش السوداني.

وأسفر الهجوم عن إصابة جندي سوداني وحرق بعض المساكن في المعسكر الواقع بمنطقة القلابات بولاية القضارف شرق السودان، حسبما أوردت وسائل إعلام سودانية.

كما أعلنت القوات المسلحة السودانية اليوم الإثنين عن تصديها لاعتداء آخر من بعض مكونات القوات الإثيوبية بالضفة الشرقية لنهر عطبرة وبالتحديد في منطقة الفشقة، مؤكدة أنها “كبدت المعتدين خسائر كبيرة، وردتهم على أعقابهم”.

وأكدت القوات المسلحة السودانية في بيان لها حقها في الدفاع عن أراضيها بكل الوسائل المشروعة وأنها ستظل ساهرة ومتيقظة ومصممة على أداء واجبها في حماية أرض السودان وحدوده.

السودان يعلق

وتفصيلا وفي تعليقه على هجوم الأحد، قال والي مدينة القضارف بالسودان نصر الدين عبدالقيوم: إن ما جرى بمعسكر الأنفال عبارة عن اشتباكات محدودة بين القوات الإثيوبية والجيش السوداني بدأت عند الرابعة عصرا.

وأضاف: إن “القوات الإثيوبية درجت على المناوشات سنويا عند كل بداية الموسم الزراعي، منوها إلى أنه لا توجد خسائر وسط الجيش عدا إصابة خفيفة لجندي واحد”.

وأشار إلى أن معسكر الأنفال يقع شرق العطبراوي ويتميز بموقع هام لذلك تسعى القوات الإثيوبية للسيطرة عليه.

ويعد هذا الهجوم هو الثالث، الذي تنفذه قوات إثيوبية هذا العام ضد أهداف سودانية على الحدود، وفقا لقناة “العربية” الإخبارية.

ميليشيات إثيوبية 

وقبل نحو ثلاثة أسابيع شنت قوات إثيوبية هجومًا مماثلا أدى إلى مقتل ضابط سوداني برتبة نقيب في منطقة على الحدود بين البلدين.

وتوغلت حينها قوة إثيوبية واعتدت على بعض المشاريع الزراعية بمنطقة بركة نوريت وقرية الفرسان، وتواصل الاعتداء ليشمل الاشتباك مع القوة العسكرية السودانية في معسكر بركة نورين. 

وقتل قائد القوة السودانية النقيب كرم الدين متأثرا بجراحه في مستشفى دوكة عاصمة محلية القلابات الغربية، وجرح عدد من العسكريين والمدنيين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء السودانية.

وأعقبت الاشتباكات وقتها استدعاء وزارة الخارجية السودانية للقائم بالأعمال الإثيوبي للاحتجاج على ما وصفته بأنه “توغل لميليشيات مسنودة من الجيش الإثيوبي” عبر الحدود.

وأعاد الجيش السوداني في 30 مارس الماضي، انتشاره بعد غياب استمر لنحو 25 عاما في منطقة “الفشقة الصغرى” الحدودية مع إثيوبيا والمتنازع عليها بين البلدين، والتي تشهد توترات من وقت لآخر جراء نشاط عصابات في المنطقة.

إثيوبيــــا تعلق

الجانب الإثيوبي من جهته وتعليقا على الاشتباكات المتكررة مع الجيش السوداني على الحدود، أعرب عن تعاطفه وتعازيه لأسر ضحايا الاشتباكات الحدودية.

وحثت وزارة الخارجية الإثيوبية، البلدين على العمل سوياً من خلال الآليات العسكرية الموجودة للتحقيق في ملابسات ما يحدث، وأكدت أنها “لا ترى أي سبب لدخول البلدين في حالة من العداء”.

حوار دبلوماسي 

وقالت الخارجية الإثيوبية: “يتعين على البلدين ألا ينجرفا إلى العداء.. نرى أنه من الأفضل معالجة مثل هذه الحوادث عبر الحوار الدبلوماسي على أساس العلاقات الودية والتعايش السلمي بين البلدين”.

مناطق حدوديــة 

واحتدم الصراع بين السودان وإثيوبيا، بسبب النزاع على مناطق حدودية، أبرزها “الفشقة”، وهي منطقة حدودية خصبة، وصالحة للزراعة، تابعة لولاية القضارف السودانية، ولطالما تعدت الميليشيات الإثيوبية على القوات السودانية فيها.

وأقام مزارعون من إثيوبيا عددًا من المنشآت وزرعوا محاصيل في تلك المنطقة التي ترفض السودان اعتبارها “متنازع عليها”، وتؤكد على أنها ضمن حدودها.

وقال وزير الدولة بالخارجية السوداني، عمر قمر الدين، إن عدد المزارعين الإثيوبيين الذين يزرعون داخل الأراضي السودانية 1786 مزارعا.

وخطا البلدان خطوات عملية في البدء بعمليات ترسيم الخط الفاصل بين البلدين ووضع العلامات الحدودية، وانسحاب قوات الجانبين، كل إلى حدوده الدولية.

واتفق السودان وإثيوبيا، في ختام مباحثات مشتركة، منذ أيام، على حل المسائل الحدودية، وفقا للمستندات الموقعة والمتفق عليها بين البلدين.

وتنشط ميليشيات “الشفتة” الإثيوبية في السيطرة على أراضي المزارعين السودانيين بعد طرد السكان منها بقوة السلاح.

ربما يعجبك أيضا