إيران.. عمليات “غامضة” تستهدف مواقع نووية وعسكرية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تعرضت مواقع نووية إيرانية، لحوداث متزامنة بشكل غريب، حيث وقع انفجار في منشأة نطنز للتخصيب النووي أدى إلى اندلاع حريق، وكذلك وقع انفجار في موقع نووي آخر في مدينة كاشان، بمحافظة أصفهان، ومنشأة تصنيع وتطوير وتخزين صواريخ بالستية قرب طهران.

ويأتي الحادث في نطنز أو ناتانز بعد ستة أيام من وقوع انفجار بالقرب من موقع عسكري حساس شرقي طهران، قالت إيران إنه نجم عن ” تسرب في خزانات الوقود”.

الانفجارات الغامضة سبقها زيارة المبعوث الأمريكي الخاص بإيران بريان هوك إلى الكيان الصهيوني قبل أيام، حيث تحدث بشكل واضح عن الخيار العسكري المفتوح ضد طهران، كذلك التصريحات الإسرائيلية ارتكزت على منع إيران من الحصول على سلاح نووي “بأي ثمن”.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية كذلك أدانت أخيرًا إيران بسبب منعها وصول المفتشين إلى مواقع مشبوهة، بالتزامن مع التحرك الأمريكي لتمديد قرار حظر الأسلحة الأممي على إيران، والجدير بالذكر، أن موقع نطنز حدده محللون في الولايات المتحدة كمصنع جديد لإنتاج أجهزة الطرد المركزي الإيرانية.

المحلل السياسي العراقي رائد الحامد قال إن أصابع الإتهام تتجه أولا إلى إسرائيل، وثانيا إلى الولايات المتحدة، وتابع أن “أغلب التقديرات تشير إلى أن الانفجارات في المواقع الإيرانية الحساسة كانت نتيجة هجمات إلكترونية استهدفت منظومات التحكم والسيطرة على منشأة نووية ومنشأتي تصنيع وتطوير وتخزين صواريخ بالستية قرب طهران”.

الرواية الإيرانية

فيما قالت قوات الإطفاء الإيرانية، إنها سيطرت على حريق بموقع نطنز النووي في محافظة أصفهان وسط البلاد، وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، إن الحريق وقع، في مبنى قيد الإنشاء، ولم يسفر عن خسائر بشرية، وأكد كمالوندي استمرار عمل الموقع دون أي أعطال، نافيا وجود تلوث نووي محتمل نتيجة الحريق نظرا لأن المبنى لم يكن قيد التشغيل بالأساس، وأضاف أنه تم نشر فرق خبراء من منظمة الطاقة الذرية في موقع الحادث، مشيرا إلى استمرار تحقيقهم في أسباب الحريق.

نمور الوطن تتبنى

فيما أعلنت مجموعة إيرانية سرية تطلق على نفسها اسم “نمور الوطن” مسؤوليتها عن التفجير الذي حدث في موقع نطنز النووي، بالقرب من مدينة أصفهان بوسط إيران، حيث زعمت بأن لها عناصر يعملون داخل أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية، حيث تلقى القسم الفارسي لإذاعة “بي. بي. سي” البريطانية، بياناً يفيد بتنفيذ “عمليات” في الساعة الثانية من فجر اليوم الخميس في منشأة نطنز وموقع نووي آخر في مدينة كاشان، في محافظة أصفهان أيضاً.

وقالت المجموعة في البيان إنها اختارت “موقع كاشان النووي” و”المواقع الجديدة في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم” كأهداف لأولى عملياتها. وذكرت المجموعة أنها اختارت هذه الأهداف لأنها مرافق مهمة، كما أنها ليست مبنية “تحت الأرض”، وبالتالي فإن تدميرها أمر “لا يمكن إنكاره”.

تورط إسرائيل

بدورها تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن احتمالات ضلوع إسرائيل في الحادث. وأضافت أنه لو صحت هذه الفرضية “يجب إعادة النظر في استراتيجية المواجهة، نظراً للوضع الجديد”.

وكالة الجمهورية الإيرانية قالت إن “إيران حاولت حتى الآن منع تصعيد الأزمة وحدوث تطورات لا يمكن التنبؤ بها، بينما كانت تدافع عن مواقفها المبدئية ومصالحها الوطنية باستراتيجية بارعة. لكن إذا كانت هناك علامات على تجاوز الخطوط الحمراء من قبل الدول المعادية، خاصةً إسرائيل والولايات المتحدة، فيجب إعادة النظر في استراتيجية المواجهة بشكل أساسي نظراً لحدوث هذه المستجدات”.

منشأة نطنز

منشأة نطنز في أصفهان لتخصيب اليورانيوم تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران وتحتوي على مرافق تحت الأرض بعمق حوالي 7.6 متر للحماية من الغارات الجوية، وتعرضت المنشأة في يناير/ كانون الثاني 2011 لهجوم فيروس “ستاکسنت” الذي، بحسب تقارير صحافية، تم عبر تعاون أمني أمريكي إسرائيلي هولندي وبمساعدة مهندس إيراني جندته المخابرات الهولندية.

ومع ذلك، لم تؤكد أي دولة من الدول المذكورة مشاركها في إنتاج الفيروس وتسريبه إلى محطة نطنز من خلال قرص (USB)، لأن محطة نطنز غير مرتبطة بشبكة الإنترنت، ولم يستبعد بعض الخبراء بحسب “العربية” احتمال حدوث عمل تخريبي اليوم، نظراً لأهمية موقع نطنز، أو تعرضه لهجوم سيبراني إسرائيلي أو حتى هجوم بغارات إسرائيلية، وفق بعض التقارير غير المؤكدة، وموقع نطنز النووي، يعد أحد المنشآت النووية الإيرانية العديدة التي تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة.

 

ربما يعجبك أيضا