تطورات أزمة سد النهضة.. إثيوبيا تتجاهل سير المفاوضات وتعلن بدء الملء

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بالرغم من أن المفاوضات لا تزال جارية ولم تحسم بعد بشأن أزمة سد النهضة، إلا أن أديس أبابا تجاهلت تلك المفاوضات، وشرعت في تصرفاتها الأحادية، معلنة عزمها بدء ملء السد.

وفي تصريحات صادمة، قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إن بلاده سوف تبدأ ملء خزان سد النهضة للاستفادة من موسم الأمطار الغزيرة، مشددًا على أنه لن يلحق بمصر أي ضرر.

وتابع آبي في تصريحات نشرها تلفزيون “العربية”، اليوم الثلاثاء: “خلافنا مع مصر حول فترة التشغيل وملء السد سيحل في البيت الأفريقي”، مضيفا: “لن نضر بمصر وسنبدأ ملء السد للاستفادة من موسم الأمطار الغزيرة”.

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن المفاوضات “متواصلة ولم تنقطع حتى الآن” بشأن سد النهضة مع كل من مصر والسودان، مشيرا إلى أن إثيوبيا “لم تتعهد بوقف عملية ملء السد”.

واعتبر آبي أحمد، أن عودة ملف سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي يحسب “نجاحا كبيرا” للاتحاد في حل قضايا المنطقة.

مصر ليس لديها أي معلومات بشأن ملء السد “سرًا”

كانت وزارة الموارد المائية والري علقت على الأنباء التي تواردت حول بدء إثيوبيا في عملية ملء “سد النهضة” سرا، بالرغم من سير المفاوضات بين الدول الثلاث “إثيوبيا، والسودان، ومصر” حاليا.

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية، المهندس محمد السباعي، إنه “لا توجد أي معلومات بذلك الأمر”، مضيفا أن “من تحدث عن بدء ملء سد النهضة خلال الفترة الحالية، يُسأل عن ذلك، وعما يُثبت صحة كلامه من عدمه”.

وأشار السباعي، إلى أن المفاوضات مستمرة بين مصر والسودان وإثيوبيا، لكن لا يوجد جديد حتى الوقت الراهن، معربا عن أمله في أن “تخرج اجتماعات اليوم بشيء”.

وكان القيادي في قوى “الحرية والتغيير” بالسودان محمد وداعة، صرح أن الحكومة الإثيوبية بدأت في ملء سد النهضة سرا، الأمر الذي تسبب في نقص حصة المياه في السودان، مشيرا أن “جميع الأدلة تؤكد ذلك وأن السودان اشتكى من قلة المياه التي ترد إليه في يوليو الحالي”، مؤكدا أن “هذه الخطوة أدت إلى تفاقم أزمة الكهرباء”، حسب صحيفة “الراكوبة” السودانية.

فيما استند أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، أمس الإثنين، إلى صورة بالأقمار الصناعية، تكشف حقيقة عملية ملء سد النهضة الإثيوبي”.



الخلافات لازالت قائمة

بدورها، أوضحت وزارة الري المصرية، في بيان لها، أمس الإثنين، إن الخلافات الجوهرية في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، “ما زالت قائمة في الشقين الفني والقانوني”.

وأشارت الوزارة إلى عقد اجتماعين على التوازي للفرق الفنية والقانونية، اليوم الثلاثاء، ثم يلي ذلك مرة أخرى عقد الاجتماعات الثنائية بين كل دولة على حدة مع المراقبين.

جدير بالذكر أن مصر قدمت مقترحا متكاملا لحل شامل يلبي طموحات إثيوبيا في التنمية ويخفف من أضرار السد على مصر ويضمن إمداد الشعب الإثيوبي بخمسة وسبعين في المائة من احتياجاته من الطاقة في حالات الجفاف.

وأكد الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، أن المقترح المصري في المفاوضات يحقق الهدف الإثيوبي في توليد الكهرباء وفي نفس الوقت يجنب حدوث ضرر جسيم لمصالح القاهرة والخرطوم.

وأوضح أن المقترح يأتي في إطار تنفيذ إعلان المبادئ وكذلك أسلوب التعامل مع أية مشروعات مستقبلية على النيل الأزرق، وبما يضمن اتساقها مع مبادئ القانون الدولي ذات الصلة باستخدام الأنهار المشتركة.

كما أكد أن مصر تناولت الجوانب الفنية والقانونية مع المراقبين ووضحت شواغلها إزاء الجوانب المختلفة لاتفاق ملء وتشغيل السد وذلك في إطار محاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث والتي أثبت مسار المفاوضات تباينها بشكل كبير.

من جانبه، قال المهندس محمد السباعي المتحدث باسم وزارة الري، إن اجتماع الأمس، الخاص بسد النهضة جاء استكمالا لجلسات التفاوض المباشرة بخصوص سد النهضة.

وأضاف محمد السباعي خلال مداخلة هاتفية في برنامج من مصر المذاع على قناه سي بي سي، أن كل دولة بالأمس، أوضحت وجهات النظر الخاصة بخصوص الشق الفني والقانوني، أكد أنه ما زالت هناك بعض النقاط الخلافية.

وتابع: أن من يسعى لتحقيق توافق يجب أن يكون لدية رغبة حقيقية للصالح العام وأن يتمسك بجميع الأدوات التي يمكن ان تجعلنا نصل الي اتفاق وهذا ما نقوم به.

وكمل أننا مرتبطون بجدول زمني طبقا الى مفردات اجتماع 26 يوليو الذي تم بين قيادات الدول والذي أعطى مدة أسبوعين وتنتهي هذه المدة يوم الجمعة أو السبت المقبلين.

ربما يعجبك أيضا