أذرع شيطانية.. مولود جاويش أوغلو صدى صوت أردوغان

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يعد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية تركيا، أحد أهم أذرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تسويق أجندته التوسعية في المنطقة، منقلبًا على سياسة صفر مشاكل التي انتهجها أحمد داود أوغلو رئيس وزراء تركيا الأسبق والذي حل جاويش بدلًا منه في حقيبة الخارجية.

ولد جاويش أوغلو في 5 فبراير 1968 في ألانيا، تخرج من جامعة أنقرة عام 1988، حيث درس العلاقات الدولية ثم حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد في جامعة لونج آيلاند في نيويورك وحصل على شهادة الدكتوراه في جامعة بلكنت وكلية لندن للاقتصاد، وفي يناير 2010، انتخب بالتزكية، رئيسًا للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ويعد التركي الأول الذي تولي هذا المنصب ومثل محافظة أنطاليا في البرلمان التركي انتخب لأول مرة في عام 2002، وهو عضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية.

إلا أن أوغلو لن ينسى يوم 29 أغسطس 2014 الذي تولى فيه حقيبة الخارجية والتي لم تغادر يده حتى اليوم بعد أن أعيد اختياره للمنصب نفسه في الحكومتين 64 و65. شارك في تأسيس حزب العدالة والتنمية، وتم انتخابه في البرلمان التركي عن ولاية أنطاليا -مسقط رأسه- 5 دورات، وترأس جمعيتي الصداقة البرلمانية التركية الأميركية، والتركية اليابانية بين عامي 2003 و2014.

خبير تسويق

وقال الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن التركي، محمود البتاكوشي: بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني سوق مولود جاويش أوغلو أجندة تركيا التوسعية في سوريا والعراق، وأعلن عن عمليات عسكرية للقضاء على الإرهابيين في الدولتين، في الوقت الذي ترتبط فيه بلاده بعلاقات قوية مع التنظيمات المسلحة وتقتل الأبرياء في الشمال السوري.

بينما يفتخر بذلك قائلًا: “إن القوات التركية تتقدم بخطوات حازمة صوب قنديل شمال العراق التي يتمركز بها مقاتلو حزب العمال الكردستاني” في حين أن مهمة قوات أردوغان هي تصفية المعارضين من الأكراد بلا رحمة عن طريق عمليات قصف مركزة على بيوت المدنيين.

بازدواجية يتعامل أوغلو مع اليونان، يتهمها بإيواء مجرمين أتراك، ويدافع بوقاحة عن انتهاك بلاده لسيادة آثينا.

كذب وتطاول

وأضاف البتاكوشي لـ”رؤية”: كما لم تسلم الجامعة العربية ولا أمينها العام أحمد أبوالغيط من تطاول جاويش أوغلو، الذي يتصرف على أن سوريا جزء من تركيا، ففي جلسة مخصصة لمناقشة الوضع بالشرق الأوسط في مؤتمر ميونيخ للأمن أعلن أمين الجامعة العربية رفضه للتواجد التركي في سوريا محذًرا أنقرة من تجاوز حدودها، إلا أن أوغلو أدعى كذبًا: نحن هناك لدحر منظمة إرهابية، ونستخدم حقنا المشروع في الدفاع عن النفس، وهذا الحق يأتي من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

يحاول جاويش أوغلو بناء علاقات طيبة مع دول البلقان، من خلال تصدير أنقرة كوسيط لحل المشكلات بين كوسوفو وصربيا، مؤكدا أن الحوار بين البلدين يسهم في استقرار وسلام المنطقة، في الوقت الذي يستخدم فيه الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” للقيام بأعمال استخباراتية تحت ذريعة العمل الخيري أو التنموي ويفخر بأن المنظمة نفذت 600 مشروع تنموي قيمتها 100 مليون يورو في كوسوفو مؤخرًا.

جرائم الحرب

يسعى أوغلو أيضًا للسيطرة على قرارات كوسوفو وصربيا، خاصة بعد أن باتت ملجأ المعارضين الأتراك الهاربين من بطش أردوغان، يهددها قائلًا: لا نريد لكوسوفو الشقيقة أن تسمح للإرهابيين المتورطين في محاولة انقلاب 2016 بالتواجد على أراضيها، ونحن نتطلع لإعادة هؤلاء الإرهابيين إلينا.

يعتبر الأكراد أوغلو، عدوهم الثاني بعد أردوغان، لأن تصريحاته التي يطالب فيها بقتلهم تملأ الشاشات وصفحات الجرائد، إذ أكد قبيل العدوان التركي على العراق أن تركيا على وشك إطلاق عملية عسكرية في بغداد لملاحقة حزب العمال الكردستاني عقب الانتخابات العراقية.

كما يستخدمه أردوغان لتبرير جرائمه في ليبيا وتدخله السافر في شئونها وسفكه دماء الأبرياء، كما يتطاول حينما يتعامل مع العرب، يرى نفسه في منزلة أعلى، بينما يتخذ وضع الخضوع عندما يتعلق الأمر بواشنطن أو إيران، أصبحت تركيا بفضل حماقاته معزولة عن محيطها الإسلامي وعمقها العربي.

ربما يعجبك أيضا