هجمات متكررة في إيران.. من يقف وراءها؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

بعد أن أكد التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الخميس، خبر وقوع انفجارات غرب طهران في غرمدره وبلدة قدس، دون ذكر تفاصيل أخرى، نفت مسؤولة كبيرة في العاصمة الأمر، كما أكدت حاكمة مدينة “قدس” غرب طهران، ليلى واثقي، أن تلك الأخبار مجرد شائعات، ونفت ما ذكرته هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، نقلاً عن تقارير على الإنترنت، حول سماع دوي انفجار سُمع في غرب المدينة.

هجمات غامضة

بدأ تداول التقارير بشأن الانفجارات على الإنترنت الشائعات في منتصف ليل الخميس-الجمعة، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، نقل تلفزيون برس الإيراني عن سكان محليين سماعهم ثلاثة أو أربعة أصوات تماثل أصوات المدافع المضادة للطائرات.

وذكر عدد من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي من منطقة قرمداره سماع الانفجارات، وفقا لفريق تدقيق الوقائع في بي بي سي، لكن صور النيران والمباني المتضررة المتداولة على شبكة المعلومات ثبت أنها قديمة.

يأتي ذلك، في وقت شهدت البلاد عدة انفجارات متتالية حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية خلال الأسبوع المنصرم، ما أثار بلبلة سياسية، وتضاربًا في التصريحات الرسمية أيضًا.

فقبل أيام أعلن مسؤولون أن حريقاً اندلع بمنشأة نطنز النووية لتخصيب الوقود، وهي واحدة من عدة مرافق إيرانية، تخضع لتفتيش من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

الحكومة تنفي

نفى مسؤولون إيرانيون تقارير عن حدوث انفجار جديد غربي العاصمة طهران يوم الخميس، علمًا بأن إيران شهدت سلسلة من الانفجارات الغامضة في الأسابيع الأخيرة، وكان مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي أفادوا بسماعهم انفجارات مدوية في مدينتي قرمداره وقدس المجاورتين، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية في إيران.

ومن غير الواضح مكان حدوث هذا الانفجار، كما تضررت مواقع حيوية بما فيها منشآت نطنز النووية ومعامل تكرير للبترول في الانفجارات الأخيرة.

وكانت وكالة الطاقة النووية في إيران قد أكدت في تموز / يوليو اندلاع نيران في مفاعل نووي في نطنز. وتقول تقارير إن الحادث قد وضع معوقات أمام البرنامج النووي في إيران.

حرائق وانفجارات

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية شهدت إيران عدداً متزايداً في الهجمات الغامضة التي ألحقت دماراً بمواقع حساسة، فقد اندلعت حرائق عدة في منشآت نووية، ومصافي تكرير النفط، ومحطات طاقة، ومصانع وشركات كبرى في أنحاء البلاد.

منذ أواخر الشهر الماضي كانت هناك حوادث اندلاع نيران أو انفجارات غامضة عدة، وفي ٢٦ يونيو وقع انفجار في منشأة لإنتاج غاز الوقود المسال للصواريخ الباليستية في خجير قرب طهران كما اندلعت النيران في منشأة للطاقة الكهربائية في شيراز، مسببة انقطاع التيار الكهربائي. وفي ٣٠ من الشهر ذاته، وقع انفجار في عيادة طبية بطهران مسببًا مقتل تسعة عشر شخصًا.

لم تنته الأحداث بعد، حيث استهل الشهر الجاري في اليوم الثاني منه بوقوع انفجار واندلاع نيران في موقع نطنز النووي، وفي يوم ٣ يوليو اندلعت نيران شديدة في شيراز، كذلك اليوم الرابع ٤ تموز/ يوليو، شهد انفجار واندلاع نيران في منشأة للطاقة الكهربائية في الأهواز مما تسبب في تسرب غاز الكلورين من مصنع قارون للبتروكيماويات في مهاشار.

وقالت هيئة الأمن القومي في إيران إنه تم تحديد سبب الانفجار في موقع نطنز النووي، لكن لا يمكن الإفصاح عنه حاليًا لأسباب أمنية، وصرح مسؤولون إيرانيون لوكالة رويترز للأنباء بأن الشكوك بشأن قصف الموقع تحوم حول إسرائيل. وفي رده على سؤال وجه له عما إذا كانت إسرائيل وراء الحادث، قال وزير الخارجية الإيراني “من الأفضل ألا نفصح عن أفعالنا”.

تحذير إيراني

وفي إقرار نادر، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا إن الحريق الذي نشب في نطنز وقع نتيجة عمل تخريبي من قبل “دول معادية، خاصة النظام الصهيوني والولايات المتحدة”.

وتعهد رئيس الدفاع المدني الإيراني “بالرد” إذا ما تبين أن إيران كانت ضحية هجوم إلكتروني.

وقال مسؤول استخباراتي شرق أوسطي لم يذكر اسمه لصحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد إن إسرائيل تقف وراء الانفجار في نطنز. وعندما سئل وزير الخارجية الإسرائيلي في اليوم السابق عما إذا كانت إسرائيل تقف وراء الحادث أجاب بصورة غير مباشرة قائلا “من الأفضل أن تبقى تصرفاتنا في إيران دون تصريح”.

ولا تتبنى إسرائيل عادة المسؤولية عن مثل هذا النوع من “الهجمات” كما يتجنب المسؤولون الإيرانيون توجيه اللوم لإسرائيل بشكل مباشر. لكن يبدو أن الحرب الإلكترونية بين البلدين قد بدأت بالفعل.
 

ربما يعجبك أيضا