تجهيزات عسكرية قرب سرت.. والجيش الليبي يحذر أنقرة والدوحة

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

تشهد سرت الواقعة على الساحل الليبي تحركات عسكرية مكثفة على الأرض استعداداً لمعركة كبرى مرتقبة، تواصل تركيا، إلى جانب قطر، الحشد لها من خلال دعم ميليشيات حكومة الوفاق، لمواجهة الجيش الوطني الليبي. ومنذ أشهر لم تتوقف أنقرة عن إرسال المرتزقة لدعم الميليشيات المتطرفة، بهدف تنفيذ أجنداتها في ليبيا.

وتهدف أنقرة إلى السيطرة على الموارد الاقتصادية الليبية، وتحديداً منطقة الهلال النفطي، وتغيير موازين القوى في المنطقة، كورقة تلعب على وترها أنقرة، للضغط على مواقف دول الجوار والمجتمع الدولي. 

الجيش الليبي يحذر

حذّر الجيش الوطني الليبي تركيا وقطر من مغبة الاستمرار في التدخل في الشأن الليبي، مؤكداً استعداده للتصدي ودحر الميليشيات المدعومة من أنقرة، في ظل تحركاتها العسكرية قرب مدينة سرت الاستراتيجية. 

وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطنى الليبي العميد خالد المحجوب: “هناك اتصالات مكثفة بين قطر وتركيا لتمويل الحرب في ليبيا”، مشيراً إلى أنه توجد دراسة لإرسال “مرتزقة من الصومال”، والتي جاءت بعد يوم واحد من زيارة وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” المفاجئة إلى الدوحة.

وأوضح المحجوب أنّ تركيا بدأت في التقليل من حدّة تصريحاتها بعد المواقف الحاسمة التي اتخذتها مصر في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أنّ مصر وليبيا أمن واحد، والجيش الليبي حديث النشأة من جديد، ولا يملك الإمكانيات التي تملكها تركيا، وبالتأكيد يحتاج إلى دعم كبير على مستوى الجو والبحر بجانب المستوى الميداني والبري. 

وأشار مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، إلى أنّ الجيش الوطني الليبي مستعد للتصدي لأي هجوم قد يحدث من قبل الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا. 

أنقرة تواصل دعم الميليشيات

على صعيد متواصل، أرسلت تركيا راجمات صواريخ إلى ليبيا لدعم الميليشيات في حربها ضد الجيش الوطني الليبي، حسب تقرير لصحيفة ملييت التركية، وذلك بالتزامن مع استمرار تدفق المرتزقة السوريين إلى طرابلس عن طريق تركيا. 

وأوضح تقرير الصحيفة التركية أن أنقرة مستمرة في إرسال الدعم اللوجستي والمعدات العسكرية إلى الميليشيات وتحديدا إلى مصراته وقاعدة الوطية، عن طريق طائرتي شحن تابعتين للقوات الجوية التركية. وأكد التقرير أن راجمات الصواريخ التي وصلت إلى ليبيا نصبت بالقرب من سرت، ويصل مداها إلى 40 كيلومترا. 

استعراض عسكري

ووسط كل ذلك يقلل الجيش الوطني من أهمية خطط تركيا ويقول إن تحركات ميليشيات الوفاق والمرتزقة الأتراك قرب سرت تندرج فقط في إطار استعراض القوة العسكرية.

أكد مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، الأحد، أن تركيا تتخوف من تداعيات الهجوم على سرت والجفرة، وما قد يترتب عليه من دعم عسكري قد يتلقاه الجيش لوقف أي تقدم تركي، كما شدد على جاهزية قوات الجيش لصد أي هجوم تركي على سرت والجفرة.

وقال مدير التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي: “الأتراك في غرفة عملياتهم يدرسون الهجوم بشكل دقيق ويشعرون بالخوف من تداعياته. حيث من الممكن أن تكبر مساحة المعركة وتخرج عن دائرة سرت والجفرة”.

قطر تمول الاحتلال

 كشف تقرير للمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية في تونس، النقاب، عن أن تركيا وقطر تخططان لإرسال مرتزقة صوماليين إلى ليبي، وقال التقرير الذي نشر، الثلاثاء، إن التوجه هو أبرز مخرجات زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي.

وبحسب التقرير، فإن الزيارة تناولت الاستعدادات لمعركة سرت ـ الجفرة المرتقبة شرق ليبيا، مشيرا إلى أن تركيا تخطط للاستعانة بمرتزقة صوماليين سبق تدربوا في الدوحة، وبمعسكرات تركية وقطرية في مقديشو للقتال ضد الجيش الليبي في المرحلة القادمة التي ستكون مدينة سرت الاستراتيجية محورها الأبرز.   

وخصصت قطر أموالا ضخمة لتأجير المرتزقة الصوماليين للقتال في ليبيا، خاصة أنها وتركيا تربطهما علاقات قوية مع النظام الصومالي الذي يديره من خلف الستار من سماه التقرير “رجل قطر” فهد ياسين، مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي. ورجح موقع “ليبيا ريفيو” الناطق بالإنجليزية، حينها، أن الزيارة مرتبطة بالملف الليبي الذي يشهد تطورات سريعة على المشهدين السياسي والعسكري. 

تأتي زيارة أكار المفاجئة إلى قطر غداة إصدار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقريرا يكشف أن تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 مرتزق إلى ليبيا لدعم مليشيات حكومة فايز السراج، في إشارة إلى المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا، ونوه بأن ما كشفه التقرير الأمريكي عن انتهاكات النظام التركي وإرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا، كان قد كشف عنه بالفعل في العديد من التقارير المحلية والدولية السابقة. 

ربما يعجبك أيضا