تطورات “كورونا”.. أوروبا “قلقة” من التفشي ودول آسيوية تكافح موجة ثانية

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت        

لا يزال فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” يشكل تهديدًا حقيقيًا لبعض دول العالم التي لم تلتزم شعوبها بالإجراءات الوقائية اللازمة في مواجهة هذا الوباء القاتل.

وتسبب “كوفيد-19” حتى اليوم في إصابة أكثر من 16 مليون شخص، وحصد أرواح أكثر من 650 ألف حول العالم منذ ظهوره بالصين في ديسمبر الماضي من العام الماضي.

إنذار جديد من “الصحة العالمية”

منظمة الصحة العالمية، أطلقت، اليوم الثلاثاء، إنذارًا جديدًا فيما يخص الفيروس المستجد، وحذرت من الاستكانة في مواجهة انتقال عدوى كورونا بالصيف في نصف الكرة الشمالي، موضحة أن هذا الفيروس ليس مثل الإنفلونزا التي تتبع عادة أنماطا موسمية.

تقول مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية: “الناس لا تزال تفكر في مسألة المواسم، وما ينبغي أن نفهمه جميعًا أن هذا فيروس جديد وسلوكه مختلف”.

وشددت على ضرورة توخي الحذر في تطبيق الإجراءات لإبطاء العدوى التي تنتشر عبر التجمعات الكبيرة، محذرة في الوقت ذاته من التفكير في وجود موجات للفيروس.

وقالت: “ستكون موجة كبيرة واحدة. سوف تتفاوت علواً وانخفاضاً بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك”.

ومن المقرر أن تعقد لجنة تقييم الأوضاع الطارئة لدى منظمة الصحة العالمية اجتماعاً هذا الأسبوع “لإعادة تقييم الوباء” بعد ستة أشهر على إعلانها أن كورونا يشكل حالة طارئة للصحة العامة الدولية.

دول آسيوية تكافح موجة ثانية

تكافح دول في أنحاء آسيا موجة ثانية من عدوى “كورونا” وتتخذ مجددًا إجراءات صارمة، سعيا لاحتواء المرض، مع تسجيل زيادة يومية في عدد الحالات، كما هو الحال في أستراليا وفيتنام.

ففي الصين، ارتفع عدد الإصابات غير المرتبطة بالعائدين من الخارج إلى أعلى معدل منذ مطلع مارس، حيث بلغ عدد حالات العدوى المحلية 57 من بين 61 حالة جديدة.

وقبل يومين أطلقت السلطات الصينية، برنامجًا ثانيًا لإجراء فحوصات مكثفة في أورومتشي التي تضم 3.5 مليون نسمة لإعادة فحص السكان الذين جاءت نتيجتهم سلبية سابقًا، وأجرت فحوصات شاملة لمئات آلاف الأشخاص في مدينة داليان حيث ظهرت بؤرة جديدة الأسبوع الماضي.

كما أعلنت هونغ كونغ، أمس الإثنين، مزيداً من القيود بما في ذلك حظر تناول الطعام في المطاعم وفرض وضع الكمامة في الخارج وفقا لما جاء في تقارير لوسائل إعلام محلية.

وحذرت السلطات الأسترالية من أن إغلاقا لمدة ستة أسابيع في أجزاء من ولاية فيكتوريا بجنوب شرقي البلاد قد يستمر لفترة أطول بعد أن سجلت البلاد أكبر زيادة يومية في عدد الحالات.

من جهتها حثت الحكومة اليابانية الشركات على تكثيف العمل عن بعد وتعزيز إجراءات التباعد الاجتماعي الأخرى وسط ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في أوساط العاملين.

أما حكومة فيتنام، فقالت إنها بصدد إجلاء 80 ألف شخص، معظمهم سائحون، من مدينة دانانغ بوسط البلاد بعد تأكد إصابة ثلاثة من السكان بالفيروس في مطلع الأسبوع.

وسجلت كوريا الجنوبية أكثر من 14 ألف إصابة و298 وفاة بالفيروس في المجمل. وكان عدد حالات الإصابة الجديدة فيها يوم السبت الماضي، وهو 113 حالة، هو الأعلى خلال يوم منذ 31 مارس.

ومن المتوقع أن تُسجل إندونيسيا الحالة رقم مائة ألف بعد أن تجاوزت البلاد الصين بأعلى عدد لحالات الإصابة والوفاة في شرق آسيا.

قد يعود في دورات موسـمية

أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة، كان قد ألمح في مارس الماضي إلى أن الطقس البارد مناسب أكثر من الطقس الحار والرطب لكوفيد-19.

لكن في المقابل، حذر الخبير الأمريكي من أن كورونا قد يعود في دورات موسمية، مشددًا على الحاجة الملحة لإيجاد لقاح وعلاجات فعالة.

يشار إلى أن عدة دول تشدد التدابير الصحية في محاولة لوقف انتشار كورونا مع فرض قيود سفر في أوروبا وخفض عدد الأشخاص المسموح بمخالطتهم في بلجيكا وإغلاق شواطئ مساء في فرنسا والحد من التنقلات في المغرب.

تـلوث الهواء ووفيات كورونا

كشف تقرير نشرته الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن تلوث الهواء الشديد له علاقة بارتفاع معدلات الوفيات من المرض الذي يسببه فيروس كورونا. وأوضح التقرير الأممي حول تأثير الوباء على الحياة في المدن الكبرى، إن التلوث الهوائي أدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات في بعض المناطق.

وألمح التقرير الأممي إلى انخفاض تلوث الهواء والغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل ملحوظ، بفضل إجراءات الحجر الصحي والإغلاق الذي تم فرضه في بعض المناطق لمنع تفشي الوباء.

من جهتها حذرت الأمم المتحدة من أنه في حالة عدم اتخاذ تدابير لحماية البيئة خلال عملية رفع إجراءات الحجر الصحي، فإن انخفاض مستوى التلوث الهوائي الذي تحقق يبقى إنجازا مؤقتا. وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 90% من حالات الإصابة بفيروس كورونا تم تسجيلها في المدن الكبرى.

أوروبا تشدد من إجراءاتها

تحت عنوان: “الوباء يعود من جديد وسط قلق الأوروبيين”، أوضحت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية بعددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن إجراءات مراقبة الحدود أو الحجر الصحي الاجباري لأسبوعين في تزايد مع عودة وباء كوفيد-19 في جميع أنحاء أوروبا.

فقد بدأت بعض الدول الأعضاء في تشديد الدخول إلى أراضيها، لكن مسألة إغلاقها هذه المرة تبقى مستبعدة حتى الآن، خلافا لما حصل في بداية تفشي الوباء في شهر مارس/ آذار المنصرم، عندما أغلقت الدول الأعضاء حدودها واحدة تلو الأخرى، قبل الموافقة على القواعد المشتركة للسماح بمرور الأشخاص ذوي الوظائف التي تعتبر أساسية، إضافة إلى السلع، في مقدمتها المعدات الطبية.

الصحيفة الفرنسية أوضحت أن هذه المرة، وبينما لا ينبغي للأوروبيين تدمير موسم سياحي يَعد أصلاً بأن يكون فقيرا جدا، فإنه تم وضع ضوابط تجاه السياح القادمين من مناطق أو دول مصنفة ”خطيرة” من حيث حجم انتشار فيروس كورونا فيها، حيث سيفرض على الأشخاص القادمين من هذه الدول حجر إلزامي وإجراء اختبار الكشف عن كورونا لحظة الوصول أو قبل أيام قليلة من المغادرة.

إجراءات الاغلاق هذه تتضاعف، بالتزامن مع تزايد حالات العدوى بالفيروس في بلدان أوروبية مختلفة، كفرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وسويسرا وبولندا، بينما يعد الوضع في رومانيا وبلغاريا مثيرا للقلق أكثر، حيث انفجرت الحالات مؤخرًا.

ربما يعجبك أيضا