الجالية المصرية بهولندا: هذه المواصفات المطلوبة لمن يمثلنا في المجالس النيابية

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – نظم المجلس الأعلى للجالية المصرية بهولندا، ندوة هامة أول أمس الأحد بأمستردام، لمناقشة مشاركة المصريين بالخارج في الانتخابات للمجالس النيابية المصرية، ولأول مرة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة، وقد استضاف المجلس الإعلامي الكبير سعيد السبكي بدعوة من الأمين العام للمجلس شحات أمين، للنقاش والتحاور حول الحدث الذي يعد الأول من نوعه من حيث الاستحقاقات الانتخابية.

وتحدث السبكي عن نقاط هامة ووضع تصور كامل حول مشروعية التقديم للترشح لعضوية المجالس النيابية بالنسبة للمغترب، وهل تسمح قوانين دولة المهجر للمرشح بما فيها هولندا بذلك.

كما ناقش الضيف مع الحضور إمكانية أن يكون هناك حالة من الوفاق والرضا على مرشح ما، وهل هناك معايير النواحي الأخلاقية للمرشحين بجانب الصحيفة الجنائية التي ليس معروفا حتى الآن كيف سيتم تقييمها بالنسبة للمرشح المغترب، ومن يقيم سلوك الناخب “دولة المهجر أم السفارة المصرية ببلد الإقامة، أم الجالية التي ينتمي لها”.

وعن هولندا: هل يوجد شخص أعلن عن ترشحه بشكل رسمي؟ وإذا كان أين؟ ومتى؟ وأين سيرته الذاتية؟ وما الذي قدمه للجالية من خدمات ملموسة؟ وأين برنامجه الانتخابي؟

كذلك توضيح إذا كان المرشح تابع لحزب ما، هل معنى ذلك أن يوافق الناخب على برنامج حزب المرشح لإرضائه؟ وإذا كان ذلك صحيحًا… أين مساحة الحرية في الاختيار؟ وهل هناك برنامج لأي حزب يشمل مطالب المصريين بالخارج؟

كما أجاب السبكي على أسئلة الحضور مثل: إذا كان المرشح شخصًا مشبوهًا وحوله شبهات فساد مالي هل يُقبل ترشيحه؟ ومن يقيم ذلك؟ وغير ذلك من النقاط الهامة.

الدعوة تم توجيهها من قبل المجلس للعديد من رموز الجالية المصرية والعربية، مثل مؤسسة الفراو بازار، حيث شاركت سمر شعلان رئيسة المؤسسة، وكذلك منظمة إنسان بلا حدود برئاسة أحمد هاشم، وحضر معه وفد من المنظمة، وغيرهم الكثيرين.

هذا وقد افتتح الندوة الأمين العام للمجلس شحات أمين شحات، حيث رحب بالحضور وتحدث عن برنامج الندوة ورحب بالمنظمات والحضور الكريم، وبعدها رحب المهندس أشرف غالى رئيس المجلس بالضيوف وقدم التهنئة للحضور بعيد الأضحى المبارك، كما أوضح أن هدف الندوة أن نسمع بعض ونناقش استحقاقًا وحقًّا دستوريًّا نمارسه للمرة الأولى، وجدير بالنقاش، وقامت بإدارة الندوة المتحدث الإعلامي للمجلس سحر رمزي.

 أكد السبكي أن الهدف من الندوة تنويري، بمعني أوضح نعرف معلومات عن من يمكن أن يمثلنا في المجالس النيابية، وأيضا ماذا يعرف هو عن مؤسسات المجتمع المدني المصرية في هولندا؟

وما هي الملفات الاجتماعية التي سيتبناها نيابة عن المصريين في هولندا؟

ماذا يعرف عن الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها بين هولندا ومصر؟

ما هي رؤيته لبعض الملفات الحساسة المسكوت عنها وتهم الجالية المصرية بهولندا؟

هذه أمثلة بسيطة جدا جدا ولا نريد طرح المزيد لعدم التسبب في منح الفرصة لمحبي شيطنة المواقف وركوب المواقف.
هل يستطيع مرشح ما في هولندا كسب أصوات 51%؟

وقد وجه الإعلامي سعيد السبكي العديد من الاسئلة للحضور؛ قائلا: هل يستطيع شخص في نيته الترشح من كسب أصوات 51% فقط من أبناء الجالية المصرية في هولندا، لكي يمثلهم في احد المجالس النيابية في مصر، وهذا حق ديمقراطي مشروع.

وأكمل: ونتساءل عن مدى قناعة المصريين في هولندا بالإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشورى عن دائرة السيدة زينب والدرب الأحمر أو شبرا أو محرم بك أو الأنفوشي أو في طنطا حي أول أو ثاني أو كفر الشيخ . أليست القناعة الشخصية عنصر أساسي مرتبط بالحالة المعنوية. أليس ضروريا ان نحظى بحالة رضاء ولو نسبية عن المرشح الذي يمثلنا في حي أو حزب أو محافظة لا نعلم عنها شيئا؟
لم تبق إلا أيام قليلة ولم نسمع أو نعرف بأي طريقة أن مصريا في هولندا أعلن عن رغبته في الترشح رسميا… ولن يكون من المعقول لأي سوبرمان يظهر على الساحة أن يتمكن من الحصول على رضا نسبي من حتى 30% ولن نقول 51% من الجالية المصرية.

ونفترض لو ظهرت مثل هذه الشخصية هل سيتمكن من عرض سيرته الذاتية ويعرض علينا ماذا قدم لأبناء الجالية المصرية؟

وقد طرحت سؤالا افتراضيا عن المعرفة بالأحزاب المصرية لا أقول الـ105 أحزاب ولكن الأشهر وعددهم 11 تقريبا.. فبهذه المناسبة هل إذا وجد مرشح وكان عضوا في حزب سياسي مصري وينتمي لبرنامجه، ورأينا أن هذا البرنامج لا يروق للناخبين أو معظمهم فماذا سيكون الوضع؟ إشكاليات كثيرة حول هذا الموضوع تحتاج لدراسة احترافية متأنية.

هل يمكن الاستفادة من التمثيل النيابي للمصريين في الخارج؟
 
أوضح السبكي أنه بعد التطورات السياسية والمُجتمعية في مصر منذ يناير 2011 وحتى اليوم، وبعد قدوم وزيرة هجرة شابة لديها حُسن استماع وجدية في العمل، وبعد أن أصبحت هناك إرادة سياسية في القمة تريد للمصريين في الخارج إفساح المجال “للمُشاركة” في إدارة أمورهم ومصالحنا بأيديهم “وإن كان الغالبية يطمع ويطمح دائماً في المزيد والمزيد”.
من هنا كانت وما زالت ضرورة لأن يكون للمصريين في الخارج: (صوت – وإرادة – وإدارة) لتبنى مصالحهم في الداخل المصري، عن طريق القنوات المشروعة.. ولم لا والفرصة مُتاحة أمامهم للتمثيل النيابي في مجلسي الشعب والشورى.. هل من الممكن الاستفادة منها؟ على كل حال لابد من اليقظة التامة وإلقاء الأضواء على موضوع الانتخابات بما له وما عليه.

وأوضح مؤكداً على أن الهدف من هذه الندوة ومن محتوى ما طرحه وما سيأتي تباعاً هو التوعية وليس تزكية شخص أو جماعة في هولندا أو غيرها من أماكن تواجد المصريين الأصل بالخارج وليس تبني موقف سياسي بالانحياز له، أو توجيه إدانة أو اتهام أو تكوين مناخ عداء، بكل ما تضمنه العبارة من معانٍ، نحن هنا لدعم المسيرة الديمقراطية ولكن مع الاحتفاظ بكافة حقوقنا، ومن الطبيعي أن ننحاز لأمن وسلامة المُجتمع في هولندا ودعم المسيرة الديمقراطية محتفظين بكافة حقوقنا في حُرية إبداء الرأي وفق القوانين المعمول بها في البلاد التي تحمي وتكفل ذلك.
 
كيف تقيم الدولة المصرية مصالح المصريين حول العالم؟

يرى السبكي، أن المصريين في منطقة الخليج لهم إشكاليات تختص بـعقود العمل الفردية والجماعية وقوانين الكفيل، ولهم أيضا تحديات إضافية، مثل سوء المعاملة والاستغلال، أيضا لديهم مشاكل مع كثير من مواطني الدول المستضيفة بسبب قلقهم إزّاء “تمصير” اللهجات والثقافات الأصلية، الذي نتج عن بروز المصريين في مجالات التعليم.
 
أما مصريو المهجر في أمريكا وكندا وأستراليا فلهم مشاكل ذات ازدواجية نوعية، حيث إن اشتراك شرائح كثيرة منهم في (منظمات مصرية أو عربية أو إسلامية أو قبطية) الأمر الذي يثير قلق كل من الدولة المصرية، ومن ناحية ثانية الدول التي هم على أراضيها.. تعلو وتهبط نسبة القلق لدى هؤلاء وأولئك تبعًا لمُتغيرات سياسية إقليمية ودولية، ويشتكي حوالي 48% منهم من نقص خدمات القنصليات المصرية، ولدى الغالبية منهم قلق من خطر ذوبان الجيل الصاعد في ثقافة الدولة المستضيفة، وحوالي 22% منهم وفق تقارير بحثية حتى عام 2013 كانت لهم شكوى بسبب عدم القدرة على التصويت في الخارج، و8% منهم يشكو حتى الآن من مشاكل متعلقة بأوضاع الخدمة العسكرية.
 
نأتي الآن للمصريين في الدول الأوروبية ومنها هولندا، حيث تخرج مطالب لوجود اتحاد يضم كيانات الجاليات المصرية في أوروبا ليكون المظلة الرسمية لكل التجمعات.

ووفقا للمعلومات المتاحة هناك مساعٍ لإنشاء لجان تنفيذية للأنشطة العامة: (لجان أوروبية: صندوق إنشاء الأعمال.. وفتح فرص العمل والتوظيف للمصريين.. أنشطة اجتماعية / لجنة أنشطة دينية / لجنة أنشطة علمية / لجنة أنشطة فنية / لجنة أنشطة أدبية / لجنة أنشطة رياضية / لجنة صندوق انتهاز الفرص الأكاديمية وصندوق دعم المصريين في الحصول على المنح الأكاديمية المتوافرة في أوروبا / لجنة صندوق انتهاز فرص الهجرة ودعم المصريين للهجرة الشرعية في أوروبا. تطوير الخدمات القنصلية بالسفارات المصرية، خاصة ميكنة استخراج الوثائق، كل ذلك وغيره له علاقة بمدى تقنين تمثيل مصريي الخارج بالمجالس النيابية في الداخل المصري.

وفي النهاية قال السبكي: الجميع يعرف أن موعد إجراء انتخابات مجلس الشورى في مصر أتى وسط مناخ يتسم بحالة من الانشغال الذهني والقلق بسبب إشكالية سد النهضة – وضع الأمن القومي المصري الذي فرض إجراءات سياسية قد تدفع بالجيش المصري للتدخل عبر الحدود الغربية لوقف تدفق خلايا إرهابية وأسلحة بعد أن زجت تركيا بنفسها ودخلت في ليبيا الشقيقة وجلبت المرتزقة من سوريا وغيرها.
لكن هذا المناخ المُرتبك لم يمنع مجلس الجالية المصرية بهولندا من تعطيل مبادرة عقد ما نحن بصدده عن الانتخابات النيابية باعتباره ملف مهم للمصريين في الخارج.

ربما يعجبك أيضا