سوريا.. صراع النفوذ بين روسيا وإيران يتصاعد

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تستمر روسيا في تعزيز قوة الفيلق الخامس الذي أسسته في حوران ومناطق أخرى من سوريا، حيث يسيطر هذا الفيلق على مناطق شاسعة في الجنوب السوري وهي مناطق لا تخضع لسيطرة قوات الأسد ولا مليشيات إيران.

الجيش الروسي يسعى للهيمنة وإن بشكل مرحلي عن طريق السيطرة على معاقل النفوذ الإيراني في ريف حلب الجنوبي، وإعادة الانتشار في محيط منطقة إدلب.

روسيا أسست الفيلق الخامس لتضمن نفوذا لها على الأرض في سوريا، ولتستطيع مواجهة النفوذ الإيراني، خصوصا أن الغالبية الساحقة من عناصر الفيلق الخامس كانوا سابقا في الجيش السوري الحر ومن السنة وهم أعداء لنظام الأسد ولإيران.

رجل روسيا في الجنوب السوري “أحمد العودة” القيادي السابق في الجيش الحر، استطاع تشكيل قوات كبيرة ستكون بمثابة جيش للجنوب السوري، وروسيا تدرب هذه القوات على أنها جيش نظامي كامل الأركان، وهذا يعني أن روسيا تعمل في مسارات مستقلة عن مسارات النظام وإن ادعت عكس ذلك.

صراع حقيقي

المحلل السياسي العراقي رائد الحامد قال إن “ما يجري جزء من صراع نفوذ روسي داعم للفيلق الخامس وإيراني داعم للفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد”, وأضاف أن “جنوب سوريا ميدان صراع مؤقت والصراع الحقيقي الذي سيصل إلى كسر العظم سيكون على النفط شرق سوريا لكنه صراع مؤجل لحين إنهاء سيطرة قسد هناك”، وختم بالقول: “صراع النفوذ بين روسيا وإيران سيجر إلى صراعات دموية”.

هجمات لا تتوقف

الهجمات الممنهجة التي استهدفت معاقل الحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية متعددة الجنسيات في سوريا لا تتوقف، وقد أودت بحياة ما يزيد على 60 مقاتلاً من جنسيات مختلفة من المحسوبين على الميليشيات الإيرانية، مثل “فاطميون (الأفغانية)، حزب الله (اللبناني والعراقي)، وزينبيون (الباكستانية)، وغيرهم”، وذلك منذ بداية مايو/ أيار وحتى 21 يوليو/ تموز، إلى جانب تدمير عدد كبير من مستودعات الذخيرة والسلاح.

وقد سجلت مراكز أبحاث سورية معارضة منذ بداية أيار/مايو 2020 وحتى اليوم أكثر من 10 استهدافات طالت مواقع ومراكز ومستودعات تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لها، وشملت الاستهدافات التواجد الإيراني في كل من القنيطرة ودرعا وحمص وحلب ودير الزور وحماة ودمشق وريفها.

روسيا لم تتدخل لوقف الهجمات أو لتفعيل منظومات دفاعها الجوي التي تغطي كامل التراب السوري، وهو ما يعني أن تلك الهجمات وإن لم تحظ بتأييد روسي مباشر، فإنها تحظى برضا ضمني.

تمدد إيراني في ريف دير الزور

فيما ذكرت مصادر محلية سورية، أن كتائب “حزب الله العراقي” انتشرت بعمق عشرين كيلومترا في بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، كما تواصل القوات الإيرانية سعيها لترسيخ نفوذها أكثر فأكثر داخل المناطق التي تخضع لسيطرتها على الأراضي السورية، وذلك عبر طرق وأساليب عدة كعمليات التجنيد واستقطاب الشباب، بالإضافة لكسب ود الأهالي بفعاليات ومساعدات.

وذلك للمركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور جهود في نشر التشيع كما منها أخيرا تنظيم رحلة وصفت بالترفيهية لنحو 30 طفلًا من أبناء المدينة إلى “حديقة الأصدقاء” التي أنشأها المركز الإيراني في منطقة حويجة صكر.

“مليشيا فاطميون” الأفغانية الموالية لإيران قامت بحل “اتحاد الفلاحين” التابع لحكومة الأسد في مناطق تواجدها بريف الميادين، وبدأت تستثمر الأراضي الزراعية من خلال قيامها بإنشاء ورشات لحراثة الأراضي الزراعية بأسعار أقل من المتعارف عليها، وقدمت عروضاً للفلاحين في المنطقة لدعم محاصيلهم مقابل الاستثمار بحصاد الأراضي الزراعية وعدم بيعها لغيرهم.

إيران تفشل الاتفاقات الروسية

فيما تحاول المجموعات الإرهابية التابعة لإيران تخريب اتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة إدلب، واستهدفت تلك المجموعات بالقصف الصاروخي والمدفعي، في الفترة الأخيرة، مناطق الفطيرة، وكنصفرة، وسفوهن، والبارا، وكفر عويد، وعين لاروز، والبارا، وبنين الرويضة، وبيلون الواقعة جنوب الطريق الدولي “M4” الواصل بين مدينتي حلب (شمال) واللاذقية (غرب)، وأفادت مصادر ميدانية أن النظام ومجموعات إيران يحشدون قواتهم في مناطق سراقب، ومعرة النعمان، وسهل الغاب التي سيطروا عليها خلال الحملة الأخيرة.

أخيرا خروج إيران ونظامها الطائفي من سوريا، مطلب شعبي سوري ومطلب إقليمي، وعربي ودولي، كما أن إعادة الإعمار في سوريا مرهون بخروج إيران وتنحي النظام المتحالف معها، ولا عجب أن يهتف الآلاف من السوريين في حفل تخريج عناصر من الفيلق الخامس التابع لروسيا في بصرى الشام ضد إيران وضد نظام الأسد.

كذلك فإن الاستهداف المستمر والممنهج للحرس الثوري الإيراني والموالين له في سوريا، أدى إلى استنزاف إيران واقتصادها وقواتها، وهي حتما سترفع الراية البيضاء في سوريا عاجلا أو آجلا.

ربما يعجبك أيضا