ترامب والمهاجرون.. معركة لم تنتهِ و”الحالمون” يدفعون الثمن

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في محاولة جديدة لإنهاء البرنامج الذي يحمي مئات الآلاف من المهاجرين من الترحيل والمعروفون باسم “الحالمين”، الذين يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير مشروعة بعد دخولهم وهم أطفال، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها سترفض أي طلبات جديدة وستقلص إجراءات الحماية من الترحيل لمن تنتهي أهلية التحاقهم بالبرنامج ويتعين تجديدها.

تأتي هذه الخطوة بعد أكثر من شهر من حكم المحكمة العليا الأمريكية، بأن إدارة ترامب لم تقدم المبرر المنطقي والقانوني لإنهاء برنامج عهد أوباما المعروف باسم  “دكا”.

قال مسؤول في البيت الأبيض، إن الإدارة قررت تقصير تصاريح العمل لأنها تجري المراجعة القانونية لحكم المحكمة العليا الشهر الماضي، الذي وجد أن الإدارة أخطأت في الطريقة التي قررت بها إنهاء برنامج “العمل المؤجل للوافدين الأطفال” في 2017، وامتنع المسؤول عن تحديد المدة التي ستستغرقها المراجعة.

نشر القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي تشاد وولف مذكرة تحدد تصاريح العمل وتشير إلى أن “دكا” تقدم مخاوف سياسية خطيرة قد تبرر إلغاءها بالكامل”، وقال إنه سيواصل حظر الطلبات الجديدة.

وقال وولف في المذكرة، إن قطع صلاحية تصاريح العمل إلى النصف “سيكون له فائدة محتملة تتمثل في تقليل الآثار الدائمة لسياسة “دكا” بشكل كبير إذا قررت إلغاءها في نهاية المطاف”.

كان المدافعون عن المهاجرين يأملون في أن يعيد حكم المحكمة الصادر في 18 يونيو برنامج “دكا” بالكامل، بما في ذلك لعشرات الآلاف من المتقدمين الجدد المحتملين الذين لا يُسمح لهم حاليًا بتقديم الطلبات.

وكان الرئيس السابق باراك أوباما هو من طبق ذلك البرنامج الملتحق به حاليا 644 ألف مهاجر.

وذكر المسؤول أن المهاجرين الذين من المقرر أن تنقضي حمايتهم من الترحيل سيجري تجديد أهليتهم لمدة عام ما دام ليس لديهم سجل جنائي، مضيفا “أن هذه الإجراءات ستحد من نطاق البرنامج بينما تعمد وزارة الأمن الداخلي إلى مراجعة قانونيته والمبررات لتقليصه المحتمل وغيرها من الاعتبارات المتعلقة بالإبقاء على برنامج العمل المؤجل للوافدين الأطفال أو تقليصها”.

أشار المدعي العام في كاليفورنيا كزافييه بيسيرا، الذي قاد مكتبه أحد التحديات القانونية ضد إنهاء “دكا”، إلى أنه سيطعن في السياسة الجديدة في المحكمة، وقال “إن برنامج “دكا” يجب أن يكون ساري المفعول بالكامل، بما في ذلك التطبيقات الجديدة، ولقد تحدثت في المحكمة ونحن نعرف ما يلزم للدفاع عن البرنامج وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر”.

 قضية معقدة

وفي حملته لفترة جديدة في انتخابات2020، جعل ترامب موقفه المتشدد من الهجرة المشروعة وغير المشروعة برنامجا أساسيا لرئاسته، لكن برنامج العمل المؤجل للوافدين الأطفال والذي وصفه بـ “عفو غير قانوني”، قضية معقدة بالنسبة له بسبب زيادة الدعم الشعبي للبرنامج.

ووفق استطلاعات الرأي، فأن 64% من البالغين الأمريكيين ممن استُطلعت آراؤهم يدعمون مبادئ البرنامج الأساسية، بحسب “رويترز”.

ويعني القرار أن البرنامج سيظل مطبقا حتى انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع عقدها في الثالث من نوفمبر القادم، التي يخوض فيها ترامب معركة للفوز بفترة ثانية في السلطة أمام الديمقراطي جو بايدن.

وكان بايدن نائب الرئيس باراك أوباما في القوت الذي أنشأ فيه البرنامج، وطالما أكد دعمه لـ”دكا”.

قدم برنامج دكا تصاريح عمل متجددة لمدة عامين والحماية من الترحيل إلى ما يصل إلى 800.000 مهاجر غير شرعي تم إحضارهم إلى الولايات المتحدة كأطفال منذ بدء البرنامج في عام 2012.

وعاش المتقدمون في الولايات المتحدة لعدة سنوات، والتحقوا بالمدرسة، واجتازوا فحص الخلفية، من بين متطلبات أخرى، والآن ما يقرب من 640.000 ألف شخص لا يزالون في البرنامج، والعديد منهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية والمعلمين والعاملين في الطوارئ.

ربما يعجبك أيضا