استراتيجية المواجهة .. الكونجرس يوقف الدعم المالي لمليشيا الحشد العراقية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

وافق الكونجرس الأمريكي على قانون يتضمن إيقاف الدعم المالي لمليشيات الحشد الشعبي الشيعية ومليشيات فيلق بدر، وهذه المليشيات الإرهابية الموالية لإيران كان يصلها الدعم الأمريكي بحجة أنها تقاتل تنظيم داعش.

وبعد الكونجرس سيتم التصويت على القرار في مجلس الشيوخ  الأمريكي، وبعد الموافقة عليه سيصبح قانونا سارياً، ويفتح المجال للتصعيد ضد هذه المنظمات التي يجب اعتبارها منظمات إرهابية.

مع العلم أن مليشيات الحشد باتت بنص قرار أصدره البرلمان العراقي فيلقا من فيالق الجيش العراقي، وبعض التمويل يذهب بالاسم إلى الجيش العراقي، ولكن في الحقيقة هو يذهب للحشد الشعبي الذي يهتف ليل نهار “الموت لأمريكا”.

الجدير بالذكر أن هذا التمويل تم إقراره في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما، الذي مكّن تلك المليشيات من تدمير العراق وسوريا.

لجنة بالكونجرس توصي بإدراج العامري

وقبل عدة أسابيع أوصت لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونجرس الأمريكي، بإدراج منظمة بدر العراقية وأمينها العام هادي العامري وعدد من فصائل الحشد على لائحة الإرهاب.

وأوصى التقرير الكونجرس، بـضرورة تصنيف كل من منظمة بدر والعامري في قائمة الإرهاب، بجانب فصائل أخرى مثل كتائب الإمام علي، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، ولواء أبوالفضل العباس، وحركة الأوفياء، وحركة جند الإسلام، وسرايا عاشوراء، وكلها مليشيات إرهابية عراقية موالية لإيران وتقاتل في سوريا والعراق.

ولفت التقرير إلى أن هذه الفصائل لم تكن المجموعات الوحيدة التي وقعت على بيان في أبريل 2020، يتعهد بمواجهة الولايات المتحدة.

وشدد تقرير الكونجرس على ضرورة طلب الكونجرس تقريرا سنويا من وزارة الخارجية الأمريكية، عن الكيانات الجديدة التي تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني في العراق، كما نصحت اللجنة الكونجرس بطلب تقرير آخر عن التهديدات طويلة المدى، التي تمثلها قوات الحشد الشعبي والتي تحارب ضد داعش، والخطر الذي يمثله الحشد على الأمن القومي الأمريكي، وإقليم كردستان، والسعودية، والأردن.

استراتيجية المواجهة

وأفاد التقرير أن عدد أفراد الميليشيات المدعومة من إيران التي كانت تحارب “داعش” في كل من سوريا والعراق، يصل إلى 100 ألف عنصر، في حين لم يتجاوز عدد مسلحي التنظيم 33 ألف، حسب البنتاجون.

ويخطط الجمهوريون بالكونجرس لتقويض قدرات إيران ووكلائها في المنطقة بأكبر حزمة من العقوبات في التاريخ، حسبما ذكر موقع “واشنطن فري بيكون”.

وقال التقرير: إن “الحرس الثوري” أنشأ، ودرب، وأدار مجموعات مثل “منظمة بدر”، أقدم منظمة إيرانية في العراق، التي حاربت بجانب إيران في الحرب العراقية الإيرانية، كما تورط زعيم المنظمة، هادي العامري، في هجوم إرهابي على السفارة الأمريكية ببغداد في ديسمبر/ كانون الأول 2019.

وجهات نظر

المحامي الدولي الدكتور طارق شندب قال: تبيّن أن الخزانة الأمريكية دفعت الملايين لتلك المليشيات لقتال البعبع الذي أوجدوه وهو “داعش”، وتابع: “هكذا تنكشف سوءة الحشد الإرهابي وزعماؤه المعممون الذين يقبضون من أمريكا ويرفعون شعار: الموت لأمريكا”.

الأكيد أن مليشيات الحشد الموالية لإيران التي دعمها الغطاء الجوي الأمريكي لسنوات في العراق، كانت تقاتل كذلك بأسلحة أمريكية ودبابات أبرامز وهمرات أمريكية، والمشاهد الموثقة تؤكد ذلك، بل كان قاسم سليماني يقود المعارك في العراق في محافظات الأنبار وديالى والموصل ومن فوقه الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف الدولي تمهد أمامه الأرض، واليوم الكونجرس الأمريكي يبدا الخطوة الأولى والتي ستتبعها خطوة أخرى من مجلس الشيوخ، حيث سيتم تجفيف منابع تلك المليشيات الإرهابية الموالية لإيران بشكل كامل في العراق، خصوصا أن الاقتصاد الإيراني ينهار، ولم تعد إيران قادرة على تمويل تلك المليشيات.

ربما يعجبك أيضا