رغم التنديد بالداخل والخارج.. تركيا تواصل مخطط الشر في ليبيا

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

على مدى السنوات الماضية، تمارس تركيا دورًا خبيثا في ليبيا، وتُسخر كل طاقاتها سواء في السر أو العلن لزعزعة الأمن والاستقرار في البلد الغني بالنفط، من خلال دعم المرتزقة والجماعات الإرهابية بالسلاح والتدريب.

مرتــزقة تركيـــا في ليبيــــا

ومؤخرا رصد تقرير حديث العدد الضخم لمرتزقة تركيا في ليبيا، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد المرتزقة السوريين الذين ترسلهم تركيا للقتال في ليبيا، ارتفع إلى 17 ألفا، من بينهم 350 طفلا.

وتواصل تركيا استقطاب المزيد من المرتزقة إلى معسكراتها لتدريبهم من أجل إرسالهم إلى ليبيا، فيما بلغ عدد المرتزقة من جنسيات أخرى نحو 10 آلاف، من بينهم 2500 من الجنسية التونسية، “خرجوا من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا، بدعم من المخابرات التركية”.

وأضاف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن زهاء 6 آلاف من المرتزقة الموالين لتركيا، عادوا إلى الأراضي السورية.

2000 دولار للمرتزق الواحد

مدير المرصد السوري أوضح أن هؤلاء عادوا إلى سوريا من ليبيا “لأن عقودهم انتهت”، لافتا إلى أنهم حصلوا على عقود لمدة 3 أشهر، وتم التمديد لبعضهم لمدة شهر، لكن البقية عادوا إلى سوريا عبر تركيا، وبدأ بعضهم بالفعل بتسجيل أسمائهم للعودة مجددا إلى ليبيا.

وأشار عبد الرحمن إلى أن الداخل الشهري للمرتزق السوري المشارك في القتال بليبيا، يصل إلى ألفي دولار، بالإضافة لإمكانية حصوله على الجنسية التركية، وتعويضات في حال إصابته. أما المرتزقة الآخرين، فلا يتقاضون “رواتب شهرية”.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مزيدا من القتلى في صفوف مرتزقة تركيا، لتبلغ حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا، نحو 481 مسلح، من بينهم 34 طفلا دون سن الـ 18.

تركيا تتــجاهل التنديد الدولي

يشار إلى أن تركيا تتدخل منذ أشهر في الصراع الليبي دعماً لميليشيا الوفاق، بإرسال مرتزقة سوريين وصوماليين وأسلحة وخبراء متجاهلة كل التنديد الدولي من أفعالها.

وآخر فصولها، أن عززت مقاطع فيديو يظهر فيها مرتزقة سوريون وهم يتلقون التدريبات بالأزياء الأمنية الليبية داخل معسكرات العاصمة طرابلس، من فرضية وجود خطة وتوجه لدى حكومة الوفاق لإدماج المرتزقة السوريين الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا، ضمن المؤسسات الأمنية الليبية.

وأكدت المعلومات، أن أكثر من 2000 صومالي تم نشرهم على خطوط القتال الأمامية في ليبيا.

بدورها، أعلنت لجنة العقوبات الأممية أن أنقرة أرسلت بين 7000 و15000 مقاتل سوري إلى ليبيا، مضيفة أن “الحكومة السورية المؤقتة في تركيا ساعدت بإرسال قوات إلى ليبيا”. كما اعتبرت أن ليبيا تتحول لسوق كبير للأسلحة، بسبب خرق حظر التسلح.

الجيــــش الليبي يحذر تركيا

من جهته حذر مدير التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، السبت، تركيا من أي تصعيد، وشدد على التزام الجيش بمبادرة القاهرة والدعوات الأممية لوقف إطلاق النار، متهما حكومة الوفاق وتركيا بالتصعيد.

كما اعتبر محجوب أن دعوة الجيش للسفن والطائرات التي تدخل المجال الليبي للتنسيق مع الجيش هو “لضمان سلامتها خوفا من حدوث أي خطأ”.

محجوب أضاف: نراقب الجبهات لرصد أي تحرك عسكري تركي وسنرد على أي تحرك عسكري تركي في ليبيا. وشدد على أن الجيش لا يريد التصعيد لكنه سيرد على أي هجوم، مؤكداً أن كل الأهداف العسكرية مشروعة في حال أي تصعيد.

وقال المحجوب إن العدو التركي يستخدم الجو والبر والبحر في ليبيا، مضيفاً: “نرصد التحركات العسكرية للضباط والجنود الأتراك”، مشيراً إلى أن الأتراك يواصلون استقدام المرتزقة إلى ليبيا.

تركيا تواجه ضغوطا داخلية

على الرغم من التنديد الدولي بالتدخل التركي في ليبيا وإذكاء نار الحرب هناك، يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضغوطاً داخلية أيضاً تعارض تلك الأفعال، فقد اتهم النائب عن حزب “الخير” التركي المعارض، أيدين عدنان سزكين، مؤخرا حكومة بلاده بجر البلاد إلى حرب داخلية في ليبيا.

وقال سزكين، إن الخطر يزداد تدريجيا في ليبيا، ورغم تحذيراتنا للحكومة، إلا أنها انخرطت بكل قوتها في الحرب هناك، وهذا الوضع سيعرض تركيا لتهديدات خطيرة.

ربما يعجبك أيضا