خُمس قنبلة هيروشيما… نترات الأمونيوم تمحو باريس الشرق الأوسط

هالة عبدالرحمن
كتب – هالة عبدالرحمن

تحولت مدينة بيروت، التي كانت تعرف في السابق بباريس الشرق الأوسط، إلى ساحة خردة ضخمة مع شروق الشمس يوم الأربعاء، بسبب انفجار سببه 2750 طنًا من نترات الأمونيوم والذي يعادل في قوته خمس قوة القنبلة الذرية التي هزت هيروشيما، وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

شارع بعد شارع، حي بعد حي، تُركت المباني بدون أسقف أو نوافذ ممزقة بفعل قوة الانفجار، يعتقد أنها اندلعت عندما تسبب لحام في نشوب حريق في الميناء، مما أدى بدوره إلى إشعال مخزن في مستودع المواد الكيميائية  وكان يحمل شحنة نترات أمونيوم تم توقيفها قبل ست سنوات.

بعد ليلة من الصدمة والرعب، تم الكشف عن النطاق الكامل للكارثة التي تواجه لبنان الآن، البلد الذي كان بالفعل في خضم أزمة اقتصادية، حيث تكافح المستشفيات لمواجهة تدفق الجرحى والتهديد من الاتهامات المعلقة في الهواء، إلى جانب الدخان من الحرائق التي لا تزال مشتعلة.

وتعهد رئيس الوزراء حسن دياب بأن “المسؤولين سيدفعون الثمن”، حيث أعلن حالة الطوارئ لمدة أسبوعين للتعامل مع الأزمة، وحث جميع البلدان والأصدقاء في لبنان على التمديد، مضيفًا: “نشهد كارثة حقيقية”.

وعرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول الخليج، وحتى الخصوم المريرون إسرائيل، مساعدة للبلاد التي تعاني بالفعل من أزمتين اقتصاديتين وأزمات الفيروس التاجي.

وأعلن الرئيس ميشال عون الحداد لمدة ثلاثة أيام، وأعلن أنه سيطلق 100 مليار ليرة (66 مليون دولار) من أموال الطوارئ.

وتعد نترات الأمونيوم، هي المادة الكيميائية التي يشتبه في كونها سبباً في الانفجار الكبير الذي شهدته بيروت اليوم، شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، عبارة عن مركب شديد الانفجار لا غنى عنه في الزراعة.

ويعتبر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم من المغذيات النباتية الأساسية، ويتم تصنيف الأسمدة حسب كميات هذه العناصر التي تحتوي عليها الأسمدة. ومن المعروف أن تلك المادة غنية بالنيتروجين اللازم لنمو النباتات.

وعلى الرغم من خطورة التعامل مع مادة نترات الأمونيوم؛ إلا أنها كثيراً ما تستخدم في الأسمدة لتحسين محتوى النيتروجين فيها، خاصة أن تلك المادة مستقرة نسبياً في معظم الظروف المناخية؛ وغير مكلفة في التصنيع، وهو ما يجعلها البديل الكيميائي الشائع لمصادر النيتروجين الأخرى الأكثر تكلفة.

لا تُستخدم تلك المادة فقط في الزراعة، بل يستخدمها عمال المناجم أيضاً بكميات محدودة لعمل سلسلة من التفجيرات، كما تستخدم أيضاً في العمليات المسلحة، ففي عام 1995، قام كل من “تيموثي ماكفي” و”تيري نيكولز” بتعبئة السماد في شاحنة مستأجرة، وتفجير أحد المباني الفيدرالية في أوكلاهوما سيتي، ما تسبب في قتل 168 شخصاً.


ربما يعجبك أيضا