“يوم الحساب”.. فوضى واقتحام وزارات ومشانق رمزية في بيروت

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

احتدمت مواجهات دامية، اليوم السبت، في ساحة الشهداء وسط بيروت، بين القوات الأمنية اللبنانية وآلاف المحتجين الذين خرجوا للشوارع، احتجاجا على تعامل الحكومة مع انفجار مرفأ بيروت الذي خلف حتى الآن 158 قتيلا وآلاف الجرحى.

يوم الحساب والغضب

وتحت شعار “يوم الحساب” و”الغضب الساطع” و”علقوا المشانق”، طالب لبنانيون باستقالة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان والنواب، معتبرين أن الجميع مسؤول عن تدمير العاصمة اللبنانية وتشريد مئات الآلاف.

وردد المحتجون هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام”،  كما رددوا هتاف “ثورة.. ثورة”، ورفعوا لافتات تقول: “ارحلوا .. كلكم قتلة” في إشارة إلى النخب السياسية التي تسيطر على مفاصل البلاد.

ويحمّل المتظاهرون السلطة السياسية مسؤولية تقاعسها وتقصيرها وسكوتها عن تخزين 2700 طن من مادة نترات الأمنيوم سريعة الاشتعال.

حل مجلس النواب

وفي كلمة مقتضبة، دعا رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، إلى حل مجلس النواب الحالي وإجراء انتخابات نيابية مبكرة للخروج من الأزمة التي يمر بها لبنان، والتي تفاقمت بعد حادثة مرفأ بيروت.

وقال دياب: “بواقعية لا يمكن الخروج من أزمة البلد البنيوية إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة ومجلس نيابي جديد”.

وأكد رئيس الحكومة اللبنانية أنه غير متمسك بالحكم، مشيرا إلى أن حكومته التزمت في بيانها الوزاري بمطالب الثورة، وأنه لا يمكن الخروج من الأزمة إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة.

كارثــــــة كبرى

وأشار دياب إلى أن التحقيق حول كارثة المرفأ يجب أن يجيب على أسئلة الناس قبل القضاء والتي تتساءل عن المستفيد من بقاء هذه المواد في مرفأ بيروت؟

ولفت رئيس الحكومة اللبنانية إلى أن لبنان يعيش كارثة كبرى وهو بحاجة للدعم، وأن الأوضاع المعيشية في البلاد لا يمكن تحملها، مشيرا إلى أنه لا يتحمل المسؤولية عن الأزمات السياسية والاقتصادية العميقة التي يمر بها لبنان.

بيان الجيش اللبناني

من جانبها، أعربت قيادة الجيش عن تفهمها لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمر بها لبنان.

وقالت قيادة الجيش -في بيان- إنها “تذكّر المحتجين بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الاملاك العامة والخاصة، وتذكّر أن للجيش شهداء جراء الإنفجار الذي حصل في المرفأ”.

طرد محافظ بيروت

وتعرّض محافظ بيروت، مروان عبود، السبت، للطرد من قبل ناشطين لبنانيين، وذلك خلال تفقده لأعمال رفع الأنقاض في منطقة مار مخايل بالعاصمة اللبنانية.

ورشق الناشطون عبود بعبوات مياه وحجارة ومكانس، بينما كان يقوم بجولة تفقدية لأحياء في بيروت التي شهدت الثلاثاء انفجارا ضخما.

استقالات من البرلمان

أعلن رئيس حزب الكتائب اللبناني سامي الجميل، يوم السبت، استقالة كتلة الحزب من مجلس النواب، وذلك على خليفة انفجار مرفأ بيروت.

وقال رئيس حزب الكتائب اللبناني: “نحن منتقلون للمواجهة لإصلاح الدولة.. أدعو كل الشرفاء إلى الاستقالة من مجلس النواب والذهاب فورا إلى إعادة الأمانة للناس ليقرروا من يحكمهم دون أن يفرض أحد عليهم أي أمر”.

ويأتي قرار الكتائب بعد مقتل اثنين من كوادر الحزب في انفجار بيروت من بينهم الأول أمين عام الحزب نزار نجاريان وجورج عقيقي.

استمرار التحقيقات

وتجري الأجهزة القضائية اللبنانية تحقيقا في الانفجار الذي قالت السلطات إنه ناجم عن تخزين كمية ضخمة من مادة نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات.

وتسبّب انفجار بيروت بتشريد نحو 300 ألف شخص من سكان العاصمة ممن تصدّعت منازلهم أو تضررت بشدة، بينهم 100 ألف طفل وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”.

وفي إطار التحقيقات الجارية للكشف عن أسباب الانفجار، أعلنت السلطات اللبنانية، الجمعة، توقيف المدير العام لإدارة الجمارك الحالي، بدري الضاهر، والسابق شفيق مرعي وإبقائهما على ذمة التحقيق في إطار التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت.

كما تم أيضا توقيف مدير مرفأ بيروت، حسن قريطم، ووضعهم جميعا رهن التحقيقات، ليرتفع عدد الموقوفين بملف انفجار مرفأ بيروت إلى 19 شخصا.





مقتل عنصر أمن

وأعلنت قوى الأمن الداخلي اللبناني، يوم السبت، مقتل أحد عناصرها في وسط بيروت، بعد تعرضه لـ”اعتداء” من قبل “قتلة مشاغبين” وفق ما أوردت في حسابها الرسمي على تويتر.

وأصيب عدد من المتظاهرين أثناء تفريق قوات مكافحة الشغب اللبنانية لهم، حيث تقدمت قوات الأمن باتجاه المتظاهرين مع استمرار تبادل رمي الحجارة والقنابل المسيلة للدموع.

وأطلقت قوات الأمن اللبنانية، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين يحاولون عبور حاجز للوصول إلى مبنى البرلمان بوسط بيروت.

وحتى وقت إعداد التقرير، أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن سقوط 238 جريحا في تظاهرات بيروت بينهم 70 نقلوا إلى المستشفيات

اقتــحام وزارات

واقتحم المتظاهرون وزارات الخارجية والاقتصاد والبيئة والطاقة ورفعوا شعارات عليها، كما قاموا بتحطيم صورة الرئيس اللبناني ميشال عون.

كما اقتحم متظاهرون غاضبون مقر جمعية المصارف في وسط بيروت وأضرموا النيران في الطابق الأرضي منه، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني لصدّهم.

وفي غضون ذلك، حذرت منظمات وهيئات حقوقية السلطات اللبنانية بضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي وعدم استخدام العنف المفرط بحق المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة.

مشـانق رمزيــة

وتصاعد الغضب الشعبي في الشارع اللبناني، حيث ردد المتظاهرون هتافات معارضة لحزب الله اللبناني منها :”إرهابي إرهابي.. حزب الله إرهابي”.

كما نصب المتظاهرون، المشانق الرمزية لزعيم ميليشيا حزب الله حسن نصرالله ومسؤولين آخرين من الحكومة، مطالبين بضرورة التحقيق الفوري ومحاسبة المقصرين في انفجار مرفأ بيروت.

وخلال التظاهرات رفع أحد المتظاهرين في وسط بيروت صورة تجمع نصرالله مع عبارة “أعدموهم”، فيما وضعت منصة شنق خشبية في وسط العاصمة.

ربما يعجبك أيضا