لبنان.. النشطاء يحتفلون باستقالة الحكومة وفرنسا تحذر من السيناريو القادم

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

تداول نشطاء لبنانيون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فيديوهات لإطلاق نار في لبنان احتفالا باستقالة حكومة حسان دياب بعد فاجعة انفجار مرفأ بيروت.

وظهرت أصوات وأضواء النيران في سماء مدينة طرابلس بدولة لبنان، ابتهاجا بهذا الحدث، وانقسم رواد موقع تويتر بين مؤيدي ومعارضي حسان دياب حيث تصدر قائمة الأكثر تداولا باسمه في لبنان وعدد من الدول العربية.

وقال حسام زهري من المؤيدين: “شكرا من القلب لأنك حاولت”، وكتب آخر: “من نكد الدهر، كل الفاسدين والسفاحين مجرمي الحرب من 40 سنة صاروا بدهم يتساءلوا حكومة عمرها 6 أشهر”.

وبحسب النشطاء، سمع إطلاق نار كثيف في طرابلس وفي عكار والمنية والضنية، ومنطقة طريق الجديدة في بيروت، وأفيد عن عدة إصابات بالرصاص الطائش جراء إطلاق النار من بينهم طفلة.

كما تناقل نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة ساخرة تعلق على أقصر مدة تولي منصب في لبنان! حيث أن وزير الخارجية الجديد شربل وهبي لم يمض على تعيينه سوى بضعة أيام، بعد استقالة حتّي ووقع انفجار مرفأ بيروت، ثم استقالت اليوم الحكومة.

لكن الاستقالة لم ترضِ المتظاهرين الذين يطالبون بإسقاط كل الطبقة السياسية الذين باتوا يتهمونها، إلى جانب الفساد والعجز عن حل مشاكلهم المزمنة، بالاستهتار بحياة الناس بعد الانفجار المروع، فعاد عدد منهم إلى الشارع مساءً في وسط العاصمة مكررين “كلن يعني كلن”.

ووجه وزير الاتصالات المستقيل طلال حواط رسالة قال فيها: “بعد ما قدمت حكومة الدكتور حسان دياب استقالتها، أود أن أشكره على الثقة التي أولاني إياها. واجهت الكثير من التحديات وكنت مستعدا أن أتحملها من أجل إنقاذ لبنان”.

وقال النائب اللبناني، هادي حبيش: ندعو لانتخابات نيابية مبكرة تعيد تغيير التوازنات السياسية، فيما أكد النائب اللبناني المستقيل مروان حمادة، أن عهد ميشال عون الرئيس اللبناني جاء يتوج الفساد عبر صهره جبران باسيل، موضحا أن ما حدث في المرفأ ليس نتيجة فساد مالي بل سياسي، لافتا في ذات الوقت إلى أن الشعب اللبناني لن يكتفي باستقالة حكومة حسان دياب.

وأضاف النائب اللبناني المستقيل في تصريحات لقناة العربية الحدث، أنه يجب الذهاب في أسرع وقت إلى انتخابات نيابية مبكرة، موضحا أنه على حزب الله الخروج من الحضن الإيراني والعودة إلى الدولة اللبنانية، كما أنه يجب على الجميع العودة إلى خط الاعتدال الذي ميز بلادنا.

بدورها قالت زينة عكر نائب رئيس مجلس الوزراء المستقيل ووزيرة الدفاع اللبناني، إنه يجب انتظار نتيجة التحقيقات النهائية لمعرفة أسباب وحقيقة انفجار مرفأ بيروت، وأعربت في مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن” تقديم الإعلامي سيد علي المذيع على فضائية الحدث اليوم، عن أمنيتها فى أن تحتل المرأة منصب وزير الدفاع في كافة الدول العربية، موضحة: “تجربتي كوزيرة للدفاع في لبنان كانت ناجحة ومفيدة جدا”.

وتابعت نائب رئيس مجلس الوزراء المستقيل: “نتمنى تشكيل الحكومة الجديدة لإدارة الأعمال في لبنان بدلا من الانتظار كثيرا، فالحكومة المستقيلة ستقوم بتسيير الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة”، وأكدت نائب رئيس مجلس الوزراء المستقيل: “سيتم محاسبة كل من يثبت تورطه فى انفجار مرفأ بيروت أمام القضاء الذي سيقول كلمته”.

وحذّرت فرنسا، مساء اليوم الإثنين، من أن لبنان سيتجه نحو الانهيار في حال عدم تبنيه الإصلاحات اللازمة.

وعلّقت وزارة الخارجية الفرنسية على استقالة الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب اليوم، قائلة إن “الأولوية هي لتشكيل حكومة جديدة بسرعة”.

وأكدت أنه “في هذه اللحظات الصعبة تقف فرنسا إلى جانب لبنان كما فعلت دائماً”.

واعتبرت الخارجية الفرنسية أن “الإصلاحات وإعادة إعمار بيروت أبرز تحديات الحكومة التي ستُشكل في لبنان”، مشددة على ضرورة “سماع مطالب الشعب اللبناني حول الإصلاح”.

وأعلن حسان دياب في كلمة متلفزة في وقت سابق اليوم عن تقديمه استقالة الحكومة إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، مؤكدا أن الفساد في لبنان أكبر من الدولة.

وقال دياب في كلمته للشعب:”أمام هذا الواقع نتراجع خطوة إلى الوراء للوقوف مع الناس لخوض معركة التغيير..أعلن استقالة حكومتي وعشتم وعاش لبنان.

وأكد دياب أن بين لبنان والتغيير “جدار سميك تحميه طبقة تريد الاحتفاظ بقدرتها على التحكم بالدولة”.

وتأتي استقالة دياب بعد ثلاثة أيام من تظاهرات تطالب بمحاسبة المسؤولين ورحيل الطبقة السياسية بالكامل.

وكان يفترض بالحكومة التي شكلها حسان دياب في كانون الثاني/ يناير أن تكون تكنوقراطية ومستقلة تعمل على حل مشاكل اللبنانيين الذين يعانون أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخهم، في ظل نقص في السيولة، وقيود على الودائع المصرفية، وتدهور في سعر صرف الليرة. وقد حلّت محل حكومة برئاسة سعد الحريري كانت تضم ممثلين عن غالبية الأحزاب السياسية، وسقطت تحت ضغط احتجاجات شعبية في تشرين الأول/ أكتوبر.

ربما يعجبك أيضا