مؤتمر المانحين.. أصدقاء السودان يدعمون استقراره

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

انطلق اليوم مؤتمر المانحين في نسخته الثامنة لدعم عملية السلام في السودان في العاصمة السعودية الرياض عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

الحكومة الانتقالية السودانية تهدف من المؤتمر أن يوفر لها مزيدا من المساندة لإحلال السلام ودعم الاقتصاد واستقطاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة للاستثمار في البلاد، وإنعاش اقتصاده الذي تشهد قطاعاته الإنتاجية تردياً مريعاً، أما نسخته السابقة فكانت في مايو/أيار الماضي، في باريس وتلقت فيه الحكومة السودانية دعماً مالياً من دول الاتحاد الأوروبي بنحو 100 مليون يورو. 

وإلى السعودية والسودان ودولة جنوب السودان – راعية مفاوضات السلام السوداني، تشارك أكثر من 25 دولة ومنظمة في المؤتمر.

محاور المؤتمر وأهدافه

ومن بين المحاور الرئيسية التي يناقشها المؤتمر، تمويل متطلبات السلام وإعادة الإعمار والدعم السياسي والفني لإعادة الاستقرار في مناطق الحرب، وبناء جيش وطني موحد، أما أهداف المؤتمر فهي دعم العملية السياسية السلمية التي انطلقت في جوبا عاصمة جنوب السودان في نوفمبر 2019، بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المنضوية تحت مظلة الجبهة الثورية وخارجها والتي لم تفض إلى نتائج ملموسة حتى الآن، وتشهد غيابا لافتا لبعض الفصائل الرئيسية مثل حركة عبدالواحد محمد التي تقاتل في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور.

وتحتاج عملية السلام والخطوات المرتبطة بها مثل العودة الطوعية وبناء القدرات في مناطق الحرب وعمليات الدمج والتسريح إلى تمويلات تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار.

الحكومة السودانية

رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، قال إن بلاده تريد وقف الاقتتال وتحقيق السلام، مؤكداً على أهمية رفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأشار حمدوك إلى أن السودان يعمل على رفع قدرة الاستجابة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لافتاً إلى أن أمام الشعب السوداني تحديات كثيرة، مشددا على أن الحكومة الانتقالية تعمل بشفافية كاملة تجاه الشعب.

دور السعودية

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على دعم السعودية للاستقرار في السودان. وقال إن المؤتمر  يهدف إلى دعم عملية المفاوضات، ودعوة جميع أطراف النزاع للتفاوض من أجل تحقيق السلام، بالإضافة إلى حشد الدعم الاقتصادي للسودان.

كما ثمّن الوزير السعودي جهود أمريكا في إزالة السودان من قوائم الإرهاب، وأعلن دعم المملكة الكامل للسودان كي يعود إلى ريادته في المنطقة.

الحركات المعارضة

بدورها أشارت الجبهة الثورية في خطاب تقدم به رئيسها الهادي ادريس إلى ضرورة المشاركة الفاعلة من قبل المجتمع الدولي لضمان إنجاح عملية السلام السودانية خصوصا في الجوانب الرئيسية التسع، وأنه من أهم الجوانب المطلوبة من المجتمع الدولي تمويل خُطة محكمه لعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الرئيسية، والمساهمة الفاعلة في تمويل هذه الخطة لمعالجه قضايا اللاجئين والنازحين.

وأشارت إلى ضرورة دعم عمليات حاميه المدنيين التي تحتاج بديل مؤهل لقوات “يونايميت” التي سيتم سحبها وفقا للاتفاق الموقع بين الأمم المتحدة وحكومة السودان.

البيان الختامي

في سياق متصل، أكد بيان المؤتمر، رفض أي حلول عسكرية للنزاعات الداخلية، وأشاد البيان بجهود الحكومة الانتقالية لتحقيق السلام الشامل، مؤكدًا على دعم الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك، وذكر البيان الصادر عن اجتماع أصدقاء السودان: “تأكيد الدعم السياسي للعملية الانتقالية التي يقودها المدنيون”، متابعا: “ندعم الجهود لتحقيق رغبة الشعب السوداني بالعيش ببلد ديمقراطي”، وأضاف: نشيد بجهود الحكومة الانتفالية نحو تحقيق السلام الشامل، ونرحب بمشاركة الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان ووساطة جنوب السودان بالاجتماع.

كما أكد البيان، أنه “لا توجد أي حلول عسكرية للنزاعات السودانية الداخلية، وندعو لسرعة إبرام اتفاق السلام خلال المحادثات حول درافور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا توجد أي حلول عسكرية للنزاعات السودانية الداخلية،  موضحا أن التبعات ستلاحق جميع المعرقلين لعملية السلام”.

وطالبت مجموعة “أصدقاء السودان” خلال البيان الختامي، عقب الاجتماع الثامن لها، اليوم الأربعاء، برفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وقال البيان إن استمرار اسم السودان في القائمة  يشكل عقبة أمام الدعم الاقتصادي الكامل من المجتمع الدولي لهذا البلد، مشيدين بالجهود المبذولة من الإدارة الأمريكية في هذا الصدد.

كما قررت مجموعة “أصدقاء السودان”، عقد الاجتماع التاسع خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، لمراجعة الآليات المتعددة بما في ذلك بدء عملية المراجعة الشاملة من قبل صندوق النقد الدولي، كذلك مؤتمر المانحين المتوقع عقده في بداية عام 2021 حول السودان.

ربما يعجبك أيضا