كانت تركيا واليونان على وشك الدخول في صدام عسكري يوم 20 يوليو 2020 وفقا إلى صحيفة “بيلد” الألمانية وإن البوارج كانت في طريقها (للمعركة)، والطائرات الحربية كانت تحلق في الجو، قبل أن يأتي الإنقاذ من ألمانيا”. وبحسب معلومات “بيلد”، اتصلت المستشارة أنغيلا ميركل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أن يحدث تصعيد.
أعلنت وزارة الخارجية التركية، في الأول من يناير2020 وفقا لـ”مونت كارلو” أن السفينة “يافوز” وصلت إلى المياه القبرصية في جنوب الجزيرة حيث ستقوم بعمليات تنقيب، وقالت في بيان لها إن “القبارصة الأتراك لديهم حقوق في هذا الحقل… بقدر القبارصة اليونانيين.
وسيتقاسم الطرفان المداخيل إذا تم اكتشاف وجود نفط أو غاز طبيعي”.من جهتها، اتّهمت قبرص تركيا بأنها “تحوّلت إلى دولة قرصنة في شرق البحر المتوسط”، وفق بيان رئاسي. وجاء في البيان أن “تركيا تواصل سلوكها طريق انعدام الشرعية الدولية”.
وأكد وزير الطاقة التركي فاتح دونماز يوم 27 مايو 2020 إن بلاده تخطط لبدء عمليات التنقيب عن النفط داخل الحدود البحرية، التي تم تحديدها بموجب اتفاق مثير للجدل مع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر .
تعاني المستشارة الألمانية ميركل من مشاكسات أردوغان إلى حد أنها أصبحت تمثل وجع رأس وصداع مزمن للحكومة الألمانية.
وقال الوزير هايكو ماس خلال زيارة لأثينا “بخصوص التنقيب التركي في شرق المتوسط، لدينا موقف واضح جدًا… يجب احترام القانون الدولي. إحراز أيّ تقدم في علاقات الاتحاد الأوروبي بتركيا سيكون ممكنًا فقط إذا أوقفت أنقرة الاستفزازات في شرق المتوسط”.
طموحات جيواستراتيجية
ويقوم مشروع “الوطن الأزرق” على تمدد تركيا في شرق البحر المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود والمقصود بهذه التسمية هي المنطقة الاقتصادية الخالصة، والجرف القاري، والمياه الإقليمية المحيطة بتركيا التي تتيح حرية استخدام جميع الموارد البحرية الموجودة فيها بحسب “الشرق الأوسط” في 23 مايو 2020. ووفقًا للمسح الجيولوجي الأمريكي، يحتوي شرق البحر الأبيض المتوسط على الغاز الطبيعي بقيمة تقارب 700 مليار دولار،ومن هذا الاحتياطي، تقوم تركيا بحفر الغاز الطبيعي قبالة الساحل الشمالي لجزيرة قبرص المقسمة.
اليونان لم تتردد بتوجيه الاتهامات إلى تركيا بتقويض الأمن في شرق البحر المتوسط بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة قبرص . واكتشفت قبرص الغاز الطبيعي في مناطق قبالة سواحلها الجنوبية، لكن أنقرة تتحدى محاولات للقيام بمزيد من التنقيب زاعمة أن جزءا من المياه المحيطة بالجزيرة يتبع تركيا.
ـ رغم أن ألمانيا بدأت تطلق تصريحات دبلوماسية أشد من السابق، خلال خلال شهر يوليو 2020 وخلال استلامها مسؤولية المجلس الأوروبي داخل الاتحاد، وتسمية تركيا بالاسم، بعد أن كانت تتردد بذكرها في تصريحاتها، فإن السياسة الألمانية المحتملة ضد أنشطة تركيا شرق المتوسط سوف تبقى تقليدية، وسوف لا تكون أبدا رادعًا لسياسات أردوغان في شرق المتوسط.
وأضافت الخبيرة في قانون البحار الدولي: “لكن تبقى البنود التي يجب أن تُبنى عليها هذه الاتفاقية غير واضحة”. ولكن “عندما تتوصل الدول إلى اتفاق، يكون لها مطلق الحرية في اختيار الطرق التي تستخدمها والنتيجة التي تتوصل إليها. إذا تم تقديم هذه القضية إلى محكمة دولية أو هيئة تحكيم دولية، فيجب أن يتم البث في ذلك بالاعتماد على مبدأ الإنصاف لترسيم الحدود البحرية”.
انعقد مؤتمر برلين في 19 يناير 2020 للنظر في الأزمة الليبية وسبل ايجاد حلول لما يحدث وكان قادة الاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا من بين أولئك الذين أعلنوا التزامهم بإنهاء التدخل الأجنبي في الحرب الليبية، ودعم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
وعقب المؤتمر، شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على أنه لا يوجد وسيلة عسكرية لإنهاء النزاع، وإنما فقط حل سياسي.
وذهبت تركيا أبعد من ذلك عندما نفذت القوات الجوية التركية، في 11 يونيو 2020، تدريبات فوق البحر الأبيض المتوسط شاركت فيها طائرة الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا من طراز E-7T. كما تم تنفيذ جسر جوي يتكون من 4 طائرات شحن تركية من طراز C-130 بين تركيا ومطار مصراتة تحمل دعما لوجستـيا. وهذا ما يتعارض بشكل فاضح مع مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، المنعقد في 19 يناير 2020 .
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=353392