“محدش يزايد على ولاد زايد”.. سيمفونية محبة وتضامن مصرية إماراتية

حسام السبكي

حسام السبكي

ساعات قليلة، مضت على توقيع اتفاق، وصف بـ”التاريخي”، بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، جاء بالأساس رافعًا شعار “تحقيق المصالح العربية”، حتى خرجت بعض الأصوات، التي وزعت إدعاءاتها واتهاماتها الباطلة، متناسين التاريخ المشرف لدولة الإمارات، منذ عهد مؤسسها الأول، الشيخ زايد آل نهيان طيب الله ثراه، في خدمة القضايا العربية، وفي القلب منها “القضية الفلسطينية”، التي تمثل عصب القضايا الاستراتيجية في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

بالتزامن مع الدعوات التضامنية السياسية، التي تخرج يوميًا من قادة الأمة العربية، دشنت حملة تأييد مصرية عفوية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملت شعار “محدش يزايد على ولاد زايد”، قوبلت بترحيب إماراتي وعربي واسع، مؤكدة على معاني التضامن والإخوة بين شعبي مصر والإمارات، وتذكيرًا بالمواقف التاريخية السامية التي لا تُنسى لدولة الإمارات العربية، على مستوى الإنساني العالمي، وفي القلب منه المحيط العربي.

اتفاق تاريخي

يوم الخميس الماضي، أفادت “وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام)، في بيانٍ، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، اتفقوا، في اتصال هاتفي، على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة.

وأضاف البيان: “سوف تجتمع وفود من دولة الإمارات وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة وغيرها من المجالات ذات الفائدة المشتركة”.

وتابع: “إن بدء علاقات مباشرة بين اثنين من أكبر القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب”.

وأكد البيان أنه “ونتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترمب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراضٍ فلسطينية وفقاً لخطة ترمب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي. وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف”.

هذا، وتوالت ردود الفعل العربية على الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية، حيث رحبت مملكة البحرين بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي يوقف ضم أراضٍ فلسطينية لإسرائيل.

واعتبرت المنامة أن “الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يعزز من فرص التوصل للسلام”. وقالت البحرين: “نتطلع لمزيد من الجهد للتوصل لحل عادل وشامل للفلسطينيين”.

من جهته، أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أنه تابع “باهتمام وتقدير بالغ” البيان المشترك الثلاثي بين الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة.

وكتب السيسي -على حسابه في “تويتر”- “تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط”.

الأردن وردا على الاتفاق الثلاثي، أعلن أنه يجب “على إسرائيل أن تختار بين السلام أو الصراع”، مؤكدا دعمه “أي جهد حقيقي في الوصول إلى سلام عادل وشامل”. واعتبر الأردن أن “انعكاس الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على السلام رهن بإجراءات تل أبيب”.

ولفت إلى أن “قرار تجميد الضم يجب أن تتبعه إسرائيل بوقف كل الإجراءات غير الشرعية”، مؤكدا دعمه “أي جهد حقيقي في الوصول إلى سلام عادل وشامل”.

والسبت، أكدت موريتانيا دعمها لدولة الإمارات العربية المتحدة في المواقف التي تتخذها وفق مصالحها الوطنية ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة.

وقالت وزارة الخارجية الموريتانية، في بيان، السبت، إن “دولة الإمارات العربية المتحدة، تمتلك السيادة المطلقة والاستقلالية الكاملة في تسيير علاقاتها وتقدير مواقفها وفق مصالحها الوطنية، ومصالح العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة”. وفق ما ذكرت “وكالة الأنباء الموريتانية”.

وأضافت الخارجية أن موريتانيا لها ثقة مطلقة في قيادة دولة الإمارات، وأنها ستراعي في أي موقف تتخذه مصالح الأمة العربية والشعب الفلسطيني ومعاناته وهو يرزح تحت الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.

 وأشارت إلى أن “الإمارات بما عرف عنها من حكمة وحسن تقدير، ستتخذ كافة التدابير والضمانات لاستعادة الفلسطينيين حقوقهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

على المستوى الدولي، فحدث ولا حرج، نذكر منهم إشادة الأمين العام للأمم المتحدة الذي عبر عن أمله بأن يساهم الاتفاق بين إسرائيل والإمارات في تحقيق حل الدولتين بما يتفق مع قرارات الأمم المتحدة والقانونِ الدولي، بالإضافة إلى ترحيب فرنسا بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، معتبرة أن “تجميد إسرائيل لضم أجزاء من الضفة خطوة إيجابية يجب أن تكون نهائية”. وأضافت أن “الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يتيح استئناف المفاوضات وصولا لحل الدولتين”.

كما رحب وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، بـ”الاتفاق التاريخي” بين الإمارات وإسرائيل.

حملة مصرية فريدة

ومن الساسة إلى نشطاء مواقع التواصل، حيث قادت مصر، كعادتها، التتويج العربي، لكل إنجاز تاريخي مميز، معربة عن تضامنها مع دولة الإمارات، حكومة وشعبًا، أملة في مستقبل أفضل للمنطقة العربية.

وجاءت تعليقات رواد مواقع التواصل وردود أفعالهم، في إطار وسم “محدش يزايد على ولاد زايد”، على النحو التالي:

ربما يعجبك أيضا