لبنان.. اشتباكات وتلاسن بين «الثنائي الشيعي» الموالي لإيران

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تقع اشتباكات دامية بين حركة أمل الشيعية -من جهة التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري- وبين مليشيات حزب الله اللبنانية.

قديما في ثمانينيات القرن الماضي، كان حركة أمل محسوبة على نظام حافظ الأسد في سوريا، وحزب الله -كما هو الآن- محسوبا على إيران تمويلا وتسليحا وتنفيذا للأوامر والتعليمات.

جدير بالذكر، أن حزب الله وحركة أمل (أفواج المقاومة اللبنانية) يشكلان تحالف يعرف باسم “الثنائي الشيعي”. ويحيي الشيعة في لبنان مراسم عاشوراء مع بداية رأس السنة الهجرية ولمدة عشرة أيام.

هذا الثنائي الشيعي أصبح فيما بعد مواليا لإيران، ولكن على ما يبدو فإن الوضع السياسي والاقتصادي نجح في شق صفوف هذا التحالف التاريخي، بل إن الطائفة الشيعية في لبنان خرج منها الشيخ صبحي الطفيلي مؤسس حزب الله اللبناني الذي هاجم مرارا وتكرارا الحزب، وكشف عن خداعه وأنه بات حرس للحدود اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي، الطفيلي أكد كذلك مسؤولية الحزب في انهيار اقتصاد لبنان، وفي قتل الشعب الشعب السوري والعراقي وحتى الأحوازي وأخيرا الإيراني الذي ثار على نظام الملالي الكسروي في قم وطهران.

كذلك المرجع الشيعي علي الأمين، قاد حملة إعلامية كبيرة ضد الحزب، الأمر الذي اضطر “حزب السلاح” أو “حزب إيران” كما يسمى في لبنان لاتهام المرجع بأنه عميل للاحتلال.

اشتباكات

وأفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الجمعة، أن عدداً من مناصري ميليشيا “حزب الله” و”حركة أمل” اللبنانية وقعوا بين قتيل وجريح، إثر “إشكال” وقع بينهم بسبب لافتات، مساء الخميس.

وقال موقع “جنوبية”: إن شخصاً قتل وأصيب آخرون نتيجة خلافات بين مناصري ميليشيا “حزب الله” و”حركة أمل” في بلدة لوبية جنوبي لبنان، ونقل عن “وكالة الأنباء الرسمية”، تأكيدها أن “إشكالاً وقع في بلدة لوبية بين مناصري الطرفين، تطور إلى إطلاق نار وإصابة أربعة أشخاص نقلوا إلى مستشفيات المنطقة، أحدهم بحالة حرجة”.

أحد مناصري حركة أمل توفي بعد وقت من نقله للمستشفى، حيث كانت حالته حرج، ووقع الخلاف على خلفية تعليق “لافتات عاشورائية” حيث عمد بعض الشبان المنتمين إلى “حزب الله” إلى تعليق لافتات في منطقة محسوبة لحركة أمل، فقام مناصرو الأخيرة بانتزاعها، وهذا ما أدّى إلى وقوع إشكال كبير في ساحة القرية، ما لبث أن تطور إلى اشتباك مسلح وتبادل لإطلاق النار، سقط خلاله قتيل و3 جرحى، من الجانبين، حيث تسود البلدة أجواء من التشنّج والتوتر.

غضب الحاضنة الشعبية الشيعية

التدهور الاقتصادي في لبنان، والحصار الدولي، ومقتل المئات من أبناء الطائفة الشيعية في سوريا والعراق، كلها عوامل أدت لظهور انشقاقات في الطائفة التي يتزعمها “حزب الله” وحركة أمل، بل إن التشرذم وصل إلى التلاسن بين جمهورهم على الأرض.

ولذا لم يكن غريبا أن تخرج جماهير حركة أمل للهتاف ضد حسن نصرالله، مرددين: “لا إله إلا الله، نصر الله عدو” فمثل هذه الهتاف كان مستحيلا حتى قبل أسابيع قليلة.

طوائف لبنان

حزب الله فقد من قبل علاقاته بالسنة في لبنان، بعد قيامه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وبعد دخوله سوريا حليفا لنظام الأسد، حيث شارك في قتل العرب السنة في سوريا علنا.

أما علاقته مع “المسيحيين” في لبنان فهي متأرجحة ومتوترة وزادها توترا انفجار المرفأ الأخير الذي طال عمق الأحياء المسيحية في بيروت، أنا علاقته المصلحية مع تيار الرئيس اللبناني ميشال عون المعروف باسم “التيار الوطني الحر” فهي مؤقتة ولن تدوم.

ويقول فارس الحلبي -أحد منظمي المظاهرات في لبنان ضد السلطة الحاكمة- “في البداية، كان ثمة اتفاق ضمني بين الثوار على تحييد موضوع حزب الله وسلاحه” الذي لطالما شكل عنواناً خلافياً في البلد. فأراد المحتجون تقديم مشهد عن الوحدة الوطنية والتركيز على ما يجمعهم، أي المطالبة بحلول للوضع الاقتصادي والمعيشي المزري ومحاسبة المسؤولين الفاسدين، ولكن المشهد بدأ يتغير عندما تبين أن الحزب كان أول جهة انقضّت على الناس الذين كانوا يهتفون في الساحات “كلن يعني كلن”. وساهم ذلك في “كسر صورة حزب الله.. الذي طالته الشتائم ولم يعد هناك من محرّمات”.

لا شك أن الحزب خسر هالته المقدسة في أعين الشيعة العرب وكان من قبل خسرها في أعين العرب، فالشبهات وملفات الفساد وحتى الجرائم باتت تطارد الحزب ليس في لبنان فقط وإنما في سوريا واليمن والعراق والأرجنتين وألمانيا وقبرص والخليج.

ربما يعجبك أيضا