ذباب “حزب الله”.. جيش إلكتروني “خبيث” يعبث بأمن المنطقة

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

استغل تنظيم حزب الله الإرهابي الطفرة التكنولوجية التي شهدها العالم في مجال الإنترنت، ولجأ إلى تدريب “جيش إلكتروني” يضم آلاف النشطاء من أجل الترويج لأفكاره المشبوهة وبثّ أخبار كاذبة ومضللة لخدمة مخططاته.

وما يكتبه “الذباب الإلكتروني” التابع لميليشيا حزب الله يتحول إلى مادة إعلامية وحملات يشارك بها الصحفيون، ما يؤشر فعلاً إلى الدور المحوري لهذه الجيوش الإلكترونية في معارك حزب الله.

ويعتمد الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” على أشخاص محددين لديهم عدد كبير من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي من أجل الترويج لفكرة معيّنة أو للردّ على أي تغريدة أو مقالة مهاجمة.

ويرى مراقبون أن مهمة هذا الجيش الإلكتروني باتت مضاعفة اليوم مع ازدياد رقعة المعارضين لسياسات حزب الله في لبنان وخارجه وبروز أصوات منددة بما يقوم به.

التعبئة الإلكترونية

في عام 2009 وبعد الانتخابات الإيرانية ونشر الناشطين عبر موقع تويتر أخبار التزوير التي قام بها النظام، بدأت ميليشيا  حزب الله الانتباه إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي الواسع في إيصال المعلومة إلى الناس مباشرة.

ولجأت ميليشيا حزب الله لمواقع التواصل لمعرفة التوجهات العامة، ونشر الشائعات، وتبديل مواقف المجتمعات وأنشأت وحدة “التعبئة الإلكترونية”، التي بدأت عملها من ضمن العمل الإلكتروني.

مجموعة سيميا

يدير الجيش الإلكتروني التابع لحزب الله المدعوم من إيران، “مجموعة سيميا” التابعة للوحدة الإلكترونية في الحزب ويرأسها معاون رئيس المجلس التنفيذي النائب السابق عبد الله قصير، بحسب قناة “العربية”.

وتُدير “مجموعة سيميا” شبكة من المواقع الإخبارية والصفحات الرسمية التي تروّج لسياسات حزب الله. ويتولّى حزب الله تمويل تلك المواقع التي يرأسها مسؤولون مؤيّدون لسياساته.

حسابات وهمية

وتتولى تلك المجموعة إدارة حسابات إلكترونية ومواقع إخبارية تدور في فلك حزب الله وتضمّ ثلاثة أقسام مختلفة. القسم الأول يطلق عليه “سيرفر” ويضمّ أكثر من 5 آلاف حساب وهمي تستخدمه المجموعة من أجل الترويج لأخبار معيّنة وصور محددة.

 وشمل أيضا مجموعات عبر تطبيق “واتساب”، وبشكل تلقائي يتفاعل هذا البرنامج أوتوماتيكيا مع الخبر الذي يروجه لجهة وضع إشارة الإعجاب “لايك” والتعليق “كومنت”.

حملات التبليغ

القسم الثاني يتولّى تقديم “حملات التبليغ” لإدارة فيسبوك وتويتر ضد روّاد مواقع التواصل الذين لا يؤيّدون سياسة حزب الله ويوجّهون إليه الانتقادات بهدف إغلاق حساباتهم لمدة محددة ومنعهم من التفاعل. أما القسم الثالث فيكون مخصصا بالحماية الإلكترونية أو الأمن الإلكتروني.

مقر إدارة العمليات

تتخذ مجموعة “سيميا” من المبنى الخاص بالوحدة الإعلامية التابعة لـ”حزب الله” والموجود في الضاحية الجنوبية ببيروت، مكتبا خاصا لإدارة عملياتها على الشبكة الإلكترونية.

ويتواجد في مكتب المجموعة عدد من الأشخاص يشرفون على عمل الأقسام الثلاثة، بالإضافة إلى التنسيق والتواصل مع مجموعات أخرى تضم أكثر من 200 شخص عبر تطبيق “واتساب” لتسهيل التواصل ونقل المعلومات.

وحدتي 1000 و900

كما يضمّ الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” وحدة “1000” ووحدة الـ”900″. وتضم وحدة الـ”1000″ أشخاصاً متخصصين في المجال الإلكتروني مهمتهم تحليل بيانات خاصة بهاتف محدد أو حاسوب خاص. أما الوحدة “900” فمهمتهما رصد الحسابات التي تعتبر مشبوهة في مفهوم الحزب وكشف “العملاء”.

مراقبة الصفحات والمواقع

ويدير حزب الله جيشا إلكترونيا من خلال ما يُشبه غرفة العمليات وتضمّ أكثر من مئة موظف يتقاضون رواتب شهرية، وليس بالضرورة أن يتواجد هؤلاء في مكان محدد، لأنه يُمكن التواصل عن بُعد عبر تقنيات عديدة.

مهمة هذا الجيش تكمن في مراقبة الصفحات والمواقع الإلكترونية وتحليل ما يُنشر. كما أن هذا الجيش يسعى لتعزيز حضور حزب الله في المجال الإعلامي من خلال بثّ تقارير خاصة به.

ضرب حسابات معيّنة

يقول نائب رئيس تحرير الشبكة الدولية للأخبار محمد عواد “إن الجيش الإلكتروني التابع لحزب الله غالباً ما يعمل على ضرب حسابات معيّنة تابعة لأشخاص محددين وبثّ شائعات أو أخبار مضللة بهدف تطويق مسألة محددة”.

ويضيف أن هذا الجيش يضمّ شخصيات مؤثّرة على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان ولديها آلاف المتابعين، لافتا إلى “أن صفحته عبر فيسبوك تعرّضت لهجومين من الجيش الإلكتروني التابع لحزب الله بسبب مهاجمته سياسة الحزب في لبنان ووجوده في سوريا وتصرّفات حلفائه”.

من جهتها، كشفت الناشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لارا صقر، أنها تعرّضت لأكثر من مرّة لهجوم من قبل الجيش الإلكتروني التابع لـ”حزب الله” وحتى من قبل الجيش الإلكتروني التابع لرئيس النظام السوري بشار الأسد بسبب منشور عبر موقع فيسبوك حول قانون قيصر والعقوبات التي سيفرضها على النظام وداعميه، خصوصاً اللبنانيين، وذلك بسبب حزب الله.
 

ربما يعجبك أيضا