جولة “بومبيو” الشرق أوسطية.. دبلوماسية جريئة داعمة لمسار السلام الجديد

كتب – حسام عيد

جولة شرق أوسطية قام بها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، منذ الإثنين الموافق 24 أغسطس الجاري وحتى الأربعاء، وشملت 4 دول؛ إسرائيل، السودان، البحرين، والإمارات.

ومن أبرز القضايا التي كانت حاضرة على جدول مباحثاتها؛ اتفاق السلام الموقع بين الإمارات وإسرائيل، وضرورة قيام دولة فلسطينية، بجانب إبراز رغبة واشنطن برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

إسرائيل



صباح الإثنين، استهل بومبيو جولته من إسرائيل، وبحسب مقاطع فيديو نشرتها السفارة الأمريكية، كان وزير الخارجية الأمريكي يضع كمامة بألوان علم بلاده عند نزوله من الطائرة التي حطت في مطار “بن جوريون” في تل أبيب.

وخلال الجولة التي استغرقت 24 ساعة، عقد مايك بومبيو مشاورات ثنائية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تطرقا خلالها إلى ملفات بارزة في الشرق الأوسط.

معاهدة السلام مع الإمارات:

– اعتبر بومبيو في مؤتمر صحفي مع نتنياهو أن اتفاق السلام “الإماراتي الإسرائيلي”، “خطوة مهمة في الشرق الأوسط”، فيما أكد رئيس وزراء إسرائيل، أن الاتفاق يعد “نعمة للسلام والاستقرار الإقليمي”. مضيفا “أعتقد أن ذلك ينبئ بحقبة جديدة حيث يمكن أن تقوم دول أخرى بالخطوة ذاتها”.

وقال بنيامين نتنياهو “آمل أن يكون لدينا أخبار سارة في المستقبل القريب”. ووصف الاتفاق مع الإمارات الذي يعتبر الأول من نوعه مع دولة عربية منذ ربع قرن، بأنه “تحالف المعتدلين ضد الراديكاليين”.

وبدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي على “فيسبوك” بعد لقاء جمعه مع بومبيو، الاتفاق مع الإمارات يعد إنجازًا مهمًا ومن المتوقع أن يسهم بشكل كبير في الاستقرار والتنمية الاقتصادية في المنطقة.

مواجهة إيران:

– شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ضرورة إعادة فرض العقوبات على إيران ومنعها من تعزيز قدراتها العسكرية. مؤكدًا في الوقت ذاته، وقوف الولايات المتحدة الأمريكية ضد عدوان إيران التي تستهدف الدول بإرهابها.

– أبدى بومبيو دعم الإمارات بكل ما تحتاجه من معدات عسكرية للدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات إيران، وذلك في إطار تعليقه على اتفاق السلام المبرم بين الإمارات وإسرائيل.

السودان

وفي أول رحلة رسمية بدون توقف من إسرائيل إلى السودان، وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى الخرطوم، في أول زيارة رسمية لوزير خارجية أمريكي للسودان منذ 15 عامًا. وقد ذكرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، أن مسؤول إسرائيلي قال لوزير الخارجية الأمريكي في مطار بن غوريون في تل أبيب: “أنت الآن في رحلة تاريخية”.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا صحفيًا حول تلك اللقاءات، والتي تطرقت لملفات هامة لكلا البلدين على مسار العلاقات الثنائية وكذلك على مسار تعزيز الأمن والسلام بالمنطقة.

مسار التحول الديمقراطي بالسودان:



– أفادت الخارجية الأمريكية أن مايك بومبيو ناقش مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي أهمية استمرار دعم الجيش للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون ومسار السودان نحو الديمقراطية.

كما حث بومبيو رئيس الوزراء عبدالله حمدوك على الاستمرار في ايلاء الأولوية لحماية المدنيين وغيرهم من الفئات المهمشة في دارفور.

رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب

– أشارت الخارجية الأمريكية في بيانها حول لقاء بومبيو بحمدوك إلي تأكيد الطرفين أن إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب لا يزال يمثل أولوية ثنائية حاسمة لكلا البلدين.

العلاقات السودانية الإسرائيلية:

– بحسب وكالة الأنباء السودانية والبيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، ناقش مايك بومبيو مع رئيس مجلس السيادة السوداني القضايا الإقليمية ذات الأهمية المشتركة، بما في ذلك استمرار تعميق العلاقات الثنائية بين إسرائيل والسودان، والتطورات الإيجابية بمسار تلك العلاقات.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب والخرطوم، إلا أن العلاقات أصبحت دافئة في الآونة الأخيرة.

البحرين

وعقب انتهاء زيارته إلى السودان، جاءت البحرين كثالث محطة في جولة بومبيو الشرق الأوسطية، حيث كتب وزير الخارجية الأمريكي مغردًا على “تويتر” فور وصوله مساء الثلاثاء الموافق 25 أغسطس: “سعيد بالوصول اليوم إلى الخليج، محطتي الأولى، البحرين”.

قيام دولة فلسطينية:

– أكّد العاهل البحريني، لوزير الخارجية الأمريكي، في المنامة، التزام بلاده بمبادرة السلام العربية التي تنص على قيام دولة فلسطينية.

مواجهة نفوذ إيران الخبيث:

 – إلى ذلك، ثمّن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الجهود الأمريكية لمواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.

الإمارات

وجاءت الإمارات، كوجهة الختام لجولة وزير الخارجية الأمريكي الشرق أوسطية، فهي محور وركيزة أساسية في المنطقة لما تمثله السياسة الخارجية للدولة الخليجية، من أهمية قصوى، وكذلك لما لها من أدوار ذات أبعاد مستقبلية على مسار إقرار السلام في المنطقة، وتقويض النفوذ والسلوك الإيراني الخبيث والعدواني.

وتطرقت “وكالة الأنباء الإماراتية، وام” إلى المباحثات والمشاورات الثنائية بين وزير الخارجية الأمريكي وقادة الإمارات، والتي بدأت قبل أن يغادر المنامة متجهًا إلى أبوظبي.

معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية:

– تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اتصالًا هاتفيًا، مساء الثلاثاء الموافق 25 أغسطس، من مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، جرى خلاله مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها “معاهدة السلام ” بين دولة الإمارات وإسرائيل وآفاق تعزيزها بما يخدم أسس السلام والاستقرار في المنطقة.

– بعيد وصوله إلى المطار، أعرب بومبيو عن حماسته لزيارة الإمارات العربية المتحدة. وكتب في تغريدة على حسابه على “تويتر”: “اتفاق الإمارات وإسرائيل أهم خطوة نحو السلام في الشرق الأوسط منذ أكثر من 25 عامًا”.

كما أعرب عن أمله بالبناء على هذا الزخم الذي يشكله الاتفاق الجديد من أجل التوصل إلى السلام الإقليمي.

تعزيز العلاقات الاستراتيجية الإماراتية الأمريكية:

– فور وصوله الأربعاء 26 أغسطس، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بحث مايك بومبيو مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أوجه التعاون المشترك بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وسبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة.

واستعرضا تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد – 19” وجهود البلدين المشتركة للتصدي لتداعياته.

دعم وقف إطلاق النار في ليبيا:

– قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو تحدث مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان؛ بشأن دعم “عدم التصعيد والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا.

التصدي لنفوذ إيران:

– قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، في بيان إن بومبيو ناقش مع المسؤولين الإماراتيين مواجهة التأثير الإيراني “الخبيث” في المنطقة.

تزويد الإمارات بمقاتلات إف-35:

– كشف مسؤول أمريكي عزم بلاده تعزيز دفاعات الإمارات، لاسيما وسط تصاعد التهديدات الإيرانية.

– نقلت “وكالة الأنباء الإماراتية” عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس قولها إن هناك محادثات “إيجابية للغاية” بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات فيما يتعلق ببيع مقاتلات إف-35 للبلد الخليجي.

وفي الختام، تعتبر جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ناجحة، لاسيما في التوافق مع دول محورية بالمنطقة على أنه لا بديل عن تقويض النفوذ الإيراني الخبيث، والذي لن يحدث دون تكاتف الجميع على مسار تحقيق السلام بالشرق الأوسط، والذي يعد اليوم الاتفاق التاريخي بين إسرائيل والإمارات أحد ركائزه الأساسية، فهو بالفعل شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية الصائبة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة، فهو لا يضمن حقوق الفلسطينين وقرارهم في قيام دولتهم فحسب، بل يضمن أيضًا آفاق مستقبلية واعدة للمنطقة بأسرها.

ربما يعجبك أيضا