وسط أجواء متوترة.. ترامب يزور كينوشا ويثير الجدل

أسماء حمدي

كتبت أسماء حمدي

على مدار الأيام والليالي الأربعة الماضية، شهدت مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن، توترا في أعقاب إطلاق الشرطة النار على جاكوب بليك الأمريكي من أصل أفريقي، ويتزايد القلق من أن يتأجج الوضع بسبب زيارة مخطط لها من قبل الرئيس دونالد ترامب غدا الثلاثاء.

وأعلن البيت الأبيض، أن ترامب سيتوجه إلى كينوشا للاجتماع مع مسؤولي إنفاذ القانون، فضلا عن تقيم الأضرار الناتجة عن أعمال الشغب التي أعقبت إطلاق النار على بليك في نهاية الأسبوع الماضي.

أصيب بليك، وهو أب يبلغ من العمر 29 عامًا، سبع إصابات في ظهره جراء رصاص أطلقه ضابط شرطة أبيض في ولاية ويسكونسن، وتقول عائلته إنه مشلول الآن من الخصر إلى الأسفل.

وفي الليلة الثانية، اندلعت اضطرابات عنيفة، حيث تحولت مسيرات سلمية إلى فوضى، عندما ظهر محرضون مسلحون من البيض في الشوارع، بعد أن سمحت لهم الشرطة وأعطتهم الماء على الرغم من خروجهم بعد حظر التجول، وبدأو بمواجهة المتظاهرين وبإطلاق النار.

وسرعان ما انتشر الغضب في كينوشا وتحول إلى اشتباكات ليلية بين المتظاهرين والشرطة، وبلغ التوتر ذروته عندما أطلق كايل ريتنهاوس شاب يبلغ من العمر 17 عامًا النار في ظروف غامضة على ثلاثة متظاهرين، ما أسفر عن مقتل شخصين.

وتخيم أعمال العنف والاحتجاجات ضد عنصرية الشرطة على حملتي الانتخابات للمرشحين الرئيس ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن.

وتقول  شبكة “سي إن إن”، إنها تعتقد أن ترامب “سيفعل كل شيء لتعطيل القانون والنظام”، من أجل الفوز بإعادة انتخابه عن طريق زرع الانقسام والخوف.

انتقد الرئيس موجة الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة والعنصرية الممنهجة التي اجتاحت الولايات المتحدة منذ قتل الشرطة جورج فلويد في مينيابوليس في مايو.

تحدث المرشحان الديمقراطيان للرئاسة ونائب الرئيس جو بايدن وكمالا هاريس بشكل مكثف مع عائلة جاكوب بليك وأدان بشدة إطلاق الشرطة النار.

قال مايلز تايلور، رئيس الأركان السابق لكيرستين نيلسن، وزير الأمن الداخلي آنذاك، والمستشار الآن لمجموعة مناهضة لترامب، “التحالف السياسي الجمهوري من أجل النزاهة والإصلاح”، إنه في حين أن الزيارات الرئاسية يمكن أن “تهدئ من حدة الخطاب، لكنني أشعر بالقلق، فمشكلتي هي أن دونالد ترامب يذهب إلى هذه الأماكن لتسييس الأشياء”.

كينوشا هي أحدث مدينة أمريكية تشهد احتجاجات ضد العنصرية والاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة، بالإضافة إلى إصلاحات الشرطة، ويحتاج المجتمع الأبيض في الغالب إلى معالجة العيوب الأساسية التي يواجهها الأفارقة في كينوشا، وفقًا لفيرونا كينج، الرئيسة السابقة للرابطة الوطنية المحلية لتقدم الملونين (NAACP).

بينما يعيش حوالي 13٪ من البيض في فقر في كينوشا، فإن أكثر من ثلث السكان الأفارقة يعانون من الفقر، قال كينغ “إن كينوشا تفتقر أيضًا إلى المساواة العرقية في الإسكان والرعاية الصحية والتعليم وداخل نظام العدالة، نريد معالجة العنصرية المنهجية المنتشرة في كل هذه المجالات”.

في حين أن معظم الاحتجاجات في كينوشا كانت سلمية، كانت هناك بعض الأضرار الأولية للممتلكات والشركات في المدينة، تقول إحدى السكان، فيكي كواسني، وهي تنظر إلى عشرات السيارات المحترقة في ساحة انتظار بالقرب من منزلها: “لسنا آخر مجتمع سيحدث له هذا، آمل أن نتمكن من تجاوز الوضع لدينا الكثير من أعمال التنظيف”.

من جانبها وزعت شينيسي براون، المعلمة البالغة من العمر 31 عامًا، الماء والوجبات الخفيفة، قائلة “هذا الصباح … كل شيء لفت انتباهي وجلست على سريري وبكيت، لأن هذه ليست كينوشا التي نعرفها، إنه أمر محزن، لكن بعد ذلك خرجت لأرى هذا وهو يذكرنا أن لدينا إيمان وأمل”.

عنصرية ممنهجة

يعتبر إطلاق النار على بليك يوم الأحد الماضي، هو الأحدث في سلسلة الحوادث التي تم تسجيلها عبر الفيديو في الولايات المتحدة والتي أثارت مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ضد وحشية الشرطة والعنصرية المنهجية.

وفي مسيرة سلمية في كينوشا، تحدثت عائلة بليك، وقال والده جاكوب الأب: “لن نتوقف ما زلنا نعاني لأن هناك نظامين قضائيين، هناك واحد لذلك الصبي الأبيض “ريتنهاوس” الذي سار في الشارع وقتل شخصين وأصاب ذراع رجل آخر، ثم هناك واحد لابني، ما الذي أعطاهم الحق في الاعتقاد بأن ابني حيوان؟”.

ولم يوضح المتحدّث باسم البيت الأبيض ما إذا كان ترامب يعتزم لقاء عائلة بليك.

وأكد محامي بليك، باتريك كافرتي، أن الرجل البالغ من العمر 29 عاما لم يعد مقيدا بسريره في المستشفى، قائلا: “إن قوات إنفاذ القانون التي بررت استخدام القيود انصرفت وأن السلطات لم تعد تحرس بليك في المستشفى”.

فيما أصدر محامي نقابة شرطة كينوشا بيانا، قال فيه إن محامي بليك “واصل تقديم “وقائع ” كاذبة ومضللة للجمهور، وزعم محامي الشرطة أن بليك تشاجر بالقوة مع الضباط أثناء الحادث وكان مسلحاً بسكين.

في الوقت ذاته، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إن الصور المنشورة لعملية الشرطة تشير إلى أن الضباط لجأوا إلى العنف غير الضروري ضد بليك.

قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا كارين باس، إنها تعتقد أن أعمال العنف التي اندلعت في كينوشا ليلة الثلاثاء كانت “مروعة للغاية” بعد إطلاق الشرطة النار الذي تم تصويره أيضًا على شريط فيديو.

قالت عن ريتنهاوس: “فكرة أننا سنرى ذلك الشاب الذي يحمل بندقية يسير باتجاه الشرطة ولم يفعلوا شيئًا وقد قتل شخصين، ويبدو أن رئيس إنفاذ القانون في اليوم التالي يلوم الناس على الخروج بعد حظر التجول، 90 ٪ من الاحتجاجات في كينوشا كانت سلمية”.

فتحت الحكومة الفيدرالية تحقيقاً بشأن الحقوق المدنية في إطلاق النار، وبعد ما يقرب من خمسة أيام من الصمت، قال ترامب، إن صورة بليك التي أطلقت عليها الشرطة “لم تكن مشهداً جيداً”.

وعلقت باس على خطة ترامب للسفر إلى كينوشا: “أعتقد أن هذه الزيارة لها هدف واحد وهدف واحد فقط وهو إثارة الأمور”.

ربما يعجبك أيضا