بحلول 2025.. هل تصبح الهواتف الذكية من الماضي؟

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

إذا كنت ممن يشترون الهواتف الذكية وتظل معهم لعدة سنوات، بإمكانك الحصول على هاتف ذكي قبل نهاية 2020 ليكون آخر هاتف تشتريه من هذه الفئة، لتشتري في عام 2025 واحداً أو أكثر من أجهزة عصر “ما بعد الهواتف الذكية”، التي في الأغلب ستكون من دون شاشة، وتعمل بالذكاء الاصطناعي كاملة وقابلة للارتداء، فقريباً سيصبح الأمر مجرد ذكرى نرويها للأجيال القادمة عن هواتف ذكية كانت موجودة فيما مضى.

الإنسان والآلة

في عام 2017 أعلن “إيلون ماسك” عن شركته الجديدة “Neuralink” لأوّل مرّة والتي تهدف إلى زرع الكمبيوتر بدماغ الإنسان مباشرةً عبر وصلاتٍ عصبيّة “neural lace” وهي تقنية ما زالت في مهدها الأوّل، فهي ستجعل الإنسان والآلة شيئًا واحدًا.

فإن افترضنا نجاح تلك التجربة -والعديد من العلماء والمختصّين يعتقدون أنّها ستنجح- فستكون تلك نقطة النّهاية الحتميّة للهواتف الذكيّة بكلّ تأكيد. ففي الوقت الذي استطاع فيه الهاتف الذكيّ أن يصلنا بالمعلومة والإنترنت والعالم الرّقمي، وقام الواقع المُعزّز بوضع تلك المعلومة أمام أعيننا مباشرةً، فالوصلات العصبية neural lace ستضع تلك المعلومة في دماغنا مباشرةً لتغلق تلك الفجوة نهائيّاً بيننا وبين الآلة.

لذا فنهاية وموت الهواتف الذكية ستكون نهايةً عصرٍ وظهور آخر مختلف جذريًّا ومُخيف وغريب جدًّا. فإن منحتنا الهواتف الذكيّة القدرة على الحصول على المعرفة والمعلومة ووسّعت قدراتنا لتتخطّى ما منحتنا الطبيعة، فإنّ تعزيز الإنسانِ رقميّاً في المستقبل سيجعله خارقاً.

هذه التقنية حقيقيّة فعلاً، وفي يوليو من العام الماضي أعلن “ماسك” أن التجارب على الفئران كانت ناجحةً جدّاً، وستبدأ التجارب على البشر في هذا العام.

ساعة رقمية

تتوقع كبرى الشركات التكنولوجية في العالم “انقراض” الهاتف الذكي وبدأت بالفعل في الإعداد لمرحلة “ما بعد الهاتف الذكي، حيث تعمل شركة  IBM الأمريكية لتصنيع الحواسب الآلية، منذ أكثر من ثلاثة أعوام على تطوير ساعة رقمية قابلة للطي يمكن تحويلها إلى هاتف ذكي أو جهاز تابلت، وبالتالي القدرة على تحديد الحجم المطلوب للشاشة بما يتناسب مع الوظائف المطلوب تأديتها. ولم يُكشف عن هذه الخطط إلا في العام الماضي، لتسارع المواقع المتخصصة في الأجهزة الإلكترونية، بعمل نموذج تخيلي لشكل الساعة الرقمية المقترحة حيث ستبدو كساعة يد أكثر سمكا من الساعة العادية لوجود أجزاء الشاشة القابلة للطي أسفل الشاشة الرئيسية للساعة.

ويتوقع الخبراء وفقا لموقع “وين فيوتشر” الألماني، أن يحل هذا الابتكار، محل الهاتف الذكي في المستقبل القريب. لكن هذا لا يمنع أن بعض الآراء ترى أن هذه الأفكار غير عملية ولن تخرج عن نطاق “الأفكار الطريفة والمثيرة للاهتمام” مؤكدين على وجهة نظرهم بالحديث عن ظهور فكرة الساعة الرقمية القابلة للتحول لهاتف ذكي لأول مرة في عام 2016 وعدم الحصول على موافقة الشركة الأمريكية لتنفيذها سوى مؤخرا. وفقا لموقع “بوكيت لينت”.

جدير بالذكر، أن شركة IBM الأمريكية ليست أول من يقدم فكرتي الساعات الرقمية والهواتف القابلة للطي، فشركات كبرى مثل آبل قدمت بالفعل نسخهم من الساعات الرقمية منذ عدة سنوات، كما عرضت سامسونج هاتفها القابل للطي بالأسواق، إلا أنه يعاني من مشاكل فنية عديدة.

المستقبل القريب

في عام2017 تحدثت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عما وصفتها بمرحلة ما بعد “الهواتف الذكية”، وقالت إنه ربما خلال فترة ليست بالقريبة جدا، ولكنها في الوقت نفسه ليست بعيدة، ستنتهي تلك الأجهزة كما انتهى جهاز الفاكس وغيره.

تقول الصحيفة: “إننا لا نخطئ عندما نقول إنه خلال عقد من الزمن ستختفي مرحلة الهواتف الذكية، أي بحدود عام 2027″، مشيرة إلى الجهود الكبيرة المبذولة من قبل شركات التكنولوجيا مثل “إيلون موسك” و”مايكروسوفت” و”فيسبوك” و”أمازون” وغيرها، وغيرها من الشركات الناشئة، في محاولة تطوير البدائل عن الهواتف الذكية.

وأضافت الصحيفة: “عندما تختفي حقبة الهواتف الذكية، فيعني ذلك أنه ستحصل أمور غريبة لكل شخص، ليس على المنتجات الشخصية، بينما طريقة عيش المجتمع”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مع صعود الهواتف الذكية اختفت الأجهزة الكبيرة مثل “الحاسوب الشخصي” وحتى أجهزة اللابتوب الكبيرة المرتبطة بكثير من الإكسسوارات، مثل الفأرة ولوحة المفاتيح والشاشات الكبيرة.

يقول مهندس البرمجيات في شركة مايكروسوفت، أليكس كيبمان: “أجهزة الواقع الافتراضي يمكن أن تكون بديلة للهواتف الذكية والتلفزيون، وأي شيء آخر مع شاشة، وفي الوقت نفسه، الأجهزة الإلكترونية الحديثة مثل “إيكو” لأمازون أو “أيربودس” في أبل، ستصبح مع الوقت أكثر أهمية في هذا العالم”.

وأضافت الصحيفة: “بعبارة أخرى، فإن الأجهزة الحديثة سوف تخطف حواسك، أكثر مما تم من قبل، نظرك وسمعك بالتحديد.. الأمر مخيف حقا”.

مسيرة الموت

نشر موقع “businessinsider.com” المتخصص في التقنية، تحليلاً أعده “مات وينبرغر”، حول “عصر ما بعد الهواتف الذكية”، في تحليله ما وصفه بالمسيرة البطيئة لموت الهواتف الذكية، فعلى المدى القصير، تحولت الهواتف الذكية نحو اكتساب خواص الحاسبات المكتبية والمحمولة والكاميرات الرقمية، وقدمت وظائف كانت تقوم بها لوحات المفاتيح والماوس، وغيرها من ملحقات الحاسب، ثم تحسنت شاشاتها على نحو مذهل، وأضيفت إليها المساعدات الرقمية الصوتية، وخواص تمكنها من العمل مع سماعات الواقع الافتراضي.

وعلى المدى المستقبلي البعيد، ستختطف الأجهزة الجديدة حواسك، أكثر مما تفعل الهواتف الذكية بالفعل، مع نظرك وسمعك، ويمكنك التفكير على سبيل المثال في عالم لا يتم التحكم فيه من خلال ما تقرأه على شاشة هاتف، بل من خلال ما تراه في العالم من حولك، ليصبح عالماً تمتزج فيه الحياة الحقيقية مع التقنية بشكل أكثر سلاسة. وتَعِد شركات التكنولوجيا الكبرى بأن هذا المستقبل يعني عالماً به عدد أقل من الانحرافات التكنولوجية، والمزيد من التوازن، من خلال أجهزة جديدة، وليس الهواتف الذكية.

شيء واحد على الأقل

كلُّ تلك التقنيات التي في المستقبل ستتطلب منك أن ترتدي مجموعة أجهزةٍ أو جهازًا واحدًا على الأقل، كالنظارات الذكيّة. وهي مشكلةٌ بحدِّ ذاتها حيث سيكون أمراً مزعجاً أن ترتدي نظاراتٍ أو خوذةٍ للواقع المعزز ومجموعة كبيرة من الأدوات كالساعة والسوار وغيرها كل الوقت. ولحلّ هذه المشكلة يذهب العلم باتجاهٍ مجنونٍ وغير متوقّعٍ وأبعد من خيالنا.

ربما يعجبك أيضا