تبعات تسميم نافالني.. هل توقف ألمانيا خط أنابيب نورد ستريم 2؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

إبان تأكد تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”، تعالت الأصوات الأوروبية بشأن ضرورة ممارسة أقصى الضغوطات على روسيا، لا سيما مبيعات الغاز التي تعد عصب اقتصاد موسكو، وبما أن نورد ستريم 2 يعد من أهم إمدادات الغاز إلى ألمانيا ومنها إلى أوروبا الذي من المفترض بدء تشغيله نهاية العام الجاري، فهل تصعّد برلين تهديداتها على روسيا بشأن أزمة نافالني بوقف العمل بالمشروع أم ستطغى الاتفاقيات الاقتصادية على الخلافات السياسية؟

دعوات لرد أوروبي حاسم

قال نوربرت رويتجن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الألمانية، إنه يجب أن يكون هناك رد أوروبي فعال وحاسم بعد أن خلصت التحقيقات الألمانية إلى أن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني قد سُمّم بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”.

وقال رويتجن، عضو حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم، “يجب أن نتبع سياسات صارمة، ويجب أن نرد باللغة الوحيدة التي يفهمها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين – وهي مبيعات الغاز”.

ويرقد نافالني في حالة حرجة بقسم العناية الفائقة في مستشفى ألماني بالعاصمة برلين، ويذكر أن غاز نوفيتشوك سم طوّره السوفيات نهاية الحرب الباردة ويمكن استخدامه كمسحوق ناعم للغاية أو على شكل سائل أو بخار.

واستخدم ضد سكريبال في بريطانيا عام 2018، في إطار محاولة اغتيال تعتقد دول غربية أن الكرملين أمر بتنفيذها، وهو أمر تنفيه روسيا.

ومرض نافالني بعدما صعد على متن طائرة في سيبيريا الشهر الماضي، حيث أشار مقرّبون منه إلى اشتباههم بأنه تناول كوب شاي احتوى على مادة سامة في المطار.

وقالت الحكومة الألمانية يوم الأربعاء إن معملًا عسكريًا ألمانيًا قدم “أدلة قاطعة” على تسميمه بمادة نوفيتشوك. ونفت موسكو ضلوعها في تسميم نافالني المنتقد منذ فترة طيلة لحكم بوتين.

الكرملين برفض الاتهامات الغربية

رفض الكرملين، الخميس، التهم الموجهة لموسكو بالوقوف وراء تسميم زعيم المعارضة أليكسي نافالني، في وقت تزايدت الدعوات لتحرّك دولي بعدما قالت ألمانيا إنه تعرّض للتسميم بمادة “نوفيتشوك”.

ويطالب القادة الغربيون موسكو بتوضيحات بعدما أعلنت برلين الأربعاء عن وجود “أدلة قاطعة” على أن معارض الكرملين البالغ 44 عاما تعرّض للتسميم بواسطة غاز الأعصاب.

هل يتوقف نورد ستريم2؟

من شأن أي أزمة جديدة في العلاقات مع الغرب أن تهدد كذلك مشروع “نورد ستريم 2” لمد خط أنابيب غاز بكلفة عشرة مليارات يورو (11 مليار دولار) على وشك أن يتم استكماله في قاع بحر البلطيق والذي يتوقع أن يضاعف شحنات الغاز الطبيعي الروسية إلى ألمانيا.

وتأجّل المشروع لشهور بعدما تحرّكت واشنطن لفرض عقوبات جديدة على الشركات المنضوية في “نورد ستريم 2” على خلفية المخاوف حيال تزايد النفوذ الروسي، وأعربت ألمانيا عن غضبها حيال الخطوات الأمريكية معتبرة أن واشنطن تتدخل في شؤونها الداخلية.

لكن صحيفة “بيلد”، الأكبر في البلاد، دعت الخميس إلى تعليق المشروع، مشيرة إلى أنه “ما لم تتوقف الحكومة (الألمانية) عن أعمال بناء نورد ستريم 2، سينتهي بنا الأمر قريبا إلى تمويل هجمات نوفيتشوك التي يقوم بها بوتين”.

ورفض بيسكوف هذه الدعوات التي وصفها بأنها “تصريحات عاطفية” قائلا إن المشروع “يصب في مصلحة روسيا وألمانيا والقارة الأوروبية بأكملها”.  

من جانبها، وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن النتائج التي تم التوصل إليها بشأن تسميم نافالني بنوفيتشوك تثير “أسئلة جدية للغاية بإمكان روسيا وحدها، بل ويتعين عليها، الإجابة عنها”. 

يشار إلى أن خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” يؤدي دورًا مهما لصالح الاقتصاد في ولاية مكلنبورج-فوربومرن الواقعة شمالي ألمانيا، حيث من المقرر شحن أنابيب خطوط الغاز بحرًا من الميناء، كما سيصل الغاز الروسي إلى ساحل لوبمين بالولاية.

 

ربما يعجبك أيضا