أنقرة وأثينا في صراع دائم.. وبادرة الناتو ماتت في مهدها

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

تبادلت تركيا اليونان الجمعة، التهديدات بعدما قال رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن على تركيا الكف عن “تهديداتها” قبل عقد أي محادثات برعاية حلف شمال الأطلسي بشأن خفض التوتر في شرق المتوسط.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو -خلال مؤتمر صحفي في أنقرة- “هذا يظهر الوجه الحقيقي لليونان.. لا تريد الحوار”. 

وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس الخميس، أن المسؤولين اليونانيين والأتراك “اتفقوا على الدخول في محادثات تقنية في مقر الحلف لوضع آلية من أجل منع وقوع أي نزاع عسكري وخفض احتمال وقوع حوادث في شرق المتوسط”. 

عودة أجواء التوتر

بعد كلام الأمين العام لحلف الناتو عن “اتفاق” للانخراط بمحادثات تقنية لمنع وقوع أي مواجهة عسكرية، عادت أجواء التوتر لتخيم على شرق المتوسط. هذا في الوقت الذي دخل فيه الرئيس القبرصي على خط الخلاف مندداً بـ”عدوانية” تركيا. 

اتفاق الناتو

ويسعى المجلس الأوروبي جاهداً من أجل عقد مؤتمر متعدد الأطراف للمساعدة في تحفيف حدة التوتر في المنطقة، وقال رئيس المجلس شارل ميشيل إنه طرح فكرة عقد المؤتمر على تركيا وشركاء آخرين.

وأضاف رئيس المجلس الأوروبي: “لا أقصد أن لدينا إجابة واضحة بنعم، لكن  ليس لدينا رد فعل سلبي على عقد المؤتمر”. وتابع بالقول: “نحن بحاجة إلى مزيد من الاستقرار والقدرة على التنبؤ”، وذلك بعد خروج تصريحات في الأيام الأخيرة بالتهديد بالحرب واستمرار فشل المحاولات الرامية لإجراء مفاوضات.

نزاع مستمر

وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت أن أنقرة مستعدة للحوار حول أزمة شرق المتوسط دون شروط مسبقة، مؤكدة دعم الجانب التركي لمبادرة الأمين العام لحلف الناتو لتخفيف التوتر شرق المتوسط، وأضافت أنها تتوقع من اليونان استجابة لهذه الدعوة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد رحب يوم الخميس، بجهود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في سبيل حل المشاكل التي تسببت بها اليونان وداعموها، في شرق المتوسط.

وتخوض تركيا واليونان نزاعا بشأن مطالب بالسيطرة على احتياطات غاز طبيعي محتملة في المنطقة، بناء على وجهات نظر كل بلد عن مدى جرفه القاري، وكانت تركيا قد نشرت سفينة الأبحاث “أوروتش رئيس” وسفنا حربية في المياه المتنازع عليها في 10 أغسطس الماضي ومددت المهمة مرتين.

وردت اليونان على الخطوة التركية بإجراء مناورات بحرية مع العديد من الحلفاء في الاتحاد الأوروبي والإمارات في منطقة ليست بعيدة عن تدريبات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي. 

ويراقب الاتحاد الأوروبي الخلافات المتصاعدة بقلق متزايد، وحث تركيا مرارا على وقف أنشطة التنقيب، كما هدد بفرض عقوبات على أنقرة إذا رفضت حل النزاع من خلال الحوار. وتتهم اليونان، بدعم من الاتحاد الأوروبي، تركيا بالقيام بأعمال عدائية والتعدي على حدودها البحرية.   

على خط الأزمة  
من جانبه دخل الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الجمعة على خط الخلاف مندداً بـ”عدوانية” تركيا التي قال إنها تخفي “نية للسيطرة على المنطقة برمتها”.  

وقال أناستاسيادس -في مقابلة مع وكالة فرانس برس- “لذا نشهد توتراً متزايداً والوضع القائم متفجر جداً ويثير القلق”. وحض تركيا على الموافقة إما على عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وإما على تحكيم دولي.

يتنافس البلدان عضوا الناتو تركيا واليونان على مصادر الطاقة في البحر المتوسط، وخلال السنوات الأخيرة، تم اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز قبالة سواحل قبرص، مما دعا الحكومة القبرصية واليونان وإسرائيل ومصر إلى التعاون من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من تلك المصادر. 

وفي إطار الاتفاق، سيتم تحويل إمدادات الطاقة إلى أوروبا عبر خط أنابيب بطول 2000 كيلومتر في البحر المتوسط. ومن ناحيتها، كثفت تركيا العام الماضي عمليات التنقيب غربي قبرص (وهي تنقسم لشطرين منذ عام 1974، ولا يحظى شطرها الشمالي الخاضع لسيطرة تركيا سوى باعتراف أنقرة). وقد أحيت تركيا هذا الأسبوع الذكرى الـ46 لسيطرتها على شمال قبرص، ولطالما أكدت أنقرة على ضرورة تقاسم الموارد الطبيعية للجزيرة.

ربما يعجبك أيضا