العالم يحتفي بـ”يوم العمل الخيري”.. والإمارات نموذج مُلهم للإنسانية والعطاء

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

في كل يوم تخضع الإنسانية لاختبارات عدة سواء على صعيد الأفراد بعضهم البعض أو على الصعيد الدولي، حيث العالم المضطرب والمليء بالنزاعات والكوارث والأزمات الإنسانية.

وتعزيزًا لروح التضامن العالمي وللبقاء على قيد الإنسانية، أقرت الأمم المتحدة يوم 5 سبتمبر كل عام، كيوم عالمي للعمل الخيري، بهدف توعية وتحفيز الأفراد والمنظمات على مساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.

ويكتسب اليوم العالمي للعمل الخيري هذا العام أهمية استثنائية، نظرًا لتزامنه مع أزمة انتشار فيروس “كورونا” التي عصفت بالعالم وتسببت في إلحاق أضرار جسيمة ببعض الدول على كافة المستويات.

ذكــرى وفاة الأم تيريـــزا

تم اختيار الخامس من سبتمبر من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريمًا للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدًا للسلام العالمي.

الأم تيريزا اسمها آغنيس غونكزا بوجاكسيو، وهي راهبة ألبانية الأصل، ولدت عام 1910 وانتقلت للعيش في الهند عام 1928 وكرست حياتها لخدمة الفقراء والمهمشين والضعفاء حتى وفاتها في الخامس من سبتمبر 1997.

حصلت على عدة جوائز وأوسمة، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام عام 1979 اعترافا بجهودها الإنسانية وامتنانا بأعمالها الخيرية التي انتشرت في جميع أرجاء العالم.

تعزيز الأواصر الاجتماعية

ويتيح العمل الخيري فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولاً ومرونة، من خلال قدرته على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، وعلى دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال وغيرها.

إضافة إلى دوره في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلا عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع.

الإمارات والعمل الخيــري

وبمجرد حديثنا عن العمل الخيري، يخطر على الأذهان سريعًا دولة الإمارات وما تقدمه في هذا الصدد من أعمال إنسانية جليلة لخدمة البشرية دون تفرقة.

وتشارك دولة الإمارات، العالم احتفاله بهذا اليوم وفي سجلها تاريخ حافل في مجال العمل الخيري والإنساني، أسهمت خلاله في تخفيف معاناة المحتاجين ومد يد العون والمساعدة لكل شعوب العالم.

مواجهة تداعيات “كورونا”

ضربت دولة الإمارات أروع الأمثلة في التضامن، خلال أزمة فيروس كورونا، حيث وقفت إلى جانب المتضررين في مواجهة تداعيات الجائحة، وقدمت كافة أشكال الدعم والإغاثة لهم.

ووصلت طائرات المساعدات الإماراتية إلى كل أنحاء المعمورة، كما شكل تعاونها الوثيق مع منظمة الصحة العالمية عاملًا حاسمًا في تسريع عملية الاستجابة الدولية لمكافحة انتشار الفيروس.

الجهود الإماراتية لم تتوقف عند هذا الحد، بل شملت إعادة رعايا الكثير من الدول الشقيقة والصديقة العالقين خارج أوطانهم أيضا، إذ أتاحت لهم فرصة الرجوع إلى بلادهم سالمين، كما استضافت مجموعة منهم في مدينة الإمارات الإنسانية، ووفرت للمرضى منهم الرعاية الطبية اللازمة.

أكبر جهة مانحة للمساعدات

احتلت دولة الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياسًا إلى دخلها القومي، بنسبة بلغت 1,31% من إجمالي دخلها وهي ضعف النسبة العالمية المطلوبة والتي حددتها الأمم المتحدة بـ 0.7%.

ويعمل في الإمارات ما لا يقل عن 45 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وجمعية خيرية تمد يد العون للمحتاجين في مختلف دول العالم، وتولي أهمية قصوى لتوفير الحماية للعاملين في هذا المجال وتوفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية في العالم.

الهلال الأحــمر الإمــاراتي

وتعد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أحد أبرز المؤسسات الخيرية الإنسانية في الدولة التي راكمت خلال 37 عامًا من تاريخ تأسيسها رصيدًا زاخرًا بالإنسانية والعطاء والتضامن مع شعوب العالم المحتاجة.

وتكفل الهيئة أكثر من 114 ألف يتيم داخل الإمارات وفي 25 دولة حول العالم، فيما يستفيد من برامجها ومشاريعها الرمضانية ما يزيد على 11 مليون شخص في 80 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.

كما تعد مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية من أبرز المؤسسات الخيرية التي ساهمت في تعزيز مكانة الإمارات على خارطة العمل الإنساني إقليميًا وعالميًا.

ربما يعجبك أيضا