إصابات متزايدة ومضاعفات خطيرة.. كورونا يأخذ منحًى جديدًا في الأردن!

حسام السبكي

حسام السبكي

رغم الاستقرار النسبي الذي شهدته الأردن، خلال الأشهر الماضية، خاصةً بالنسبة للتعامل مع جائحة كورونا، وتحديدًا بعد سلسلة من الإجراءات القاسية، بفرض الحظر الكامل بطوال البلاد وعرضها، في أوج الأزمة، ما جعل المملكة حينها تتغنى بأنها من أقل الدول التي شهدت تفاقمًا وتدهورًا لحالة مواطنيها، وبالأخص مع تفشي الفيروس، كما شهدنا في العديد من الأمم الأخرى حول العالم، حتى تفاجأنا بعودة الأزمة مجددًا، وجاءت الأرقام اليومية للمصابين بالعشرات، على عكس المتوقع!.

ليس هذا فحسب، فقد تحدثت السلطات خلال الساعات القليلة الماضية، عن ظهور مضاعفات خطيرة على مصابين بالفيروس التاجي، مع توقعات بتزايد الظاهرة إلى حالات مماثلة على نحو موسع.

البيان اليومي

كشفت أحدث إحصائيات وزارة الصحة في الأردن، عن تسجيل البلاد  52 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 2353 إصابة.

وأفادت وزارة الصحة الأردنية -في بيان، عبر حسابها على “تويتر”- أن حالات الإصابة الجديدة تعود لـــ8 أردنيين قادمين من الخارج، وحالة لسالق شاحنة أردني قادم عبر الحدود، و43 حالة محلية سُجلت في عمّان والزرقاء والبلقاء وإربد، مشيرة إلى تسجيل 24 حالة شفاء ليرتفع عدد حالات الشفاء إلى 1703 حالات شفاء.

مضاعفات خطيرة

في نبأ غير سار، أعلنت السلطات الصحية في الأردن، أن 5 مصابين بفيروس كورونا المستجد، حالتهم “خطرة جدا”، 3 منهم يعانون من فشل كلوي.

وقال مدير مستشفى الأمير حمزة عبدالرزاق الخشمان -بحسب “وكالة الأنباء الاردنية (بترا)”، صباح السبت- إن 3 حالات منهم يبلغون من العمر (34، 40، 50) عاما، ولم يكونوا يعانون من أمراض مصاحبة، وليس لديهم سجل مرضي سابق، وتم إدخالهم إلى المستشفى بحالة جيدة، ثم بدأت تظهر عليهم مضاعفات خطرة، والتهاب رئوي حاد، وبالتالي اصيبوا بفشل كلوي، ما اضطر المستشفى إلى إجراء غسيل كلى لهم.

وبيّن أن تدهور الحالات السليمة والصغيرة نسبيا مؤشر خطير، مشيرا إلى أنه من المتوقع ازدياد عدد الحالات الخطرة في الساعات والأيام القليلة المقبلة.

وحول حالات الشفاء، قال الخشمان: إن المصاب بعد أن يمر عليه 12 يوما من دون ظهور أعراض، يبقى في المستشفى 5 أيام إضافية، ثم يخرج بغض النظر عن نتيجة فحص “بي سي آر” بسبب بقاء الفيروس الميت في جسمه لعدة شهور، حيث يتبين ذلك بفحص الصبغة الجينية “آر أن إيه” للمريض، وأن المريض يصبح غير معد في هذه الحالة.

ودعا مدير مستشفى حمزة، المواطنين إلى عدم التشكيك بوجود وخطورة فيروس كورونا، والالتزام بالتباعد الجسدي وعدم التجمع وغسل اليدين وارتداء الكمامات واستخدام المعقمات.

وعلى ذكر الوضع الخطر للفيروس المستجد، في المملكة الهاشمية، قال الناطق باسم اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور نذير عبيدات: إن الأردن على مفترق طرق حيث لم يتعد المرحلة الثالثة في سرعة انتشار المرض، موضحا أن المرحلة الرابعة هي الانتشار المجتمعي للوباء وفي حال ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا بشكل متزايد خلال أربعة أو خمسة أيام قد نصل إلى المرحلة الرابعة.

وأضاف عبيدات -خلال استضافته في برنامج “يسعد صباحك”، الذي بثه التلفزيون الأردني- أن الأردن حاليا في المرحلة الثالثة وهي مرحلة البؤر، وفي هذه المرحلة نشهد ارتفاعا في عدد إصابات كورونا عن الحد الذي اعتدنا عليه قبل نحو أسبوعين، موضحا أن هذه البؤر مسيطر عليها حيث نعرف المخالطين ونتتبعهم ونفحصهم، لكن إذا ازدادت البؤر وتضاعفت الحالات لأيام متتابعة نكون قد دخلنا في مرحلة الانتشار المجتمعي.

وأكد عبيدات، حتى في حال الوصول إلى المرحلة الرابعة في الأردن سيبقى العمل مستمرا وصولا إلى خفض عدد الإصابات وإعادتها إلى التناقص لحد تستطيع مؤسساتنا الصحية التعامل معه بما لا يشكل تحديًا لها.

الوضع في المدارس

ومع وجود الأزمات، تكثر الشائعات، حينها يتوجب تدخل السلطات بشكل مباشر، لوضع الأمور في نصابها الصحيح، في هذا السياق، في مصدر مسؤول في وزارة الصحة، السبت، دقة الأخبار المتداولة بشأن طلب الوزارة تطعيم طلاب المدارس بلقاح فيروس كورونا حال توفره.

وأكد المصدر بحسب ما أوردته “وكالة الأنباء الأردنية (بترا)”، أن الأطفال والشباب ليسوا ضمن الفئة المستهدفة حال توفر المطعوم، وإنما سيوفر للفئات الأكثر عرضة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وَبخصوص الأشخاص الذين وصلتهم تنبيهات عبر تطبيق أمان، أوضح المصدر أن مستشفى البشير بدأ منذ عشرة أيام استقبال عشرات المخالطين وإجراء فحص مجاني لهم، مشيرا إلى عدم صحة الفيديو المتداول على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية.

وناشد المصدر المؤسسات الإعلامية توخي الدقة والحذر في التعامل مع أية معلومة، والتأكد من المصادر الرسمية خوفا من تضليل الجمهور.

وفيما يتعلق بحظر التجول يوم الجمعة، بين المصدر أن لجنة الأوبئة توصي بالحظر فقط، ولا تتخذ قرارا بذلك، وأن الحكومة تنتهج أفضل الممارسات العالمية في الموازنة بين صحة المواطنين وتحريك عجلة الاقتصاد.

ربما يعجبك أيضا