رغم جهود «مصطفى أديب».. «الثنائي الشيعي» يعطل تشكيل الحكومة اللبنانية

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

رغم بدء رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب، استشارات نيابية مع القوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، بعد تكليف الرئيس اللبناني ميشال عون، إلا أن مصطفى أديب، لم يتمكن من تشكيل حكومة التكنوقراط التي وعد بها حتى اليوم بسبب تعنت “الثنائي الشيعي” الممثل في حركة أمل ومليشيا “حزب الله” اللبنانية ومعهم جبران باسيل زعيم التيار الوطني الحر، فتلك القوى تسعى لفرض إرادتها على الحكومة اللبنانية الجديدة بشكل “فج” وغير مقبول ممن كافة القوى السياسية في لبنان.

صحيح أن أديب حصل على تأييد زعماء السنة في لبنان ممثلين في 4 رؤساء وزراء سنة وعلى رأسهم رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، وكذلك تأييد مفتي الجمهورية اللبنانية.

رئيس الوزراء المكلف، قرر أن تكون الحكومة الجديدة “تكنوقراط” أي من الاختصاصيين، خصوصا أن الدولة اللبنانية عانت من الأزمات بسبب عدم تخصص الكثير من الوزراء الذي كانوا يعينون في بعض المناصب تبعا لطائفتهم وليس لتخصصهم.

ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة في 10 أغسطس/ آب، بعد أن حلت منذ 11 فبراير/ شباط الماضي محل حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

مصطفى أديب

بدوره، قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف، الدكتور مصطفى أديب، إنه لمس خلال الاستشارات النيابية، مع التكتلات النيابية والنواب المستقلين، وجود رغبة للتعاون والإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل مواجهة التحديات والتعامل مع الأزمات التي يمر بها لبنان، جاء ذلك خلال تصريحات من داخل قصر بعبدا الجمهوري، عقب اجتماع عقده مع الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث أطلعه “أديب” على أجواء الاستشارات النيابية التي أجراها في سبيل تشكيل الحكومة.

فيما قالت مصادر إن إصرار أديب على تطبيق مبدأ المداورة في توزيع الحقائب على الطوائف بات يلقى كل تأييد، وأكدت أنه ليس هناك من مشكلة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يمانع بتخلي الثنائي الشيعي عن وزارة المالية شرط أن يصار إلى تحقيق التوازن في إعادة توزيع الحقائب على قاعدة النأي بها عن الاحتكار.

واعتبرت أن استعداد الثنائي الشيعي بتخلّيه عن وزارة المالية من شأنه أن يُسقط ما يمكن أن يتذرّع به هذا الفريق أو ذاك لجهة إصراره على احتكار حقيبة معينة وكأنها مطوّبة له، وقالت إن الثنائي الشيعي على تواصل مع زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وإن المعاونَين السياسيين للرئيس بري النائب علي حسن خليل، وللأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حسين خليل، التقيا به أمس انطلاقاً من تقدير لدوره إلى جانب رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام في تسميتهم لأديب واستعدادهم لتسهيل مهمته بلا شروط.

تيار المستقبل

من جانبه، أشار القيادي في “​تيار المستقبل​” ​مصطفى علوش​، في حديث تلفزيوني، أن “​الثنائي الشيعي​ في ​لبنان​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب ​جبران باسيل​ يسعون لفرض ​المحاصصة​ على ​الحكومة اللبنانية​ المقبلة”، مشيراً إلى أن “ارتباط رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ بحزب الله​ هو لأسباب شيعية”.

القوات اللبنانية والبطريرك

اتهم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، كلا من “حزب الله” و”حركة أمل”، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بـ”عرقلة” تشكيل حكومة جديدة.

وقال جعجع: “معيب جدًا ما يحدث على مستوى تشكيل الحكومة، رغم 200 شهيد في بيروت، و6 آلاف جريح، و10 آلاف وحدة سكنية مدمرة جزئياً أو كلياً، ومئات آلاف المواطنين من دون مأوى، وأزمة مالية اقتصادية خانقة دخلنا في شهرها الحادي عشر الآن”، وأضاف: “رغم كل ذلك عود على بدء، الثنائي الشيعي (في إشارة لحزب الله، وحركة أمل) لا يوافق، وجبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحر) يريد، ومحاصصة من هنا ومواقع نفوذ من هناك، وهلمّ جرًّا”.

وتابع جعجع: “طالما أن هذه الزمرة الحاكمة متمسكة بزمام الأمور، لا أمل يرجى”، واستدرك بالقول: “إلا أنه يسجل لرئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب، محاولاته الحثيثة حتى الآن لتشكيل حكومة متجانسة وحيادية ومستقلة واختصاصية بعيدة عن أي تأثير أو نفوذ”.

في سياق متصل، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن إنقاذ لبنان يستدعي أن يقوم رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب بتشكيل حكومة طوارئ مصغرة، خارج إطار المحاصصات السياسية التقليدية، وتكون قادرة على الإصلاح وتوحي بالجدية والكفاءة والأمل حتى تكتسب ثقة الشعب اللبناني.

الثنائي الشيعي

الثنائي الشيعي الذي كان قرر من قبل ألا يتنازل عن وزارة المالية بات يفاوض عليها، ولكن كذلك “الثنائي الشيعي” يريد أن يحتفظ بوزرائه الحاليين في الحكومة الجديدة، وهو ما يتعارض مع العقوبات الأمريكية الأخيرة التي فرضت على وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال والنقل السابق يوسف فنيانوس بسبب تورطهما في ارتكاب وقائع فساد والتآمر مع مليشيا “حزب الله”.

ربما يعجبك أيضا