“النووي إيراني”.. طهران تواصل التحدي وواشنطن تحشد الجهود الدولية للردع

حسام السبكي

حسام السبكي

يبدو أن إيران ماضية في طريقها، نحو امتلاك السلاح النووي، والذي يتوقع خبراء أمريكيون، أن طهران باتت على مقربة من تحقيق حلمها، في غضون أشهر قليلة، ما دفع الولايات المتحدة، إلى تثبيت قرارها السابق بالانسحاب من “الاتفاق المعيب”، المبرم في أبريل 2015، في عهد الإدارة السابقة للرئيس باراك أوباما، علاوة على حشد الجهود الدولية مؤخرًا، من أجل الدفع باتجاه إقرار عقوبات أممية جديدة، أكثر صرامة، تهدف لردع “المروق الإيراني”، والذي سيصب قطعًا بالخراب على منطقة الشرق الأوسط في المستقبل القريب!

الحلم الإيراني النووي

عبر مصادر مطلعة، أضحت الولايات المتحدة، على ثقة تامة، بانتهاك إيران للاتفاق النووي، ما يثبت سعيها الحثيث لامتلاك سلاح نووي.

ونقلت صحيفة “واشنطن دايلي ريبورت” عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إنهم يمتلكون معلومات حول قيام إيران بتخزين اليورانيوم المخصب، واللازم لصنع سلاح نووي في انتهاك مباشر للقيود الدولية المفروضة على استخدام طهران للمواد الانشطارية.

الخطير في الأمر، أن الخبراء النوويين توقعوا أن إيران على بعد 3.5 أشهر فقط من إنتاج أول قنبلة نووية، كما كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مضاعفة إيران لمخزونها من اليورانيوم حيث يتجاوز مخزون اليورانيوم المخصب 10 أضعاف الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي ما يؤكد اقترابها من امتلاك قنبلة نووية.

إصرار إيراني

إذا افترضنا ما سبق من معلومات وتحليلات، إنما تصب في جانب التوقعات، إلا أن الواقع الحقيقي يثبتها، وما حدث في الساعات القليلة الماضية ليس عنا ببعيد.

ففي تأكيد للخسائر التي لحقت بموقع نطنز النووي، قال علي أكبر صالحي -رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس الثلاثاء- إن إيران بدأت في تشييد عنبر في “قلب الجبال” بالقرب من منشأة نطنز النووية لإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة.

ويبدو أن الهدف من تشييد ورشة الإنتاج هذه أن تحل محل عنبر داخل المنشأة دمره حريق في يوليو/ تموز، وقالت إيران وقتئذ: إن الحريق نتج عن تخريب وتسبب في أضرار جسيمة، يمكن أن تبطئ إنتاج أجهزة الطرد المركزي المتطورة المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

ونطنز هي حجر الزاوية في برنامج التخصيب الإيراني الذي تقول طهران إنه لأغراض سلمية، وتعتقد المخابرات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بأن إيران لديها برنامج تسلح نووي سري أوقفته عام 2003، وتنفي طهران أن تكون سعت في أي وقت من الأوقات لامتلاك أسلحة نووية.

وموقع نطنز لتخصيب اليورانيوم، الذي يقع الجزء الأكبر منه تحت الأرض، هو واحد من عدة منشآت إيرانية يراقبها مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كانت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” قد ذكرت في تقريرها الفصلي الذي صدر الجمعة، أن كمية احتياطيات اليورانيوم المخصب منخفض التركيز في إيران وصلت إلى 2320 كيلوغراماً، وهو ما يزيد 10 أضعاف عن الحد الذي حدده مجلس محافظي “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

ووفقاً للاتفاق النووي، لا يُسمح لإيران بامتلاك أكثر من 203 كيلوغرامات من احتياطيات اليورانيوم منخفض التركيز، لكن إيران كانت قد أعلنت سابقاً أنها قلصت التزاماتها النووية بسبب العقوبات الأميركية.

وكان مجلس محافظي “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” في فيينا قد أصدر قراراً في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، اقترحته ثلاث دول أوروبية هي بريطانيا وألمانيا وفرنسا، يدين انتهاكات إيران النووية وعدم سماحها للوكالة بزيارة موقعين مشبوهين.

وكان هذا أول قرار حاسم لهذه المنظمة الدولية ضد إيران خلال السنوات الثماني الماضية.

مخاوف أمريكية.. وحشد دولي

المخاوف الأمريكية من التحركات الإيرانية الأخيرة، ترجمتها تصريحات لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، الذي طالب بتعامل الدول الكبرى مع الاتفاق النووي الإيراني كون “جزءًا من الماضي”، والدفع باتجاه إقرار عقوبات دولية أكثر صرامة على إيران.

فقد حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الثلاثاء، من أن مخزون إيران من اليورانيوم بلغ 10 أضعاف الحد المسموح به في الاتفاق النووي، داعيا المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات صارمة على طهران.

وقال بومبيو -في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”- إن “مخزون إيران من اليورانيوم بلغ 10 أضعاف الحد المسموح به في الاتفاق النووي”.

ودعا المجتمع الدولي إلى الانتباه من أن “الاتفاق النووي أصبح من الماضي ويجب الانضمام إلينا في فرض عقوبات صارمة على إيران”، معتبرا أن “الضغط والمحادثات الشاملة هما السبيل الوحيد لتحقيق تقدم في الملف الإيراني”.

الطريق نحو المفاوضات

بسياسة العصا والجزرة، تسعى الولايات المتحدة لتحقيق مآربها، لكبح جماح الشرود الإيراني، نحو بث الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، مع محاولة إيجاد مصلحة لإيران في ذلك، برفع العقوبات، وتخفيف الضغوط عن الاقتصاد الإيراني، الذي يئن تحت وطأة العقوبات الدولية والأمريكية في المقام الأول.

في هذا السياق، استعرضنا في شبكة رؤية في وقتٍ سابق، تقريرا حول بارقة أمل جديدة في العلاقات الأمريكية الإيرانية المتوترة منذ زمنٍ بعيد، متمثلة في وساطة سويسرية، تهدف لتحقيق مصالح الجميع، ويمكن الاطلاع على تغطيتنا من هنا

ربما يعجبك أيضا