جهود مصرية للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل

يوسف بنده

رؤية

كشف مصدر مطلع في حركة حماس أن مصر تجري وساطة جديدة بين إسرائيل وحماس بهدف التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين الطرفين.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد أوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن أسمه أن وفدا مصريا برئاسة مدير ملف فلسطين في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبدالخالق وصل إلى قطاع غزة حيث أجرى محادثات مع قيادة حماس.

ومن ثم انتقل الوفد المصري للقاء مسؤولين إسرائيليين قبل العودة إلى قطاع غزة ومنها إلى مصر الجمعة. وأكد أن الوفد الأمني المصري “يجرى محادثات مع حماس وإسرائيل يتخللها نقل رسائل” موضحا أن “حماس أبلغت بمطالبها بالإفراج عن الأسرى من محرري صفقة شاليط (الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد الإفراج عنهم في صفقة التبادل 2011) والأطفال والنساء والمرضى كخطوة أولية في مقابل معلومات عن مصير أسرى الاحتلال الإسرائيلي”.

شروط متبادلة

تأتي الجهود المصرية من أجل إبرام صفقة تبادل جزئية “مرحلية”، ما بين حركة “حماس” وإسرائيل، تقضي بالإفراج عن بضع عشرات من الأسرى المرضى وكبار السن، والنساء، والأطفال، مقابل معلومات تقدمها المقاومة حول الجنود الأسرى في القطاع، عبر “مقطع فيديو”.

وحسب تقرير صحيفة الأيام الفلسطينية، فإن الجهود المصرية منصبة على تحقيق اختراق في الملف عبر “صفقة مرحلية”، تمهد لاحقاً للتفاوض على صفقة شاملة، حيث تصر إسرائيل على الحصول على معلومات حول جنودها الأسرى في القطاع، قبل بدء التفاوض غير المباشر.

وأكدت مصادر، أن التوصل لصفقة شاملة ما زال بعيداً، رغم الوساطة القائمة حالياً، وذلك بسبب تعنت إسرائيل، ورفضه التجاوب مع شروط ومطالب حركة “حماس”، وإصراره على دفع ثمن اقتصادي وليس سياسياً، مقابل الإفراج عن الجنود الأسرى.

وأوضحت أن إسرائيل ما زالت تناور من خلال محاولة إبرام صفقة بنكهة اقتصادية، يُسمح من خلالها بتخفيف الحصار عن غزة، وإدخال مزيد من الأموال، والتوسع في تنفيذ مشروعات اقتصادية وبنية تحتية في القطاع، والسماح بإدخال مواد طبية وأجهزة ومعدات لمكافحة “فيروس كورونا”.

وأضافت المصادر: إلى جانب ذلك، قد يوافق الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق سراح بضع مئات من الأسرى من أطفال ونساء، وبعض المرضى، والأحكام الخفيفة، لاستعاده جنوده، لكن هذا الطرح كان وما زال مرفوضاً من قبل حركة “حماس”، التي تصر على مبدأ “أسرى مقابل أسرى”، وفي مقدمة ذلك إطلاق سراح “أسرى شاليت”، الذين تم إعادة اعتقالهم في الضفة الغربية، وعددهم “50 أسيراً”، كشرط قبل البدء بتنفيذ أي صفقة مستقبلية “شاملة”، على أن تشمل الصفقة إطلاق سراح أسرى من ذوي المحكوميات العالية، وفق قائمة أعدتها الحركة.

ثمن باهظ

ووفق محللين وخبراء فإن إسرائيل لا تريد دفع الثمن الذي تطلبه حماس، وقادته يعتبرون أن الموافقة على شروط “حماس” هو انتحار سياسي من الصعب جداً القبول به، لذلك فإن إبرام الصفقة مستبعد حالياً، وحتى رغم كل التدخلات، لذلك هم يحاولون إنجاز صفقة “مرحلية” بثمن “مقبول”، لمعرفة مصير جنودهم في غزة.

وكان الجناح العسكري لحركة حركة حماس”، قال: إن عدداً من الجنود الأسرى لديه أصيبوا، بفعل غارات نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال جولة تصعيد حدثت في شهر أيار من العام الماضي، دون أن يعطي المتحدث باسم الجناح المسلح أي تفاصيل إضافية.

وشهد هذا الملف مفاوضات غير مباشرة متقطعة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وغربية خصوصا ألمانية وفق مصادر فلسطينية.

وتقول حماس إنها تأسر أربعة إسرائيليين بينهم جنديان تعتقد إسرائيل أنهما قتلا خلال حرب 2014، بعد أسرهما. وشدد المصدر المطلع على الملف أن “مصر تبذل جهودا تهدف إلى الوصول لاتفاق تبادل. ونأمل أن ينجز بأسرع وقت، وهذا يتوقف على استجابة إسرائيل”.

وأشار إلى أن “مصر تبذل جهودا أيضا لإنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وإتمام المصالحة الفلسطينية”. وتعود آخر صفقة تبادل أسرى بين الطرفين إلى العام 2011 عندما أفرجت حماس عن الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته قبل خمس سنوات في مقابل ألف أسير فلسطيني.

ويعاني سكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة من حصار إسرائيلي مستمر منذ نحو 14 عاما.

ربما يعجبك أيضا