انتخابات 2020.. مؤيدو نظريات المؤامرة يراهنون على ترامب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، تستعد جماعة “كيوأنان” القائمة على نظرية المؤامرة على خوض المعركة الانتخابية بتأييدها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعم أنه يشن حربًا سرية ضد المتحرشين، وفي سبيل ذلك تقوم بترويج فيديوهات ومعلومات حصرية باطنها انتقاد معارضي ترامب والزج بهم في قضايا واتهامات ليس لها أساس من الصحة، فما هي جماعة كيوأنان؟ وما مدى تأثيرها؟ وهل ستؤثر على الانتخابات الأمريكية 2020؟.

ما هي كيوأنان؟ وكيف بدأت؟

هي نظرية مؤامرة واسعة الانتشار لا أساس لها من الصحة، تقول: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشن حربًا سرية ضد نخبة من عبدة الشيطان المتحرشين بالأطفال منتشرة في الأجهزة الحكومية والشركات ووسائل الإعلام.

ويرى المؤمنون بكيوأنان أن هذا القتال سيؤدي إلى “يوم حساب” سيعتقل فيه أشخاص بارزون، من أمثال مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون، ويعدمون.

وهذه القصة الأساسية في نظرية المؤامرة تلك، بيد أن لها العديد من التشعبات والتحويلات والمناقشات الداخلية التي تجعل من قائمة المزاعم التي تروجها كيوأنان هائلة، ومتناقضة في الغالب، ويقوم أتباعها باستخدام وقائع خبرية وحقائق تاريخية وإحصاءات ليطوروا منها استنتاجاتهم الغريبة التي يصعب تصديقها.

في أكتوبر 2017، وضع مستخدم مجهول سلسلة من المنشورات على منصة “4 تشان” التي تسمح لمستخدميها وضع صورهم ومنشوراتهم من دون ذكر أسمائهم، وقد وقّع المستخدم باستخدام حرف كيو (Q) زاعمًا أنه يمتلك ما يعرف بـ”تصريح الوصول كيو” الذي يسمح لمستخدمه بالاطلاع على معلومات أمنية سرية ومُقيد نشرها في الولايات المتحدة.

وقد أصبحت هذه الرسائل التي نشرها تعرف باسم “قطرات كيو” في إشارة إلى تسريب المعلومات السرية أو “فتات الخبز” (بريدكرامس) وهو مصطلح يستخدم لوصف تتبع بقايا الملفات الإلكترونية في أجهزة الكمبيوتر، وعادة ما تكون مكتوبة بلغة مشفرة تتخللها شعارات وأفكار مؤيدة لترامب وتعهدات بالولاء له.

علاقة ترامب بـ”كيوأنان”

وفي خضم البحث عن علاقة الرئيس الأمريكي بالحركة، فقد أشار في خطابه للصحفيين الشهر الماضي إلى أن مؤيدي نظرية المؤامرة التي تروجها جماعة “كيوأنان” التي تنامت في الولايات المتحدة، “يحبونه جدا”، على حد قوله.

وفي المقابل قام أتباع كيوأنان برفع شعاراتهم في تجمعات انتخابية لدعم الرئيس ترامب، وهي شعارات باتت تروج لها في أغلب منشوراتها لدعم المرشح الجمهوري.

ومن بين بعض المعتقدات التي يؤمن بها أنصار نظرية كيوأنان أن باراك أوباما وهيلاري كلينتون وجورج سورس وغيرهم يخططون للقيام بانقلاب عسكري، وأنهم في نفس الوقت أفراد في عصابة دولية للإتجار بالأطفال لدواعٍ جنسية.

 تبعًا لهذه الفكرة، فتحقيق مولر هو انقلاب مضاد يقوده دونالد ترامب الذي تظاهر بتواطؤه مع روسيا لضمّ المحقق روبرت مولر إلى صفّه لكي يحقق سرًّا في نشاطات الديمقراطيين.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الحركة حملة ضد منشوراتها على موقعي فيسبوك وتويتر، اللذين اتخذا إجراءات صارمة ضد حسابات وعناوين ذات صلة بنشر وتداول فيديوهات تروج لأفكار “كيوأنان” الغريبة.

مدى تأثيرها

لا شك أن ترويج جماعة “كيوأنان” لقضايا المتحرشين جنسيًا بالأطفال وارتباطها بأسماء مشهورة سيحظى بعدد كبير من المتابعين إن لم يكونوا من المؤيدين أكثر لأفكارهم والترويج لها.

ولتفعيل منشوراتها، أنشأ أتباع كيوأنان هاشتاجًا خاصًّا لتنسيق هجماتهم على أعداء مفترضين، من سياسيين ومشاهير وصحفيين يعتقدون أنهم يوفرون غطاءً للمتحرشين بالأطفال.

وهنا يرتبط مؤيدو “كيوأنان” بادعاءات كاذبة متعددة منتشرة على الإنترنت، من بينها نظرية مؤامرة غريبة تربط بين شركة أثاث أمريكية وادعاءات بالإتجار في الأطفال.

وخلال العام الماضي، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي تحذيرًا من “نظرية المؤامرة التي يروجها متطرفون في الداخل”، وصنف “كيوأنان” باعتبارها تهديدًا داخليًا محتملاً يتسم بالتطرف.

وقد اعتقل العديد من المؤمنين بكيوأنان بعد أرسالهم تهديدات أو قيامهم بأفعال في العالم الواقعي خارج عالم الإنترنت.

وفي واحدة من الحالات البارزة في عام 2018، أغلق رجل مدجج بالسلاح جسرًا فوق سد هوفر على نهر كولورادو قرب الحدود بين ولايتي أريزونا ونيفادا، وقد أقر ماثيو رايت لاحقا بالذنب بتهمة الإرهاب.

وأكّد “تويتر” أنه “يأمل في أن يؤدي الإجراء الذي اتخذه إلى منع الضرر خارج الإنترنت”، مشيراً في بيان إلى أنه “سيعلق بصفة دائمة جميع الحسابات التي تنتهك سياساته، والتي تنشر تغريدات بشأن كيوأنان”.

ومن المتوقع أن يؤثر أمر التعليق في حوالى 150 ألف حساب منتشر في أنحاء العالم، مع العلم أنه خلال الأسابيع الأخيرة أزيل أكثر من 7000 حساب بسبب الانتهاكات، وذلك وفقاً لشركة “تويتر”.

كيوأنان وانتخابات 2020

تشير الدراسات إلى أن معظم الأمريكيين لم يسمعوا بكيوأنان، لكن بالنسبة للعديد من المؤمنين بها، هي تمثل أساسًا لدعمهم للرئيس ترامب.
ففي الماضي، قام ترامب، بقصد أو من دونه، بإعادة نشر تغريدات أتباع كيوأنان، وفي الشهر الماضي قام نجله أريك ترامب بنشر صورة منشور شائع (ميم) لكيوأنان على صفحته على إنستجرام.

ترويج ترامب وعائلته لمنشورات كيوأنان يؤكد مسعاه لاستخدام مثل هذه المنصة في مواجهة خصومه لاسيما مع تزايد الانتقادات بشأن سوء إدارته لأزمة تفشي كورونا وتداعياتها.

بالإضافة إلى ذلك، يتنافس عشرات من أتباع كيوأنان في سباق الترشح للكونجرس في انتخابات نوفمبر المقبل، فالعديد منهم لا يمتلك حظوظًا جيدة للفوز ، لكن بعضهم، من أمثال: مارجوري تايلور غرين في ولاية جورجيا، يبدو أن لديه فرصة جيدة للفوز بمقعد في الكونجرس.

ربما يعجبك أيضا