هل تنجو إيران من “آلية الزناد” الأحد المقبل؟

يوسف بنده

رؤية

يقول المسؤولون الأمريكيون إن العقوبات الدولية ضد إيران ستُنفذ في إطار آلية الزناد يوم 20 سبتمبر/ أيلول الجاري، فيما يقول الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة فشلت في تفعيل “آلية الزناد”.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا)، أشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الأربعاء، في اجتماع الحكومة، إلى اقتراب الموعد النهائي لآلية الزناد، قائلا إن السبت والأحد (القادمين) سيكونان “يوم انتصار الأمة الإيرانية”.

وقد طالب عدد من النواب في مجلس الشورى الإیراني بالإسراع في مناقشة مشروع قرار مطروح بصفة “عاجل جداً” حول رد ایران على آلیة الزناد (العودة التلقائیة للحظر الأممي) في حال تفعیلها.

وقد شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، على أنه لن يُسمَح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي، كما أعلن كل من مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، وإليوت أبرامز الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، أن جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد طهران ستعود بدءًا من صباح الأحد 20 سبتمبر/ أيلول بتوقيت طهران، مساء يوم السبت 19 سبتمبر بتوقيت واشنطن.

في الوقت نفسه، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، في مؤتمر بالبيت الأبيض، مرة أخرى، الاتفاق النووي بين القوى العالمية مع إيران بأنه “رهيب” وقال إن سريان هذا الاتفاق سينتهي قريبًا.

وشدد “ترامب” أيضًا على أن الحكومة الأمريكية لن تسمح أبدًا للجمهورية الإسلامية بامتلاك أسلحة نووية.

وقبل ساعات من خطاب الرئيس الأمريكي، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو إعادة جميع العقوبات المفروضة على إيران، وفق آلية الزناد، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك روب.

وقال “بومبيو” إن “الخطوة الصحيحة الوحيدة لإدارة أوباما تمثلت في إدراج بند في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، والذي بموجبه يحق لكل دولة من الدول المذكورة في القرار إعادة جميع عقوبات مجلس الأمن ضد جمهورية إيران الإسلامية، وهذا ما نفعله”.

وحول كيفية إعادة فرض العقوبات، على الرغم من معارضة أعضاء آخرين في مجلس الأمن، شدد وزير الخارجية الأميركية على “إننا ننفذ عقوبات الأمم المتحدة كما هي، بناءً على قرارات مجلس الأمن السارية”. وقال “إن الولايات المتحدة قامت بدورها في تعزيز السلام في الشرق الأوسط”، مضيفًا “إننا نبذل قصارى جهدنا لفرض العقوبات”.

وقال “بومبيو” أيضًا إن جمهورية إيران الإسلامية هي الراعي الأكبر للإرهاب في العالم ولا ينبغي السماح لها بالمتاجرة بأسلحة الحرب. وقال إنه سيتوجه إلى الأمم المتحدة الأسبوع المقبل لفرض العقوبات بشكل دائم.

تقارب لندن مع واشنطن

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك روب، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن: “نتفق تمامًا على أنه لا ينبغي السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.

وفي مؤتمره الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، شدد وزير الخارجية البريطاني على أن بريطانيا والولايات المتحدة لديهما مخاوف مشتركة بشأن التهديد النووي وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وقال إن بريطانيا تدعم الاتفاق النووي لأسباب محددة، لكنها لا تعتبره اتفاقًا كاملًا وتريد توسيعه للتوصل إلى اتفاق شامل.

وقال وزير الخارجية البريطانية إن “باب الدبلوماسية مفتوح أمام إيران للتفاوض السلمي والمضي قدمًا، والأمر متروك لقادة الجمهورية الإسلامية في طهران لاتخاذ مثل هذا القرار واختياره”.

هذا، وتضغط بريطانيا على إيران في الفترة الحالية من أجل استعادة مواطنين بريطانيين معتقلين في إيران.

رهان على أوروبا

ذكرت صحيفة “جوان” المحافظة والمقربة من الحرس الثوري، أن الدول الأوروبية إذا لم تقم يوم السبت المقبل برفض “آلية الزناد” التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تفعيلها وعودة العقوبات الدولية على طهران، فإنها تكون بذلك قد قضت على آخر حلقة من حلقات الاتفاق النووي.

وذكرت الصحيفة أنه يتوجب على إيران في هذه الحالة إطفاء كاميرات المراقبة في منشآتها النووية وأن تشرع في تخصيب 90 بالمائة من اليورانيوم، وفي الوقت نفسه تستمر في التأكيد على استمرار بقاء الاتفاق النووي والتزامها بتعهداتها بموجب هذا الاتفاق كما تفعل الدول الأوروبية – حسب تعبير الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن الدول الأوروبية وعلى الرغم من أنها تتظاهر في العلن بأنها تعارض الإجراءات الأمريكية، فإنها عمليًا تساير العقوبات الأمريكية، معربة عن قلقها من أن تؤيد الدول الأوروبية بشكل شفهي وغير مكتوب تفعيل آلية الزناد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

كما هاجمت صحيفة “كيهان” المحافظة، الدول الأوروبية وانتقدت تصريحات المسؤولين الغربيين وتأكيدهم أن الدول الأوروبية قد فعلت أكثر مما كان عليها من أجل التوصل إلى آلية لتسهيل التبادل التجاري مع طهران عبر آلية إينستكس، واصفة هذا التصريح بـ “الوقح” و”المضحك” حيث إن الدول الأوروبية لم  تلتزم بتعهداتها مطلقًا – كما تقول الصحيفة.

وحسب تقرير قناة إيران انترنشنال، ذكرت “كيهان” أن الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي لن تشتري النفط من إيران عبر آلية إينستكس و”كل ما في الأمر هو أنها تسمح للدول غير الأوروبية بشراء النفط الإيراني، وبدل ذلك – وفي خطوة مهينة – تسمح لإيران بالحصول على الغذاء والدواء وهما قطاعان لم تشملهما العقوبات الأميركية”.

الذهاب إلى الحرب

يبدو أن واشنطن ترمي بثقلها من العقوبات على إيران؛ لإجبار طهران على العودة إلى طاولة التفاوض، وإلا سيكون الطريق مفتوحا بعد ذلك للحديث عن الحرب، والهجوم الذي تعرضت له منشآتها النووية كان نموذجًا مصغرًا لهذه الحرب.

فقد كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أنه بحسب المعلومات الواردة ، فإن انفجار نطنز كان بمثابة “تخريب مادي” يهدف إلى تحذير إيران من تجاوز الخط الأحمر.

كما ذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنها علمت بأن هذا  الانفجار تم  بهدف توجيه رسالة تظهر العزم الراسخ على وقف البرنامج النووي الإيراني.

وأضافت أن “الهدف من الانفجار هو توصيل رسالة ردع لا لبس فيها مفادها أن التقدم نحو أسلحة نووية يعد تجاوزا لبعض الخطوط الحمراء الخاصة ولن يتم التسامح معه”.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه تم إبلاغها، بأنه خلافًا لبعض التقارير، لم يكن الانفجار ناتجًا عن هجوم إلكتروني، ولكن نتيجة تخريب مادي.

وفي حالة صحة هذه المعلومات، يبدو أن واشنطن مستعدة أن تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لقصف المنشآت النووية الإيرانية، في حالة عدم استجابة طهران للضغوط من أجل التفاوض.

ربما يعجبك أيضا