هل باتت هولندا “كولومبيا أوروبا” لعصابات مافيا المخدرات؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام-  “باتت هولندا دولة مخدرة”، هكذا وصفها عمدة روزندال في محادثة مع بي إن دي، ودق ناقوس الخطر مطالبًا الحكومة والبرلمان بتحمل “مسؤوليتهم” في مكافحة جرائم المخدرات، ومواجهة الحرب القادمة ضد مافيا المخدرات، وشبّهها بكولومبيا.

واتهم عمدة روزندال الحكومة الهولندية بالتقصير، والقانون بالضعف، وأنه تحت شعار “تشريعات الخصوصية” تُرتكب الجرائم وتنتشر الفوضى ومافيا المخدرات، وقال إنها بلد تتمتع بخصوصية رائعة مليئة بالجرائم المنظمة التي تمتص شبابنا دون أن ندرك أنه يمكن أن ينتهي بهم الأمر في مثل هذه الحاوية من التعذيب، أشبه بسجن خاص بمافيا المخدرات، مستخدم فيه مواد تمنع وصول الصوت ومؤمن تماما”. وقد تم اكتشافه في إحدى ضواحي روزندال حيث يمارسون فيه تعذيب وقتل ضحاياهم، والمكان كما وصفته صحيفة دي تليغراف الهولندية، أشبه بأفلام الرعب وبأنه شبيه بالوضع في كولومبيا.

وقد ناقش العمدة الاكتشاف مع السكان المحليين. وأعرب السكان عن صدمتهم من هذا الاكتشاف وقالوا هذه الفظائع  نجدها فقط في الأفلام وفي كولومبيا.  هذا غير ممكن أن نقبله ببلادنا.

ومن جانبهم أعرب الخبراء عن دهشتهم لصحيفة دي تليجراف، يقول الأستاذ في علم الإجرام والقانون الجنائي سيريل في جنات: “يمكنك في أي حال أن تستنتج أن الجريمة المنظمة أوسع نطاقًا وأكثر عمقًا وأكثر اضطرابًا مما يعتقده أي شخص آخر”.

تاريخ شوارع هولندا المليء بدماء ضحايا مافيا المخدرات!!

حسب التقارير العديدة التي نشرتها الصحف الهولندية والأوروبية وأيضا العربية، نقدم بعض نماذج لضحايا مافيا المخدرات في هولندا.

من جانبها ذكرت صحيفة فولكس كرانت الهولندية في مايو 2020، أن مغربيا لقي مصرعه، متأثرا برصاص شبكات الإتجار في المخدرات بلاد الأراضي المنخفضة، وذلك استمرارا لسلسلة عمليات تصفية الحسابات بين شبكات المخدرات، وقد أعلنت الشرطة الهولندية وقتها، اعتقال 4 أشخاص على صلة بعملية تصفية المواطن المغربي، كما حل بعين المكان عناصر من الشرطة المركزية والشرطة العسكرية والوحدة الوطنية وخدمة التحقيق الجنائي وخدمة التدخل الخاصة للمساعدة في البحث عن الجناة.

وأشارت ذات الصحيفة إلى أن الضحية، البالغ من العمر 25عاما، يعد ثاني مغربي يقتل بهولندا في شهر مايو مضيفة أن الحادث خلف حالة من الهلع في أحد شوارع منطقة “برج سيلان”.

وبحسب ذات المصدر، فقد اعتاد سكان المنطقة على جرائم تصفية الحسابات بين عصابات الإتجار في المخدرات، مؤكدين أن أغلبها يتم ليلا، حيث تخف حملات الشرطة الليلية.

وسبق أن أحبط حراس سجن زوتفن (شرق أمستردام)، شهر يناير الماضي، محاولة هروب “وحشية وعنيفة للغاية” قام بها المغربي “عمر ل”، زعيم أخطر المافيات المغربية بالبلاد، حيث حاول مجموعة من أتباع عمر ل، المدان بالسجن المؤبد، اقتحام سجن زوتفن لمساعدته على الهروب، مما تسبب في اشتعال نيران في سيارة.

وعمدت السلطات إلى نقل “عمر. ل” على متن مروحية من زوتفن إلى منشأة آمنة تحت حراسة أمنية مشددة، كإجراء وقائي، تؤكد وزارة العدل الهولندية، وهو ذات السجن الذي يقبع فيه أخطر المجرمين المغاربة في هولندا، رضوان تاغي وويلم هوليدير.

جثة مهاجر مغربي في شقته وعليها آثار العنف

كما عثرت الشرطة الهولندية سابقا وبالتحديد يوم 3 يونيو 2015 على جثة مهاجر مغربي داخل شقة في مدينة زيست إقليم أوتريخت، وعليه آثار عنف.
واعتقلت الشرطة شخصين يشتبه في تورطهما بتصفية المغربي، وارتكاب عملية سطو مسلح شهدتها منطقة قريبة من مكان العثور على الجثة، حيث عمدا الموقوفان إلى تهديد سيدة بسلاح ناري وسرقة سيارتها، ليهربا في اتجاه أمرسفورت حيث تمكنت الشرطة من اعتقال أحدهما بعد ساعات من العملية وتشتبه الشرطة أن العملية تأتي في إطار تصفية الحسابات بين عصابات ومافيا المخدرات بهولندا والتي يتزعم أغلبها ريفيون.

وأكد شهود عيان من السكان المحليين، أنهم شاهدوا أشخاصا يخرجون من المجمع السكني الذي عثر فيه على الجثة، وقادوا سيارة بسرعة عالية إلى وجهة مجهولة.

ولم تتمكن الشرطة الهولندية من تحديد هوية القتيل في البداية ، إلا أن آخر التحريات كشفت أنه من جنسية مغربية، وله سوابق في الإتجار
بالمخدرات.

العثور على جثة مفصولة الرأس في العاصمة الهولندية أمستردام

وفي عام  2016 قالت الصحافة بالعاصمة الهولندية أمستردام، إن الشرطة عثرت صباح 8 مارس، على جثة مفصولة الرأس، داخل سيارة متفحمة بأحد أحياء المدينة. وحسب ما أفاد الإعلام نقلا عن الشرطة الهولندية، أن الجثة تعود لمواطن مغربي يبلغ من العمر 23 عاما، يدعى “نبيل أمزيب” من مافيا المخدرات، يُرجح تصفيته على يد عصابة تنشط في ترويج المخدرات. وشهدت هولندا في الأشهر الأخيرة تصفية العديد المغاربة يتزعمون عصابات تتاجر في المخدرات، حسب هسبريس المغربية.

السلطات المغربية تعثر على نصف مليون من أقراص إكستازي مهربة من هولندا

ومن جانبها كشفت المديرية العامة للأمن الوطني أن إجراءات المراقبة الحدودية المنجزة بتنسيق بين عناصر الأمن والجمارك تمكنت، من إجهاض محاولة تهريب ما يناهز نصف مليون قرص إكستازي نحو المغرب، من طرف ثلاثة أشخاص كانوا على متن سيارة مسجلة بهولندا.

وفي تعليق على هذا الموضوع، أوضح مصدر أمني، أن الخطير في أقراص الإكستازي أنها تعتبر من المخدرات التركيبية التي تُصنّع أساسا من مواد ومستحضرات كيميائية؛ ما يجعل انعكاساتها خطيرة على الصحة العامة وعلى التمييز والإدراك لدى المتعاطي. كما أن هذه المخدرات يتم تحضيرها في مستودعات سرية ببعض دول غرب أوروبا، وتحديدا هولندا، قبل تهريبها نحو المغرب بكميات كبيرة وعبر مسالك مختلفة، وهو ما يشكل تحديا حقيقيا أمام مصالح الأمن المغربية.

وشدّد المصدر الأمني على أن حجز مصالح الأمن المغربية لأكثر من نصف مليون قرص إكستازي هو مؤشر رقمي يمكن قراءته من زوايا عدة وجوانب مختلفة. فمثل هذه المحجوزات الكبيرة تُخفي وراءها شبكات منظمة في شكل “مافيا” تنشط في هولندا وتستهدف المغرب، لأن الأمر لا يتعلق نهائيا بعمل عرضي أو فردي بالنظر إلى التكلفة الباهظة لمثل هذه الكمية الكبيرة المحجوزة”.

إيران تهدد أوروبا بإغراقها في المخدرات

حسب موقع المرجع الإلكتروني في عام 2019 الماضي هدد كاتب إيراني مقرب من الحرس الثوري، بإغراق دول الاتحاد الأوروبي بالمخدرات، في اعتراف بتجارة النظام وميليشيات الحرس الثوري الإرهابية بالمخدرات وترويجها داخل أوروبا. حيث كتب رئيس تحرير صحيفة “اعتماد” الإيرانية، علي مير فتاح، مقالًا مطولًا ذكر خلاله إن: “الأوروبيين لا يريدون دفع أي تكلفة، وينتظرون إما أن يتعقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو تخضع طهران لشروط اتفاق جديد”.

وأضاف “ميرفتاح”: “إن لدى طهران أدوات للضغط على الأوروبيين، منها أن تترك مكافحة وصول المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا، حينها ستغرق أوروبا بالمخدرات، حيث يتم منعها حتى الآن بواسطة النظام الإيراني”.

اعتقال  رضوان تاغي في دبي

حسب موقع الرأي العام نشر في ديسمبر 2019 ما يفيد أن هولندا قد تسلمت المغربي رضوان تاغي (41 عاما) الذي اعتقلته السلطات الأمنية في دبي، وذلك بحسب ما أعلنته النيابة العامة الهولندية.

وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية أن تاغي الذي كان يعيش في هولندا وصل هناك على متن طائرة خاصة “لأسباب أمنية” وبرفقته عدد من عناصر الأمن الهولندي. وكانت النيابة الهولندية قد تقدمت بطلب رسمي للسلطات في دبي من أجل تسليمه. ولم يتضح بعد السجن الذي تم إيداعه فيه، وبحسب وسائل إعلام بلجيكية، فمن المؤكد أن يتم وضعه في أحد السجون شديدة الحراسة، وتحديدا في مدينة فوخت الهولندية. ويعتبر تاغي أحد أبرز المطلوبين أمنيا في هولندا وقد صدرت مذكرة دولية لتوقيفه على خلفيات ملفات تتعلق بتجارة المخدرات وعمليات اغتيال.

وقالت وكالة الأنباء البلجيكية إن رضوان أصدر أوامر بتنفيذ خمس عمليات اغتيال، وحاول تنفيذ ستة اغتيالات أخرى. وكان المغرب قد أصدر أيضا في وقت سابق أيضا طلبا بتسليمه تاغي في حال القبض عليه بأي دولة.

وذكرت صحيفة دي تليجراف الهولندية في تقرير سابق لها أنه يعيش داخل إيران ويتمتع بحرية التنقل.واتهم تاغي بضلوعه في مقتل المعارض الإيراني محمد رضا كلاهي صمدي (56 عاما) في ديسمبر 2015 في قرية ألمير الهولندية، وبلعب دور في اغتيال معارضين إيرانيين آخرين في أوروبا.

خبير سويسري هولندا نقطة رئيسية لتوزيع الكوكايين

طِـبقا لتصريحات روجي فلوري، الخبير في المخدّرات المحظورة لدى المكتب الفدرالي للشرطة السويسرية في 2006 أن حوالي 100 طن من الهيروين تعبُـر جنوب شرق أوروبا في كل عام، متّـجهة إلى غرب أوروبا، يصل 85 طنّـا منها إلى المستهلكين، وهو ما يعني إيرادات مالية تتراوح ما بين 25 و30 مليار دولار، حسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة حول المخدرات والإجرام.

سويسرا لا تتوفّـر إلا على سوق محلية صغيرة، ومع أنها ليست نقطة إعادة توزيع تقليدية على غِـرار هولندا، والتى تعد نقطة رئيسية لتوزيع الكوكايين، لكن سويسرا أصبحت بلد عبور منذ 2006 يستفيد المهرِّبون من ارتباطاته الأرضية والجوية. ويقول ليغيت “الشرطة السويسرية تُـنجز عملا جيدا فيما يتعلق بوقف البضاعة وتنجح في احتجاز كميات كبيرة، لكن البلد يظل مكانا مرغوبا جدا من طرف المهربين”.

ربما يعجبك أيضا