اليمن.. جرائم مليشيا الحوثي الإرهابية تفاقم مأساة الشعب

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

استمرت المليشيات الحوثية الانقلابية الموالية لإيران في جرائمها بحق الشعب اليمني وعبر الحدود مع المملكة العربية السعودية، فلم تلتزم بوقف إطلاق النار، الذي نادت به الأمم المتحدة والتحالف العربي والحكومة اليمينة بسبب مخاطر انتشار فيروس كورونا في اليمن، بل قامت بارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في العديد من محافظات ومدن اليمن.

واستمرت تلك المليشيات في شن العمليات العسكرية ومحاولة اقتحام مأرب ونهم وكذلك إفساد اتفاق الحديدة، وقبل أيام اقتحمت عددًا من الإذاعات اليمنية، وحتى اليوم تستغل فيروس كورونا للحصول على إتاوات من التجار والشركات على حد سواء، ودائما ما تتخذ المليشيا الانقلابية الموالية لإيران من ذريعة مواجهة الأمراض والأوبئة المنتشرة في البلاد، وسيلة لدعم خزائن قياداتها المالية، عبر إجبار التجار وعموم الشعب اليمني على دفع إتاوات مالية.

قصف المناطق السكنية

وشنت مليشيات الحوثي قصفا عنيفا على الأحياء السكنية المأهولة بالسكان في مركز مدينة حيس جنوب الحديدة، غربي اليمن، ضمن خروقاتها المستمرة للهدنة الأممية، وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن القصف الحوثي ألحق أضرارا جسيمة بمنازل المواطنين، وتسبب بنفوق حيوانات جراء الشظايا، وخلف حالة من الذعر والخوف والقلق في صفوف المدنيين جراء القصف الذي طال مساكنهم بشكل همجي وهستيري، وكانت مليشيات الحوثي قامت بتفجير مدرسة الكفاح الأساسية، التابعة لأهالي قريتي شعب بني زُهير والحُمينية، في مديرية حيس، وأقدمت الميليشيات الحوثية على تفجير المدرسة بعد أن نفذت القوات المشتركة عمليات تطهير واسعة تمكنت فيها من تفكيك عبوات ناسفة وشبكات للألغام زرعتها المليشيات في قرى المواطنين، المليشيا الانقلابية نصبت كذلك منصات صاروخية على أسطح منازل المواطنين ومرابض مدفعية في أحواش المنازل والمدارس والمساجد في كافة القرى الواقعة تحت سيطرتها شمال وشمال غرب حيس وحرمت أبناء تلك القرى من التعليم.

الحرمان من التعليم

في سياق متصل، كشفت الحكومة اليمنية عن قيام ميليشيا الحوثي الانقلابية بإغلاق 428 مدرسة، وحرمان أكثر من 52 ألف طالب من التعليم في محافظة الجوف، شمالي شرق البلاد، وقال مكتب وزارة التربية والتعليم في محافظة الجوف في بيان، إن ميليشيا الحوثي عمدت منذ سيطرتها على محافظة الجوف نهاية فبراير الماضي، إلى إغلاق 428 مدرسة، وحرمان أكثر من 52 ألف طالب من التعليم، وحمّل البيان مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن إغلاق المنشآت التعليمية في الجوف، وحرمان عشرات الآلاف من الطلاب من التعليم، لافتا إلى أن مليشيا الحوثي حولت المدارس إلى ثكنات عسكرية للدفع بالطلاب للالتحاق بجبهات القتال.

تهديد لعائلات الهاربين من المعارك

هددت مليشيا الحوثي بأشد العقوبات عائلات الأطفال الذين هربوا من ساحات القتال مع اشتداد المعارك في جنوب محافظة مأرب وشرق محافظة الجوف، وسط تأكيدات المصادر أن المئات من عناصر الميليشيا تركوا مواقعهم في مديريات ماهلية ورحبة جنوب مأرب بسبب عدم قدرتهم على مواصلة القتال أمام الجيش اليمني، وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، وفق “الشرق الأوسط”، وتواجه الميليشيا عجزاً كبيراً في المقاتلين بعد خسارة الآلاف منهم في الهجوم المتواصل على محافظة مأرب منذ أشهر عدة، وفي المعارك الدائرة في محافظة الجوف المجاورة.

كارثة خزان صافر

وقال وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، إن مليشيا الحوثي مستمرة بمنع الفريق الأممي من الوصول إلى خزان صافر رغم دعوات الحكومة والمجتمع الدولي، غير آبهة بالمآلات والتداعيات الخطيرة، ولفت الحضرمي إلى أهمية استمرار الضغوط على يليشيا الحوثي وإعداد قائمة بالقيادات الحوثية المعرقلة تمهيدا لفرض عقوبات عليها إذا لم تتم الاستجابة للدعوات المتكررة من الحكومة والمجتمع الدولي لتجنيب اليمن والمنطقة كارثة بيئية مدمرة محليا وإقليميا.

بدورها قالت السعودية في رسالة بعثتها لمجلس الأمن، إن “بقعة نفطية” شوهدت على مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب من خزان صافر العائم، تواجه خطر تسريب مليون و100 ألف برميل من الخام قبالة ساحل اليمن، وترسو سفينة “صافر” العائمة والتي توصف بأنها “قنبلة موقوتة”، ولم يجرَ لها أي صيانة منذ عام 2014، على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتحمل أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام.

الحكومة اليمنية

من جانبه، دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، المجتمع الدولي، للضغط الفاعل والحاسم على مليشيا الحوثي الانقلابية، وراعيهم في طهران لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، والتوقف عن الإيغال في إراقة الدماء، والتدمير، وإتاحة المجال لوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين، ودعا هادي في كلمة ألقاها عبر الاتصال المرئي بالدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى العمل الجاد والعاجل من أجل إنهاء الكارثة المحتملة التي يمكن أن يتسبب بها خزان النفط “صافر”، الذي ترفض مليشيا الحوثي السماح للفرق الأممية المختصة بصيانته وإصلاحه، مشددا على ضرورة عدم سماح المجتمع الدولي بتحويل الحوثيين الملف الإنساني إلى ملف لابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي، وأشار إلى أن حكومته مدت يد السلام وقدمت تنازلات وبذلت كل ما بوسعها لدعم وتسهيل جهود الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، من أجل التوصل إلى سلام دائم وشامل، لافتا إلى أن هذه الجهود قوبلت بتعنت كامل من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية، وداعميهم في النظام الإيراني، وأضاف أن مليشيا الحوثي استغلت ذلك “للحشد والتصعيد ومهاجمة المحافظات والمدن، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في العديد من محافظات ومدن اليمن، وكذا ما تقوم به هذه المليشيات الإرهابية من استهداف متكرر للمدنيين والمنشآت المدنية بالمملكة العربية السعودية، كل ذلك يعطي صورة واضحة عن نوايا هذه الميليشيات، وموقفها من السلام”، وأكد هادي أن اليمن “لن يقبل التجربة الإيرانية على أرضه مهما كانت الظروف والتحديات”.

ربما يعجبك أيضا