أمريكا ما بعد “كورونا ترامب”.. إصابات سياسية جديدة وقرارات مثيرة!

حسام السبكي

حسام السبكي

رغم حالة التعاطف الكبير، الذي أبداه الخصوم، قبل الأنصار والمحبين، لأحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية إثارة للجدل، فيبدو أن الإصابة بما وصف من قبل دونالد ترامب نفسه بـ”طاعون العصر”، لم تؤثر كثيرًا في شخصية وقرارات سيد البيت الأبيض، الذي لم يمكث ساعات داخل أروقة القصر البيضاوي، حتى سجلت إحصاءات الفيروس التاجي، إصابات جديدة من المقربين والمحيطين بالمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة 2020.

وتحت شعار “لا تخافوا من كورونا”، أكد ترامب، الذي لم يمر على إصابة بـ”كوفيد- 19″، أسبوع واحد، ويأتي قراره الخروج من المستشفى، من قبيل حفظ ماء الوجه، وحتى “لا يبدو ضعيفًا” أمام الأمريكيين، خاصة مع اقتراب انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية، مشيرًا بالقول “لم أشعر بحال أفضل منذ 20 عامًا”.

وعلاوة على ذلك، خرج بقراراين، أحدهما قوبل بعاصفة انتقاد ديمقراطية، جراء المخاوف من تبعات اقتصادية سلبية من وراء القرار، وثانيهما، كان منذ ساعات قليلة، ويتوقع أن يفجر ردود أفعال قوية، خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة.

إصابات جديدة

كما أسلفنا في المقدمة، فقد سجلت الإحصاءات الأخيرة، لمصابي فيروس كورونا المستجد، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أرقامًا جديدًا، هذه المرة جاءت من داخل البيت الأبيض ذاته، وذلك من الحاشية المقربة من الرئيس دونالد ترامب.

أفادت قناة “إن بي سي” الأمريكية بأن المستشار في البيت الأبيض ستيفن ميلر أصيب بفيروس كورونا المستجد، وذلك في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.

ونقلت وكالة “رويترز” عن ميلر قوله إنه كان يعمل عن بعد ويخضع للحجر في الأيام الخمسة الأخيرة، مضيفا أن نتيجة فحصه كانت إيجابية يوم الثلاثاء.

وكانت كايتي ميلر، زوجة ستيفن ميلر والمتحدثة باسم نائب الرئيس مايك بينس، قد أصيبت بفيروس كورونا المستجد في شهر مايو المنصرم.

يذكر أن وكالة “بلومبرغ” ذكرت مساء الثلاثاء أنه تم رصد الإصابة بفيروس كورونا لدى مساعدين في البيت الأبيض بينهم موظف في المكتب الإعلامي.

وفي وقت سابق من الثلاثاء، أفادت عدة مصادر مطلعة بأن المساعدة العسكرية لترامب، جينا ماكارون، وحارسا كان يرافق الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي، خضعا أيضا لفحوص خاصة بفيروس كورونا كانت نتيجتها إيجابية.

كما كشفت قوات خفر السواحل يوم الثلاثاء أن الاختبارات أثبتت إصابة نائب قائد خفر السواحل، الأميرال تشارلز راي، بالفيروس يوم الاثنين.

قرارات مثيرة

كعادته، الباحثة عن إثارة الجدل والأزمات، أصدر الرئيس الأمريكي، أمس الثلاثاء، قرارين مثيرين، أحدهما سياسي شائك، والآخر يمس الاقتصاد الوطني الأمريكي، الذي يئن تحت وطأة كارثة فيروس كورونا، التي خلفت حتى كتابة سطور التقرير التالي، 7 ملايين مصاب، قضى منهم ما يقارب 216 ألف حالة.

فقد أعلن ترامب، عن وقف المفاوضات مع رئيسة مجلس النواب حول حزمة مساعدات اقتصادية جديدة لتخفيف تداعيات أزمة كورونا، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.

وكتب ترامب في تغريدة نشرها، الثلاثاء، أنه يعتزم تمرير خطة خاصة به لمساعدة الاقتصاد الأمريكي حال فوزه في الانتخابات وقال: “أصدرت تعليمات لممثلي بوقف التفاوض إلى ما بعد الانتخابات، وفور فوزي بما، سنعتمد قانونا مهما حول إجراءات تحفيزية سيركز على الأمريكيين الذين يعملون بجد والشركات الصغيرة”.

واتهم ترامب رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي بأنها لا تتفاوض بنزاهة قائلا: “لقد قدمنا ​​عرضا سخيا للغاية قيمته 1.6 ترليون دولار، لكنها كالعادة لا تتفاوض بحسن نية. أرفض مطالبهم وأتطلع إلى مستقبل بلادنا”.

واعتبر أن خطة بيلوسي القاضية بتخصيص 2.4 ترليون دولار مساعدات هي محاولة الديمقراطيين “إنقاذ” الولايات الديمقراطية التي تتسم بسوء الإدارة ومستويات مرتفعة من الجريمة، ولا علاقة لها بمواجهة تداعيات الأزمة الناجمة عن جائحة كورونا.

من جانبها، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، رفض الرئيس دونالد ترامب المفاوضات الخاصة بخطة الدعم الاقتصادي لمواجهة فيروس كورونا، مؤكدة أنه “يقدم مصلحته على مصلحة البلاد”.

وقالت بيلوسي في بيان إن ترامب أظهر مرة أخرى، وجهه الحقيقي، برفضه مفاوضات الإغاثة من فيروس كورونا وتقديم مساعدة حقيقية للأطفال الفقراء والعاطلين عن العمل والأسر الأمريكية التي تعمل بجد.

وأضافت أنه يقدم مصلحته ويضعها في المرتبة الأولى على حساب البلد،  بالتواطؤ الكامل لأعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس.

وفي حلقة أخرى، من مسلسل “الإثارة الترامبية”، أعلن الرئيس الأمريكي السماح برفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيقات الفيدرالية حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية.

وأضاف أنه سمح برفع السرية أيضا عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيقات حول استخدام وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لبريدها الخاص غير الآمن لاستقبال رسائل حكومية.

وكتب في تغريدة: “لقد سمحت بشكل كامل برفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في تاريخ أمريكا، وهي خدعة روسيا، فضلا عن الوثائق المتعلقة بفضيحة بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني”.

مصير رئاسي مجهول

مع حالات الخوف، التي تنتاب الكثير من أبناء الشعب الأمريكي، وخاصةً من الطبقة السياسية، أو بالأحرى الداعمة لترامب، وأيضًا من بين خصومه، مع اقتراب ماراثون الانتخابات الرئاسية، من الحالة الصحية غير المستقرة لدونالد ترامب، وإذا ما كان ما زال حاملا للعدوى ويشكل خطرًا على من حوله.

ورغم ما يرشح من أنباء حول رغبته في استكمال حملاته الدعائية للانتخابات الرئاسية، وهو ما يفسر بقوة خروجه العاجل من المستشفى، قبل إتمام برنامجه العلاجي، إلا أن تعليق بعض الإجراءات المعتادة، قبيل أي انتخابات أمريكية، ما زال يثير الشكوك حول قدرة الرئيس ترامب على خوضها.

فقد قال المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، الثلاثاء، إنه “ينبغي ألا تُجرى المناظرة المقررة مع الرئيس دونالد ترامب يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول”.

ويتخذ المحيطون بجو بايدن إجراءات مشددة لحماية الرجل، الذي يصف نفسه بـأنه “سياسي يتفاعل باللمس”، من الجائحة التي وصلت إلى البيت الأبيض وأصابت الرئيس دونالد ترامب نفسه.

وعلل جو بايدن طلبه بألا تتم المناظرة في موعدها، خوفا من إذا كان ترامب لا يزال مصابا بفيروس كورونا في ذلك الوقت.

وأضاف بايدن للصحفيين، “إذا كان لا يزال مصابا بفيروس كورونا، فينبغي لنا عدم إجراء مناظرة”، وفقا لـ”رويترز”.

وتابع نائب الرئيس السابق، “لست متأكدا مما يدور حوله الرئيس ترامب الآن.. لا أعرف ما هي حالته.. أتطلع إلى أن أكون قادرا على مناظرته، لكني آمل فقط أن يتم اتباع جميع البروتوكولات”.

وحول مصير الرئيس الأمريكي، واحتمالية مشاركته في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيمكن الرجوع إلى تغطيتنا المستوفية حول الموضوع، وتحديدًا في مرحلة ما بعد الإعلان عن إصابة الرئيس ترامب وزوجته بالفيروس التاجي، وذلك من خلال تقرير “بديل رئاسي حال الوفاة” وبيانات متضاربة.. “كورونا ترامب” إلى أين؟ 

ربما يعجبك أيضا