إنجاز فضائي عالمي.. الإمارات تنضم لمؤسسي “اتفاق أرتميس”

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

إنجاز جديد يضاف لسجل إنجازات دولة الإمارات في مجال الفضاء، بالإعلان عن انضمامها لـ”اتفاق أرتميس” لتكون ضمن الدول الأولى التي توقع على هذا الاتفاق الهادف لتعزيز التعاون الفضائي عالميا.

ويتوج انضمام الإمارات إلى “اتفاق أرتميس” سجلاً حافلاً من التعاون الدولي المشترك في المجال الفضائي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

ما هو اتــفاق أرتميس؟

في مايو الماضي مهدّت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” المجال لنقاش عالمي بشأن المباديء الأساسية التي ستحكم سبل إقامة وعمل الإنسان على سطح القمر، وذلك بنشر القواعد الأساسية لمعاهدة دولية لاستكشاف الكوكب تحت مسمى “اتفاق أرتميس”.

وأعلنت “ناسا”، اليوم الثلاثاء، انضمام 7 دول للولايات المتحدة في التوقيع على اتفاق “أرتميس”، الساعي لتأسيس قواعد الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي وتحديد السلوك البشري على سطح القمر.

تنظيم الحياة على القمر

ووقّعت كل من الإمارات والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا واليابان ولوكسمبورج وإيطاليا على الاتفاق، لتكون الدول الـ7 أولى الدول التي تنضم للخطة الأمريكية لتنظيم العمل والحياة على سطح القمر، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.

واعتبرت الصحيفة، أن الدول الموقعة “مزيج انتقائي”، مشيرة إلى مشاركة اليابان، التي طالما كانت شريكة في محطة الفضاء الدولية، مع دول أخرى مثل الإمارات وأستراليا.

وبحسب الصحيفة، تسمح القواعد التي وضعتها الولايات المتحدة للشركات الخاصة باستخراج موارد من القمر، كما ستسمح بخلق مناطق آمنة لمنع نشوب نزاع والتأكيد على تصرف الدول بشفافية في ما يتعلق بخططهم في الفضاء، ومشاركة اكتشافاتهم العلمية في هذا الصدد.

4dde8b79 dc64 48b2 b697 a785922838da

حفظ السلام والرخاء

يقول رئيس وكالة “ناسا” جيم بريدينستاين: “إن الاتفاق يعني بخلق قواعد للسلوك يمكن أن تتفق عليها جميع البلدان حتى يمكننا حفظ السلام والرخاء في المضي قدما نحو الفضاء وتجنب أي نوع من الارتباك أو الغموض الذي قد يؤدي إلى نزاع”.

 وأوضح أن الاتفاق سيبني على ما جاء في معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي تحظر استخدام الأسلحة النووية في الفضاء كما تحظر على الدول تبني أي مزاعم سيادة على القمر أو أي أجسام سماوية أخرى.

وأضاف: “ليس هناك شيء في اتفاقات أرتميس غير مكتوب في معاهدة الفضاء الخارجي.. إنها تسعى من أجل جعل الدول تلتزم بمعاهدة الفضاء الخارجي”.

إنـجاز إماراتي جديـد

وكممثلةً لدولة الإمارات، وقّعت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، على “اتفاق أرتميس”، وذلك خلال فعالية افتراضية استضافتها “ناسا” على هامش انعقاد فعالية المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية بنسخته الرقمية.

كانت قد وُجّهت دعوة لدولة الإمارات لتكون من بين أوائل المنضمين لـ”اتفاق أرتميس” نظرًا لامتلاكها برنامجًا سلميًا واعدًا وطموحًا لاستكشاف الفضاء، ولدورها الريادي إقليميًا ودوليًا في هذا المجال المهم، بالإضافة إلى ما يميز قطاعها الفضائي الوطني من بنية تشريعية شفافة تخاطب المستقبل وتحفز النمو وتلهم الأجيال.

استخدام سلمي للفضاء

تقول سارة الأميري: “تسعدنا المشاركة في مبادرة وكالة ناسا الأمريكية للتوقيع على “اتفاق أرتميس”، انسجاما مع مبادئنا في الاستخدام السلمي للفضاء، ومساهمةً من دولة الإمارات في تعزيز أهداف الاستدامة والتنمية على كوكب الأرض.

وتضيف “يشكل الانضمام إلى هذا الاتفاق فصلاً جديداً يضاف إلى مبادراتنا الحثيثة للتعاون مع المجتمع الدولي سعياً لوضع مبادئ وأطر عمل جديدة ومطوّرة تعزز القوانين الدولية لاستكشاف الفضاء بما يصب في صالح التقدم العلمي للبشرية”.

وأكدت رئيسة وكالة الإمارات للفضاء أن دولة الإمارات لديها اعتقاد راسخ بأن الارتقاء بقطاع الفضاء وتنويعه يحتاج إلى تضافر الجهود الدولية بين جميع المساهمين والشركاء الأساسيين في هذا القطاع.

b49a20b5 6595 4761 b965 de1f782fb8d0

ومنذ إنشائها في عام 2014، نجحت وكالة الإمارات للفضاء في إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم والدخول في شراكات تُرسًخ العلاقات الاستراتيجية مع أكثر من 25 وكالة فضاء حول العالم.

وتحظى وكالة الإمارات للفضاء كذلك بشراكات طويلة الأمد مع الأمم المتحدة والهيئات الدولية التي تُعنى باستكشاف الفضاء، كما تسعى إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات على المستوى العالمي، عبر مشاركتها في منظمات الفضاء الدولية.

ربما يعجبك أيضا