مباحثات الحد من التسلح.. أمريكا تسارع وروسيا تتلكأ والصين تنتهج “النأي بالنفس”!

حسام السبكي

حسام السبكي

على قدمٍ وساق، تسارع الإدارة الأمريكية الخطى، في محاولة لإبرام اتفاق جديد، للحد من التسلح النووي، ظاهره المحافظة على أمن والاستقرار العالم، خلال السنوات المقبلة، فيما تكمن الحقيقة على الأرجح، في مساعي البيت الأبيض، لكسب أرضية شعبية جديدة، بإنجاز جديد، لإدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يستعد لمعركة حامية الوطيس، في نوفمبر المقبل، مع خصمه الديمقراطي جو بايدن، الذي تبدو شعبيته آخذة في التصاعد مؤخرًا، مع قرب ماراثون انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي يسعى المرشح الجمهوري للفوز بثقة الأمريكيين بها، من أجل ولاية ثانية، تمتد حتى عام 2024.

خطوات حثيثة واتفاق مبدئي

قبل أيام قليلة، وجه السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح، روبرت وود، دعوته إلى كلٍ من روسيا والصين، للبدء بشكل فوري في مفاوضات بشأن الحد من التسلح، وذلك خلال اجتماع اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة لنزع السلاح.

السفير الأمريكي، قال خلال الاجتماع: “ينبغي تشجيع دولنا الثلاث على العمل معا من أجل الحد من التسلح الثلاثي”.

وأضاف “يتعين على الولايات المتحدة وروسيا والصين دعم مسار مسؤول بشأن الحد من التسلح”.

وبالأمس، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الحد من التسلح، الثلاثاء، توصل الولايات المتحدة لـ “اتفاق مبدئي” مع روسيا بشأن تمديد أجل معاهدة خفض الأسلحة النووية “نيو ستارت”، وفقًا لنبأ عاجل أفادت به وسائل إعلام متفرقة.

تلكؤ وتحذير روسي

على الجانب الآخر، صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق، بأن روسيا مستعدة لتمديد معاهدة “ستارت 3” بالشكل الذي تم توقيعها على أساسه من قبل، وأن الكرة الآن في ملعب واشنطن.

غير أن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أشار في 21 سبتمبر الماضي إلى أن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية، الضغط على روسيا خلال المحادثات حول الحد من التسلح، والتهديدات حول معاهدة ستارت، تقلل فرص إبرام الاتفاقيات.

وقبل يومين، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميترى بيسكوف، أنه من المبكر الحديث عن التوصل لأي اتفاق نهائي بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من التسلح.

وقال بيسكوف – ردا على سؤال حول مدى قرب الطرفين الروسي والأمريكي من التوصل لاتفاق بشأن الحد من التسلح، الإثنين – “إن الوقت يداهمنا، بالطبع، وإذا تم تشكيل إدارة جديدة في الولايات المتحدة يمكن أن يؤدى ذلك إلى إبطاء عملية المفاوضات”، مضيفا “أن الأمر المهم هو اتخاذ بعض الإجراءات قبل انتهاء الاتفاقية، وأن الهدف الرئيسى هو تمديد الاتفاقية سواء قبل أو بعد الانتخابات الأمريكية”.

وأكد المتحدث أنه من المبكر الحديث عن التوصل لأي اتفاق نهائي، حيث ما يزال العمل جاريا، وأن تمديد المعاهدة يعد مسألة إرادة سياسية.

النأي بالنفس الصيني!

الصين من جانبها، وعلى لسان ممثلها لدى الأمم المتحدة جينغ شوانغ، أكدت أنها ترفض، وبشكل قاطع، المشاركة في أي محادثات للحد من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة، كون ترسانتها أصغر مما لديهما.

وقال شوانغ: “الصين لم ولن تشارك في أي سباق تسلح نووي مع أي دولة، بالنظر إلى الاختلاف الهائل في الترسانات النووية للصين من ناحية، والولايات المتحدة وروسيا من ناحية أخرى، فإنه من الظلم والعبث وغير الواقعي توقع مشاركة الصين في أي مفاوضات ثلاثية للحد من التسلح”.

وأضاف: “رفضنا للمفاوضات الثلاثية لا يعني رفض المشاركة في نزع السلاح”، مشيرا إلى أن بكين دعت مرارا إلى فرض حظر كامل على الأسلحة النووية وتدميرها.

وتابع: “واشنطن أصبحت مؤخرا الخطر الرئيسي على الاستقرار والأمن الدوليين، فقد واصلت الانسحاب من المعاهدات الدولية، وتقويض الحد من التسلح الثنائي والمتعدد الأطراف”.

ستارت-3

تظل معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية “ستارت-3”- التي وقعها الرئيسان السابقان، الأمريكي بارك أوباما والروسي دميتري مدفيديف في 8 أبريل من العام 2010 في براغ- الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة.

ومن المقرر انتهاء المعاهدة في فبراير 2021، ولم تتفق حتى الآن واشنطن وموسكو على تمديدها، وخصوصا مع إصرار الولايات المتحدة على انضمام الصين بأي اتفاق مستقبلي في هذا الشأن.

ربما يعجبك أيضا