فتى الشاشة الأول محمود ياسين.. الفن أطول من العمر

أماني ربيع

أماني ربيع

الأفلام ليست مجرد شريط سينمائي يعبر عن حالة فنية أو وجهة نظر إبداعية لصناعها، وإنما هي أيضا أشبه بذاكرة وجدانية للجمهور الذي ارتبط بنجومها وقصصها، وكانت له ذكريات وقت صدورها سواء عند حضورها في دور العرض السينمائي بصحبة الأحبة والأصدقاء، أو مشاهدتها عند عرضها في التلفزيون لأول مرة والأسرة مجتمعة حول الصندوق الصغير الذي يطير بهم إلى عالم الأحلام وهم بعد، في غرفة الجلوس.

يحب الجمهور أن يطلق على النجوم والفنانين الذي ظهروا منذ بداية السينما وحتى منتصف التسعينيات، نجوم الفن الجميل، وهذا الوصف ليس فقط من أجل الموهبة والكفاءة الإبداعية، ولكن لكون تلك الفترات ترمز في خيال المشاهدين إلى كل ما هو قيم وراق.

واليوم استيقظ جمهور الوطن العربي على خبر رحيل الفنان محمود ياسين، الذي ربما غاب لسنوات عن المشاركة في أية أعمال فنية بسبب المرض، ولكنه ظل حاضرا بأعماله في السينما والتلفزيون والإذاعة والمسرح بين جمهوره، تسبب الخبر في حالة من الحزن على الفتى الذي مهما هزمه الزمن ظل في عيون محبيه فتى الشاشة الوسيم، وأحد رموز السينما في عصرها الذهبي الذي عاصر فيه انطلاقة جيله، مثل محمود عبد العزيز، وحسين فهمي، وأحمد زكي، وعادل إمام، ومحمد صبحي، كلهم على اختلاف أعمالهم بين الكوميديا والدراما أصبحوا نجوما كبارا، اسمهم وحده يكفي للنجاح في شباك التذاكر.

بصمة محمود ياسين كانت في صوته المميز، صوته القوي الرخيم الذي كان يصول ويجول به على خشبة المسرح في نصوص كبار كتاب المسرح العربي، ولعل من أبرز صولاته على المسرح دوره في مسرحية “حدث في أكتوبر” الذي تبارى فيها مع زملائه في الحديث عن النصر وكفاح المصريين من أجل الكرامة في أكتوبر، وألقى فيها قصيدة عبد الرحمن الشرقاوي الشهيرة “الكلمة”.

من بورسعيد بلد البطولات، التي كافحت الاستعمار الإنجليزي، ومن بعده العدو الصهيوني، ذلك البلد الذي صمد طويلا في وجه كل أشكال العدوان، وطالما نجا ببسالة أبنائه، كان محمود ياسين الذي أطل في ظهور خجول بنهاية السيتنيات نذكر من تلك المرحلة فيلم “شيء من الخوف” عام 1969، لتأتي انطلاقته إلى عالم البطولة مع فيلم “نحن لا نزرع الشوك” 1970، رائعة يوسف السباعي بمشاركة النجمة الكبيرة شادية، بعد ذلك، لم يستطع أحد إيقاف النجم الصاعد بقوة خلال عقد السبعينيات، والذي أصبح رمزا للرومانسية، بمشاركة نجمات هذا العصر مثل نجلاء فتحي وميرفت أمين.

محمود ياسين

وعلق الكاتب والناقد الصحفي محمود عبد الشكور على رحيل الفنان الكبير عبر حسابه على فيسبوك، قائلا: “شهرته في الأدوار الرومانسية كانت عنوانا على جيل جديد مختلف، ولكن قدراته كممثل كبير كانت تعلن عن نفسها في الأدوار ذات الأبعاد النفسية المركبة، تأمل مثلا هذا الأداء المعتبر والمؤثر في أفلام مثل “أين عقلي؟” و”سونيا والمجنون” و”على من نطلق الرصاص؟” و”غابة من السيقان” و”ثالثهم الشيطان”، وتأمل هذا الأداء القوي أمام أفضل ممثلات كل الأزمان مثل فاتن حمامة وسعاد حسني .

وأضاف: “ليس صحيحا أنه يؤدي طوال الوقت كممثل مسرحي، ولكن يتباين أداؤه وفق إدارة المخرج له، وكان أيضا مؤديا ممتازا في أدواره الكوميدية كما في فيلم “دقة قلب”.

ولفت عبد الشكور إلى حضور ياسين الطاغي قائلا: “امتلك محمود ياسين دوما هذا الحضور الكبير بهيئته وصوته وبتلك الثقة التي كان يؤدي بها حتى في أدواره الأخيرة، وكان يعرف كيف يستخدم هذا الحضور: دوره العادي في “الصعود إلى الهاوية” يصبح دورا استثنائيا بعبارة “دي مصر يا عبلة”، يضع محمود ياسين كل المعاني في عبارة، فيصبح العادي تاريخا لا ينسى، يصبح الصوت حضورا دائما نسمعه طوال الوقت، مثلما نتذكر عبارته في “الجزيرة” الجزء الأول لتكون مفتاح الفيلم وصراعاته: “اوعاك توقع يا منصور”.

واختتم كلامه: “يغيب الفنان ولا تغيب أعماله، ومحمود ياسين جزء كبير ومعتبر من ذاكرة جيلنا، نجم النجوم، والمشخصاتي المثقف، وصاحب البصمة المتفردة صوتا وصورة وأداء.”

فاتن حمامة ومحمود ياسين

كان الفنان الراحل محظوظا بوقوفه أمام كبار نجمات السينما، من فاتن حمامة إلى ماجدة، وسعاد حسني، وهو ما مهد له الطريق بشكل كبير إلى النجومية.

وشكل ثنائيا مميزا مع فاتن حمامة في 3 أفلام هي “الخيط الرفيع” عن رواية إحسان عبد القدوس، ثم فيلم “حبيبتي” عام 1974، وفيلم “أفواه وأرانب” عام 1977، والذي كان مسلسلا إذاعيا في البداية وتم تحويله إلى فيلم، وقدم الجزء الثاني منه إذاعيا بعنوان “كفر نعمت”.

محمود ياسين والسندريلا

ومع النجمة سعاد حسني، قدم أفلام “أين عقلي” 1974، و”الحب الذي كان” عام 1973، و”على من نطلق الرصاص”  1975.

وشكل أيضا ثنائيا رومانسيا مع النجمة نجلاء فتحي في أفلام: “الوفاء العظيم”، “بدور”، “لا يا من كنت حبيبي”، “حب وكبرياء”، “اذكريني”، “أنف وثلاث عيون”، “امرأة مطلقة”، “الشريدة”.

58948ebc 21d8 4d35 956e 5db21e545968

وبخلاف الوجه الرومانسي كان النجم الراحل أحد الوجوه البارزة التي تطل علينا سنويا مع ذكرى انتصارات أكتوبر 1973، حيث قدم خلال مسيرته أكبر عدد من الأفلام عن حرب السادس من أكتوبر، التي رغم بساطة قصصها شكلت وجدان الكثير من المشاهدين عن الحرب، خاصة مع تصويرها في بعض الأماكن الحقيقية.

قدم محمود ياسين شخصية الجندي المصري، والقائد العسكري خلال 6 أفلام، لعل أشهرها “الرصاصة لا تزال في جيبي” مع نجوى إبراهيم ويوسف شعبان، في دور محمد الشاب مصري يحارب عدوا خاصا به، في نفس الوقت الذي يدافع فيه عن بلاده ضد عدو عام أكبر.

f2eff79f 9d57 4187 aa9c b67411018354

وقبل النصر قدم مع المخرج علي عبد الخالق عام 1972، فيلم “أغنية على الممر”، الذي تناول فترة حرب الاستنزاف، ومعاناة الجنود المصريين على الجبهة في ظروف قاسية لم تمنعهم من الكفاح ببسالة ضد العدو الصهيوني، حتى وهم محاصرون، قدم الفيلم مشاعر الجنود المتباينة بين الإحباط والغضب والرغبة في تحرير الأرض.

وفيلم “بدور” مع النجمة نجلاء فتحي، في دور صابر الذي يتم استدعاؤه إلى الحرب، التي تدور أحداثها على خلفية قصة حب بينه وبين لصة تتغير بعد معرفتها به.

وفي عام 1974، قدم فيلم “الوفاء العظيم”، مع نجلاء فتحي أيضا، ويؤدي ضور ضابط بالجيش المصري يفقد ساقه خلال الحرب.

وفي فيلم “الصعود إلى الهاوية”، عام 1978، أدى دور الضابط المصري الذي ألقى القبض على جاسوسة مصرية تعمل مع إسرائيل، عن قصة حقيقية للجاسوسة هبة سليم، وشاركته البطولة مديحة كامل، وله جملة شهيرة عند نهاية الفيلم عندما تدخل الطائرة المجال الجوي المصري وتحلق فوق الأهرامات فيقول: “هي دي مصر يا عبلة”.

27c2a6a8 e24e 490a 8960 7a9e51a6aa76

وقبل النصر قدم مع المخرج علي عبد الخالق عام 1972، فيلم “أغنية على الممر”، الذي تناول فترة حرب الاستنزاف، ومعاناة الجنود المصريين على الجبهة في ظروف قاسية لم تمنعهم من الكفاح ببسالة ضد العدو الصهيوني، حتى وهم محاصرون، قدم الفيلم مشاعر الجنود المتباينة بين الإحباط والغضب والرغبة في تحرير الأرض.

وفيلم “بدور” مع النجمة نجلاء فتحي، في دور صابر الذي يتم استدعاؤه إلى الحرب، التي تدور أحداثها على خلفية قصة حب بينه وبين لصة تتغير بعد معرفتها به.

وفي عام 1974، قدم فيلم “الوفاء العظيم”، مع نجلاء فتحي أيضا، ويؤدي ضور ضابط بالجيش المصري يفقد ساقه خلال الحرب.

وفي فيلم “الصعود إلى الهاوية”، عام 1978، أدى دور الضابط المصري الذي ألقى القبض على جاسوسة مصرية تعمل مع إسرائيل، عن قصة حقيقية للجاسوسة هبة سليم، وشاركته البطولة مديحة كامل، وله جملة شهيرة عند نهاية الفيلم عندما تدخل الطائرة المجال الجوي المصري وتحلق فوق الأهرامات فيقول: “هي دي مصر يا عبلة”.

وفي عام 1998، قدم دور قائد جيش الدفاع الجوي المصري محمد علي فهمي في فيلم “حائط البطولات”.

محمود ياسين 1

أما عن قصة حبه وزواجه من الفنانة شهيرة فتعود إلى بداية السبعينيات، حيثن اندلعت خلال مشاركتهما في تصوير فيلم “صور ممنوعة” عام 1972، واستمرت 6 أشهر، كان فيها النجم الراحل أحمد زكي عصفور الحب الذي حث النجم محمود ياسين على تحويل الحالة الرومانسية إلى ارتباط رسمي لينتهي الأمر بخطبتهما ثم زفافهما، ليصبحا زواجهما من أنجح الزيجات الفنية الفنية التي امتدت لما يقرب من 50 عاما.

 امتدت قصة حب النجم الراحل محمود ياسين وزوجته الفنانة شهيرة لحوالي نصف قرن من الزمن، والتي بدأت من أول نظرة أمام الكاميرا أثناء تصويرهم لفيلم “صور ممنوعة” عام 1972؛ ونشأت بينهما في كواليس هذا الفيلم قصة الحب التي امتدت لمدة ستة أشهر هي مدة تصوير الفيلم، وقبل نهاية تصوير الفيلم تمت خطبتهما بدعم من النجم الراحل أحمد زكي.

تعاون الزوجين فيما بعد في أفلام “أنا وابنتي والحب” عام 1974، و”شقة في وسط البلد “عام 1975 و”ضاع العمر يا ولدي” عام 1978.، وفيلم “الجلسة سرية” عام 1986، وعلى شاشة التلفزيون تشاركا بطولة 3 مسلسلات هي: “القرين”، “اليقين”، و”ميراث الغضب”، ثم اعتزلت شهيرة الفن عام 1992، لتتفرع لرعاية أبنائها رانيا وعمرو.

a7916753 70ee 4292 b43a 9827d9793478

حصل النجم الراحل على أكثر من 50 جائزة من بينها جائزة مهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا عام 1984، كما حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975،

وحصد جائزة التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980، كما اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998 ورئيس شرف المهرجان في نفس العام.

واختارته الأمم المتحدة عام 2005 سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتاليين 2001، 2002.

محمود ياسين والجوائز

حصل النجم الراحل على أكثر من 50 جائزة من بينها جائزة مهرجان السينما العربية في أمريكا وكندا عام 1984، كما حصل على جائزة الدولة عن أفلامه الحربية عام 1975،

وحصد جائزة التمثيل من مهرجانات طشقند عام 1980، ومهرجان عنابة بالجزائر عام 1988، وجائزة الإنتاج من مهرجان الإسماعيلية عام 1980، كما اختير رئيس تحكيم لجان مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 1998 ورئيس شرف المهرجان في نفس العام.

واختارته الأمم المتحدة عام 2005 سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع لنشاطاته الإنسانية المتنوعة، كما حصل على جائزة أحسن ممثل في مهرجان التلفزيون لعامين متتاليين 2001، 2002.

ياسين ورشدي أباظة
محمود ياسين ونور الشريف
محمود ياسين 2

ربما يعجبك أيضا