الطريق إلى البيت الأبيض.. بايدن يتقدم ومعسكر ترامب يفتح النار على نجله

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

كل يوم تقترب فيه الولايات المتحدة من استحقاق الثالث من نوفمبر المقبل، تزداد المواجهة بين المرشحين “الديمقراطي” جو بايدن و”الجمهوري” دونالد ترامب سخونة وصعوبة وتحظى بمتابعة حثيثة من الشارع الأمريكي الذي يبدو هذه المرة مصرا على المشاركة بكل قوة عله يحدث فرقا مقارنة بالعام 2016.

بالأمس، أفادت شبكة “سي إن إن” بأن بايدن تغلب على الرئيس في معركة اللقاءات التلفزيونية المنفردة التي عقدها المرشحان عوضا عن المناظرة الرئاسية الثانية التي ألغيت بعد اعتراض ترامب على عقدها بشكل افتراضي عبر الإنترنت نظرا لعدم تماثله التام للشفاء من كورونا.

وأوضحت أن عدد متابعي لقاء بايدن على قناة “أيه بي سي” مساء أول أمس، بلغ 13.9 مليون مشاهد، مقابل 13 مليونا تابعوا لقاء ترامب على قنوات “إن.بي.سي” و”إم.إس.إن.بي.سي” و”سي.إن.بي.سي”، هذا على الرغم من تزامن موعد بث اللقاءين، إذ تعمدت “إن بي سي” تحديد موعد بث لقاء ترامب في نفس توقيت عرض لقاء بايدن على “ايه بي سي” الذي جرى الإعلان عنه مسبقا، ما يعني أن الناخبين الأمريكيين كان عليهم اختيار المرشح الذي سيشاهدونه على الهواء مباشرة.

يضاف إلى هذا التقييم التلفزيوني، تقدم بايدن في استطلاعات الرأي على ترامب بفارق يتراوح بين 10% إلى 12% على الصعيد الوطني، وبحسب استطلاع لموقع “RealClearPolitics“، فإن نسبة المقترعين لبايدن في هذه المرحلة تقدر بـ 51.5 %، بينما الرئيس السابق باراك أوباما، لم يتجاوز نسبة الـ50 % في مجموع الاقتراع الذي أدى إلى إعادة انتخابه عام 2008.

كما يتقدم بايدن في 6 من الولايات المتأرجحة هي فلوريدا، وبنسلفانيا، وميتشيجان، وأريزونا، ونورث كارولينا وويسكونسن مقابل تقدم ترامب في ولايتين فقط “أيوا وأوهايو”، كما أن استطلاعات الرأي تكشف عن استقطابه نحو 48.7% من أصوات الناخبين في هذه الولايات مقارنة بـ44.2% لهيلاري كلينتون عام 2016، مع الإشارة إلى أن هذه الولايات لعبت دورا في ترجيح كفة ترامب في انتخابات 2016.

تبادل للاتهامات وتسديد الضربات

في أخر ظهور لبايدن وترامب أمام ناخبيهم قبل يوم، تبادل الرجلان الاتهامات في اللقاءات التلفزيونية المنفصلة، فجدد بايدن هجومه على ترامب فيما يتعلق بإدارة أزمة كورونا، بينما حاول ترامب الدفاع عن طريقة معالجته للأزمة كما حاول إحراج الديمقراطيين بالحديث عن حزمة التحفيز الاقتصادي والتأكيد على أن الديمقراطيين هم من يقفون عقبة أمام إقرارها ودفع المزيد من المساعدات لمتضرري كورونا.

وبينما أكد ترامب أن إدارته نجحت في تخفيض تكلفة الرعاية الصحية، اعتبر بايدن أن خصمه الجمهوري لم يفعل أي شيء

لتعزيز جهود مكافحة كوفيد-19 حتى بعد أن أصيب بالمرض، مشيرا إلى أن وفيات كورونا بين الأمريكيين تجاوزت الـ210 ألف حالة، ومضيفا أن ترامب ما زال لا يفعل شيئا يذكر حتى أنه لا يستخدم “الكمامة”!

ومن المقرر أن يلتقي الرجلان وجها لوجه في المناظرة الرئاسية الثالثة المقررة في 22 أكتوبر الجاري بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، لكن يبدو أن معسكر ترامب قرر ممارسة المزيد من الضغط لإحراج بايدن قبل هذا الموعد.

معسكر ترامب يضرب بايدن بنجله

خلال الأسبوع الماضي أعاد معسكر ترامب الحديث بقوة عن فضائح نجل بايدن “هانتر”، لا سيما مع نشر صحيفة “نيويورك بوست” –  المفضلة لدى ترامب- لوثائق مسربة عبارة عن رسائل بريد إلكتروني وصور وتسجيلات فيديو تسيء لسمعة هانتر بايدن وتعيد فضيحة تورطه في قضية فساد في أوكرانيا خلال الفترة التي كان ولده فيها نائبا لأوباما إلى الواجهة.

منذ أن أعلن بايدن عن ترشحه سدد معكسر ترامب اتهامات إليه، مفادها أنه حينما كان نائبا للرئيس استغل منصبه وساعد شركة “بوريسما”  الأوكرانية التي كان نجله هانتر يشغل منصبا هاما فيها حتى العام الماضي، على الإفلات من تحقيقات في قضايا فساد داخل أوكرانيا.

الأربعاء الماضي نقلت قناة “فوكس نيوز” – المقربة من معسكر ترامب- عن  رودي جولياني المحامي الشخصي للرئيس ترامب قوله: إنه حصل على صور ومقاطع فيديو لهانتر بايدن، في “مواقف محرجة للغاية”، وأوضح محامي جولياني “روبرت كوستيلو” أن هذه الصور والمقاطع تم الحصول عليها من خلال قرص صلب لكمبيوتر يبدو أنه يعود لنجل بايدن ويحتوي على حوالي 40 ألف بريد إلكتروني.

وبحسب صحيفة “نيويورك بوست” جهاز الكمبيوتر المشار إليه هو من نوع “ماك برو” وتم تفكيكه ووصل “هارد” خارجي كان ملحق به عبر صاحب ورشة تصليح إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي في ديسمبر الماضي، وتبين أن الجهاز كان معطوبا جراء سقوطه في أبريل عام 2019 وبعد إصلاحه لم يأت أحد لاستلامه أو دفع فاتورته، ولم تعرف هوية الشخص الذي حاول إصلاحه.

“فوكس نيوز” قالت: إن الوثائق التي يزعم جولياني أنها تحت يده تتضمن مقاطع فيديو تظهر هانتر بايدن في مواقف محرجة، ورسائل إلكترونية تعود إلى مايو 2014 تشرح كيف قدم الابن والده – الذي كان نائب الرئيس أوباما آنذاك- إلى رجل أعمال أوكراني ومستشار لشركة “بوريسما “، ما يعزز فرضية تورط بايدن في فضائح الفساد التي طالت نجله.

هذا الأمر نفاه بادين في العديد من المناسبات، وكان أخرها المناظرة الأولى مع ترامب في نهاية سبتمبر الماضي، حيث أكد أنه لم يتدخل في علاقات نجله التجارية وأنه ربما كان من الأفضل ألا يكون لهانتر صلات تجارية خارجية أثناء وجوده في البيت الأبيض.

 جذور القضية

نهاية العام الماضي، كان مجلس النواب يحقق في مضمون مكالمة مثيرة للجدل كشفت عنها مرسالات داخلية للمخابرات تشير إلى محاولة ترامب ممارسة ضغط على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإعادة فتح ملفات “فساد” نجل بايدن، وهو ما اعتبره الديمقراطيون محاولة لاستغلال النفوذ من أجل تشويه سمعة أحد خصوم الرئيس.

هذا الأمر دفع ترامب لفتح النار على بايدن واتهامه بأنه استغل منصبه لخدمة مصالح نجله وتجاوز “خطوط الفساد” في تعامله مع الشؤون الأوكرانية عندما كان نائبا للرئيس.

بحسب تقرير سابق لـ”بلومبرج”، بعد أن تولي بايدن منصب نائب الرئيس في 2009، سعى هانتر إلى بناء علاقات تجارية مع دول أجنبية، وفي مايو 2014 تم تعيينه – بعد زيارة لوالده الذي كان يشرف على ملف العلاقات الأمريكية مع أوكرانيا – ضمن مجلس إدارة واحدة من أكبر شركات الغاز الأوكرانية “بوريسما”.

وهانتر كان يتقاضى شهريا نحو 50 ألف دولار من “بوريسما”، وتقاعد عام 2019، خشية التأثير على حملة والده الانتخابية سلبا، لكن بعض الصحف الأوكرانية تحدثت عن إمكانية تورطه في عمليات ثراء غير مشروع، من خلال دوره في تسهيل حصول الشركة على مناقصات كبرى، وعزز هذه الفرضية أن هانتر “المحامي” وضابط البحرية المتقاعد، لم يكن له أي خبرات سابقة تؤهله لعضوية “بوريسما” سوى أنه نجل بادين، وحتى لم يسبق وأن عمل في مجال الطاقة أو السوق الأوكرانية عمومًا.

ربما يعجبك أيضا