وسط تنديد ومخاوف عربية ودولية.. إيران تستعرض قوتها بانتهاء حظر التسلح الدولي!

حسام السبكي

حسام السبكي

ساعات قليلة، تبعت نهاية المدى الزمني، المحدد دوليًا، لفرض عقوبات الحظر الدولي للتسلح على إيران، حتى استعد المارد الإيراني للخروج من قمقمه، ومحاولة استئناف بث سمومه في المنطقة، هذه المرة بشكل أكثر علانية، على غرار الفشل الأمريكي والدولي، في تجديد العقوبات الدولية في هذا الإطار، مما يمنح الإيرانيين شرعية أكبر لتوسيع نفوذها العسكري في الشرق الأوسط، ما يضع المنطقة مجددًا على حافة خطر جديد، وعواقب لا يعلم إلا الله مداها.

في غضون ذلك، أبدت الحكومة اليمنية، وقبلها الإدارة الأمريكية، استيائها من التوجه الإيراني، المتوقع، عقب إعلان الخارجية الإيرانية الليلة، وما يشكله من تهديد صارخ لمصالح المنطقة في المستقبل القريب.

انقضاء حظر التسلح

الخارجية الإيرانية
الخارجية الإيرانية تعلن انتهاء الحظر الدولي على أسلحتها

في بيانٍ مطول، أعلنت إيران عن انتهاء سريان الحظر الدولي على تسلحها اعتبارا من الأحد، مشددة على أنها لا ترى مكانا لأسلحة الدمار الشامل في استراتيجيتها الدفاعية.

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان أصدرته ليل الأحد، إن رفع حظر التسلح سيسمح لإيران باستيراد وتصدير السلاح وإجراء التعاملات المالية المرتبطة بذلك وفقا لسياساتها الدفاعية.

وأوضحت الوزارة أن انتهاء حظر التسلح على إيران يتم بشكل آلي ولا يحتاج لبيان أو قرار جديد من مجلس الأمن الدولي.

وأشارت إلى أنه يمكن لإيران منذ اليوم تأمين أي أسلحة أو معدات تلزمها ومن أي مصدر كان ودون أي قيود قانونية وبناء على الحاجات الدفاعية.

وأكدت الخارجية الإيرانية: “لن نعترف بفرض أي قيود مالية أو اقتصادية أو في مجال الطاقة والتسلح“.

وأوضحت الوزارة مع ذلك أن إيران تعتمد على نفسها في الدفاع ولا ترى ضرورة في شراء الأسلحة لأنها تتوقع رفع حظر السلاح.

وشددت الوزارة على أن إيران تمكنت من تأمين حاجاتها الدفاعية في السابق وستواصل سياستها هذه، وتابعت: “لا مكان للأسلحة غير التقليدية وأسلحة الدمار الشامل في استراتيجية إيران الدفاعية“.

كما أضافت أنه “لا مكان لاستيراد الأسلحة التقليدية بشكل عشوائي في السياسة الدفاعية الإيرانية“.

وقالت إن “إيران لم تكن البادئة بأي حرب في التاريخ المعاصر على الرغم من الخلافات وتفوقها في القوة”، وأردفت: “تجارة الأسلحة المربحة بين الدول الغربية وبعض دول المنطقة أدت بشكل لافت إلى ارتكاب جرائم الحرب في الشرق الأوسط كالعدوان على اليمن“.

وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بسن قوانينها وأنظمتها بقرار رفع حظر التسلح عن إيران على الرغم من جهود واشنطن لتقويض مصالح طهران في الاتفاق.

وقالت إن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن نهجها المدمر تجاه القرار 2231، وتابعت: “على واشنطن العودة إلى الامتثال الكامل بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ووقف الأعمال المخالفة للقانون الدولي وتجاهل النظام الدولي، وتجنب إثارة عدم الاستقرار في غرب آسيا”.

الرئيس الإيراني حسن روحاني
الرئيس الإيراني حسن روحاني

إعلان الخارجية الإيرانية، سبقته تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني، كشف عن ملمح من النوايا الإيرانية المرتقبة خلال المرحلة المقبلة!.

فقد اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن واشنطن طرقت كل الأبواب لتمديد حظر التسلح على إيران لكنها فشلت، ودعا الإيرانيين أن يكونوا “رجال حرب في زمن الحرب ورجال سلام في زمن السلام“.

وفي كلمة ألقاها في اجتماع الحكومة، الأربعاء الماضي، هنأ روحاني الشعب الإيراني بمناسبة انتهاء عشر سنوات من الحظر المفروض على السلاح الإيراني الأحد المقبل، مؤكدا ان هذا الأمر جاء “ثمرة جهود المسؤولين وصمود الشعب الايراني”، وأن الولايات المتحدة فشلت في مساعيها.

وأضاف: من يقول “ماذا فعل الاتفاق النووي لنا؟” يجب أن يعلم أن هذا من ثمار الاتفاق النووي وأنه سيتم رفع حظر السلاح… اعتبارا من يوم الأحد يمكننا بيع أسلحتنا لمن نريد، ويمكننا شراء السلاح ممن نريد.

المنطقة ستشتعل!

معمر الإرياني وزير الإعلام في الحكومة اليمنية
وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني يحذر من مغبة انتهاء حظر التسلح الدولي على إيران

على الجانب الآخر، أبدت الحكومة اليمنية تخوف من الإعلان الإيراني الجديد، مناشدة في الوقت ذاته، المجتمع الدولي بالإجماع على قرار رادع، يجدد حظر التسلح على إيران.

فقد حذر الحكومة اليمنية، الأحد، من التصريحات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون بشأن عزمهم توريد سلاح لمليشيا الحوثي بشكل رسمي، في أعقاب انتهاء مدة الحظر المفروض على طهران، مؤكدا أنه “سيشعل المنطقة“.

وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، في تصريحات أوردتها “وكالة الأنباء اليمنية”، أن “تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني عن انتهاء حظر السلاح، ونوايا بيعه لمن يريد، بالتزامن مع تصريحات عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني أبو الفضل حسن بيكي عن نية لبيع الأسلحة لمليشيا الحوثي، يعد مؤشرا خطيرا عن التوجهات الإيرانية لتصعيد وتيرة الصراع في المنطقة”.

وأشار الإرياني إلى أن “هذا الإعلان الرسمي تأكيد واضح على نوايا النظام الإيراني إرسال الأسلحة وتصدير الخبرات والتكنولوجيا بشكل علني لمليشيا الحوثي، بعد تورطها لأعوام في إدارة أنشطة التهريب، في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن حظر توريد الأسلحة للمليشيا، وتحدي سافر لإرادة المجتمع الدولي“.

ولفت إلى أن “تبعات ذلك خطيرة، وأن أي خطوات إيرانية لتصدير السلاح لمليشيا الحوثي على تصعيد وتيرة الصراع وتقويض الحلول السياسية للأزمة اليمنية، وتنامي الأنشطة التخريبية والإرهابية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة وحركة السفن التجارية وخطوط الملاحة الدولية“.

ودعا الإرياني المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن للقيام بمسؤولياتهم القانونية في وقف السياسات التخريبية الإيرانية في اليمن والمنطقة.

وطالب بتمديد حظر التسلح الإيراني، ووقف كل أشكال الدعم الذي تقدمه إيران لمليشيا الحوثي تنفيذا لقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها القرار رقم 2216.

الاتفاق النووي كارثة

Trump Iran.0.0
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

من جانبه، وعلى ذكر انقضاء مدة التسلح الإيراني، وفقًا لما تم إقراره بالاتفاق النووي، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، أن الاتفاق النووي الإيراني كارثي، موضحا أن بلاده انسحبت منه لأن طهران ربحت بسببه أموالًا طائلة دون مقابل.

وأضاف ترامب، خلال فعالية انتخابية بولاية ميشيجان: “أنفقنا 2.5 تريليون دولار لتحديث قواتنا المسلحة ولدينا أفضل المعدات العسكرية في العالم”.

وكان الرئيس الأمريكي، قال في تصريحات سابقة خلال حملته الانتخابية، إن “النظام الإيراني يجب أن يتخلى عن طموحه النووي ونشره للإرهاب حول العالم“.

وأكد أن “سياسة الولايات المتحدة ما زالت متمثلة بمواجهة النفوذ الإيراني الخبيث في الشرق الأوسط، بما في ذلك نقل طهران للأسلحة التقليدية المزعزعة للاستقرار وحيازتها للأسلحة والمواد ذات الصلة”.

ربما يعجبك أيضا