الكاظمي في القارة العجوز لدفع عجلة الاقتصاد ومحاربة الإرهاب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

في مستهل جولته الأوروبية لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الإثنين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن يلتقي بكبار المسؤولين في بريطانيا وألمانيا في وقت لاحق.

تستهدف الزيارة حشد الدعم لمواجهة الأزمات التي تعاني منها العراق، وأهمها الملف المالي والصحي والتأكيد على استمرار الحاجة للدعم الغربي في الحرب ضد داعش.

الدعم الاقتصادي

من المقرر أن يلتقي الوفد العراقي المرافق للكاظمي، والذي يضم محافظ البنك المركزي، مصطفى غالب مخيف، بمحافظي بنوك الدول الأوروبية الثلاثة، لتطوير العلاقات المصرفية والتشجيع على الاستثمارات الدولية.

وكان الكاظمي قد التقى في وقت سابق اليوم بنظيره الفرنسي جان كاستيكس، حيث بحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والأمنية والصحية.

ووقع العراق، اليوم، في العاصمة الفرنسية باريس، ثلاث مذكرات “إعلان نوايا ” في مجالات النقل والزراعة والتعليم، بحضور رئيس  الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ونظيره الفرنسي جان كاستيكس.

وفي هذا السياق، اعتبر الباحث المتخصص بالشأن العراقي، تيسير الآلوسي، أن “هناك مسعى لرفع اسم العراق من قائمة الدول الخطرة في فرنسا، ما يساهم بجذب الاستثمار والشركات الفرنسية”، معتبراً أنّ “المباحثات الاقتصادية مع فرنسا ليست بهدف إنشاء مترو بغداد ومستشفى سنجار فحسب، بل لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في العراق”.

وعن زيارة الكاظمي لألمانيا، اعتبر الآلوسي أنّ “العراق يسعى لفتح أبواب التعاون بمجالي الطاقة والنقل، وهناك توجه ألماني لإعادة فتح القنصلية في البصرة، وهناك جهود لتعزيز العلاقات بمختلف المجالات”.

كما من المنتظر مشاركة بريطانيا في رسم استراتيجية مناسبة لتطوير وتأهيل البنية التحتية والبحث عن الأولويات التي يمكن أن ترتقي بالاقتصاد العراقي، بحسب الألوسي أيضاً.

وشدد الباحث العراقي على أنّ “توجه العراق نحو الاتحاد الأوروبي هو أمر حيوي وركيزة من ركائز تحول البلاد نحو الانفتاح على الخارج”، لافتاً إلى أنّ “هذه الزيارة تقدم التطمينات إلى الشعب العراقي الثائر بمستقبل أفضل”.

محاربة الإرهاب

تأتي جولة الكاظمي الأوروبية في وقت عصيب يمر به العراق تزامنًا مع الجريمة النكراء التي شهدتها محافظة صلاح الدين مؤخرًا، والتي أودت بحياة 8 أشخاص تم تصفيتهم رميًا بالرصاص وسط اتهامات للحكومة بالتواطؤ في معاقبة القتلة والإرهابيين.

من جهته، عقد الكاظمي بالأمس اجتماعاً بالقيادات الأمنية والعسكرية في محافظة صلاح الدين، أشار فيه إلى أنه لا مكان لعودة الإرهاب “تحت أي صورة أو مسمى”.

وفي إطار تعزيز وضبط الأمن بالعراق، من المقرر أن تتضمن زيارته الأولى لفرنسا، طلبًا عراقيًا لشراء أسلحة فرنسية وفق حاجات الجيش العراقي وكذلك بحث افاق التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.

من جهتها ، أبدت المستشارة الألمانية استعدادها لتقديم الدعم الممكن في هذه المجالات فضلاً عن استمرار ألمانيا في تدريب القوات العراقية ضمن إطار التحالف الدولي.

يأتي ذلك في ظل التحديات الأمنية التي يواجهها العراق، في وقت  تتواصل العمليات العسكرية والاستخبارية في ملاحقة خلايا داعش، فيما تعمل الأجهزة الأمنية بقوة لفرض القانون وحماية المواطنين، وتعزيز أمن البعثات الدبلوماسية وملاحقة الجماعات الخارجة عن القانون.

تحدي الميليشيات

بينما تستمر جهود الكاظمي لبناء العراق وإعماره، لا تزال الميليشيات الإيرانية في العراق واحدة من أبرز وأخطر التحديات التي تواجه رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، فهذه الجماعات المرتبطة بشكل مباشر بولاية الفقيه، دائماً ما تقف عائقاً أمام فرض هيبة الدولة وتواجد الشركات الاستثمارية العالمية في بلاد النهرين، كما أنها تقف عائقاً أمام تحسن علاقات العراق مع العالم وتطورها.

ويبدو أن الكاظمي الذي ينحدر من خلفية مخابراتية، يتريث في الصِدام المباشر مع الميليشيات الإيرانية التي تُسيطر على جزء من القرار السياسي، وكذلك على جزء أكبر من مؤسسات الدولة العراقية نتيجة نفوذها الذي ترسخ على مدى الـ17 سنة الماضية.

واليوم وبعد تعرض العراق لحصار سنوات سياسيًا وعسكريًا، فقد أصبح عراق اليوم يدعو للحيادية وبات عنصرًا إيجابيًا، ما دعا لإلحاح العديد من البلدان لزيارته، وهو ما بدا واضحًا في زيارة الرئيس الفرنسي لبغداد وعدد كبير من المسؤولين، لكنه بات يزعج ميليشيات إيران التي تسعى بمختلف الطرق لإفشال جهود رئيس الوزراء العراقي لمحاربة الإرهاب وحل أزماته.

ربما يعجبك أيضا