يرحلون ويبقى الأثر.. الإمارات تودع «العابد» بعد مسيرة إعلامية فريدة

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بعد رحلة عطاء وإخلاص امتدت لـ47 عامًا، خيم الحزن في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، على دولة الإمارات العربية المتحدة، فور الإعلان عن وفاة المستشار إبراهيم العابد، أحد رموز الإعلام الأكفاء بالدولة، عن عمر يناهز 79 عامًا، ليرحل الرجال ويبقى الأثر عامرًا بمسيرة حافلة بالدروس والنجاحات.

الإعلامي الأول في الإمارات

شغل الإعلامي الراحل إبراهيم العابد، عدة مناصب مهمة في قطاع الإعلام الإماراتي، ولُقب برجل الإعلام الأول، بعد أن خدم القطاع بكل حب وإخلاص على مدى خمس عقود، ترك خلالهم إرثًا إعلاميًا، ومسيرة يشهد لها الجميع.

وصفه الشعب الإماراتي بالأب الحنون الذي أفنى حياته في حب وطنه، وقال عنه طلابه “تتلمذنا على يديه حرفية الإعلام والعمل الإعلامي الراقي والشريف”، ونعته الإمارات كلها بعبارة “اليوم نودع جسدك.. ولا نودع أعمالك التي ترسخت في عقولنا وقلوبنا”.

نموذج رائد للمهنية والوفاء

كان العابد محبًا للثقافة والإعلام، مخضرمًا في المهنة التي تمتزج بالشرف والوفاء وحب الوطن، وكانت آخر مناصبه عمله كمستشار مجلس الإدارة بالمجلس الوطني للإعلام في الإمارات.

كذلك تولي العابد لسنوات طويلة إدارة وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”، إضافة إلى توليه منصب المشرف على تحرير الكتاب السنوي لدولة الإمارات والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي.

بدأ العابد العمل في وزارة الإعلام والثقافة الإماراتية، عام 1975، مسؤولا عن الإعلام الخارجي، وأسس “ووكالة أنباء الإمارات” عام 1977، وتولى إدارتها حتى عام 1989، ثم كلف بإدارتها عام 1997.

كذلك ترأس الفريق الإعلامي المكلف بتأسيس “وكالة أنباء الأوبك” في 1980، إضافة إلى اهتماماته البحثية في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، وألقى عدة محاضرات على طلبة كليات الإعلام بعدد من جامعات الدولة.

اشتملت مسيرته على 12 كتابا له، وشارك في تأليف وإصدار كتاب “رؤى مستقبلية” عن دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1979، تخرج بتخصص علوم سياسية وإدارة عامة من “الجامعة الأميركية في بيروت”.

تقدير وتكريم

الفيتشر

على مدى أكثر من خمسة عقود مثل العابد بمهنيته العالية نبض جيل الاتحاد، وقدم عطاءً مهنيًا ووطنيًا ثريًا كبيرًا، أوضح من خلاله بأن الإعلامي أداة بناء، ومصدر للوعي في مجتمعه.

تميز العابد بعروبته، وقدرته الإبداعية، إضافة لقدرته الثقافية العالية التي أهلته لأن يعيش حركة المجتمع، يرصد ويتلمس حاجاته وأوجاعه وإنجازاته، ونال “جائزة جمعية أصدقاء الكتاب في بيروت”.

وكرمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسليمه جائزة شخصية العام الإعلامية في حفل توزيع جائزة الصحافة العربية 2014 تقديرًا لمجمل عطائه في خدمة أمته وفي خدمة صاحبة الجلالة بإخلاص وأمانة.

قادة الدولة ينعون العابد

بمشاعر الحزن والأسى، نعى قادة الإمارات، صباح اليوم الفقيد، بكلمات مبكية، إذ قال عنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي، إنه عمل على مدار خمسة عقود بلا كلل حتى آخر يوم له.

وقدم حاكم دبي تعازيه للقطاع الإعلامي في الدولة قائلًا: “تعازينا لقطاعنا الإعلامي في دولة الإمارات بوفاة أحد مؤسسيه إبراهيم العابد رحمه الله.. تعازينا لأهله وأحبابه وأصدقائه ولكافة الإعلاميين في دولة الإمارات”.


ومن جانبه نعى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، الراحل عبر “تويتر” قائلًا: “رحم الله إبراهيم العابد أحد أبرز قيادات وأعمدة الإعلام في الدولة من الرعيل الأول الذي كرس حياته وعمل بإخلاص لخدمة الإعلام الإماراتي نحو خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء والإنجازات”.

واختتم ولي عهد أبوظبي: “نسأل الله تعالى له المغفرة وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان”.

كذلك نعى الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الراحل عبر “تويتر” قائلًا: “فقدنا اليوم أحد أعلام الإعلام الإماراتي.. فبعد رحلة عطاء ثرية حافلة بالإنجازات نفتقد الأخ والصديق إبراهيم العابد الذي تعجز الكلمات عن إعطائه حقه من الأوصاف، إذ كان رحمه الله غزير المعرفة، وصاحب خلق رفيع”.

واختتم: “تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وجعل مأواه الجنة وألهم أهله الصبر والسلوان”.

ونعاه الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قائلًا: “فقدت الإمارات اليوم الإعلامي القدير إبراهيم العابد أحد أبرز القيادات الإعلامية في الدولة، حظي باحترام الجميع وعايش الإعلام الإماراتي منذ بداياته وسطر مسيرة حافلة بالعطاء والتقدير والإنجاز، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، خالص التعازي لعائلته الكريمة وللوسط الإعلامي”.

“تويتر” يتشح بالسواد

فور الإعلان عن وفاة الإعلامي الكبير إبراهيم العابد، اتشح موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بالسواد، وتحول إلى دفتر عزاء بإمضاء الكثير من الشخصيات العامة والإعلامية بدولة الإمارات، إضافة إلى مئات النشطاء، ناعين الفقيد وداعين الله أن يرزقه الجنة، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

ووصف النشطاء والشخصيات العامة العابد، بأنه كان “أبًا” للإعلام الإماراتي، لما قدمه خلال سنوات عمله من الخبرة والنصح والتوجيه للعاملين في هذا المجال، وللبصمة التي تركها وراءه في جميع المناصب التي تولاها، مشيدين بفكره وأخلاقه التي اعتادوها منه.

ومن جانبه، وصف سيمون كير، مراسل صحيفة فاينانشال تايمز، العابد بأنه “رجل عظيم كان بابه مفتوحًا دائمًا، وكانت وجهة نظره دائمًا قيّمة نظرًا لمعرفته التاريخية الشاملة”.

ربما يعجبك أيضا